×
العربية english francais русский Deutsch فارسى اندونيسي اردو

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الأعضاء الكرام ! اكتمل اليوم نصاب استقبال الفتاوى.

وغدا إن شاء الله تعالى في تمام السادسة صباحا يتم استقبال الفتاوى الجديدة.

ويمكنكم البحث في قسم الفتوى عما تريد الجواب عنه أو الاتصال المباشر

على الشيخ أ.د خالد المصلح على هذا الرقم 00966505147004

من الساعة العاشرة صباحا إلى الواحدة ظهرا 

بارك الله فيكم

إدارة موقع أ.د خالد المصلح

مكتبة الشيخ خالد المصلح / كتب مطبوعة / العقيدة الواسطية / قوله :"وليس معنى قوله: {وهو معكم} أنه مختلط بالخلق"

مشاركة هذه الفقرة WhatsApp Messenger LinkedIn Facebook Twitter Pinterest AddThis

قوله :"وليس معنى قوله: {وهو معكم} أنه مختلط بالخلق، فإن هذا لا توجبه اللغة، وهو خلاف ما أجمع عليه سلف الأمة، وخلاف ما فطر الله عليه الخلق، بل القمر آية من آيات الله من أصغر مخلوقاته، وهو موضوع في السماء، وهو مع المسافر وغير المسافر أينما كان". في هذا المقطع بيان بطلان ما توهمه الضالون، وشبه به المشبهون من أن إثبات المعية يقتضي أن تكون ذات الرب – جل وعلا – مختلطة بالخلق، وذلك من وجوه: الأول: أن هذا التوهم لا توجبه اللغة، «وذلك أن كلمة (مع) في اللغة إذا أطلقت فليس ظاهرها في اللغة إلا المقارنة المطلقة من غير وجوب مماسة أو محاذاة عن يمين أو شمال» +++(مجموع الفتاوى (5/ 103)---. فلفظة «+++(مع)--- في اللغة العربية إنما تدل على المصاحبة، والموافقة، والاقتران، ولا تدل على أن الأول مختلط بالثاني في عامة موارد الاستعمال» +++(منهاج السنة النبوية (8/ 375)---، «كما في قوله: {محمد رسول الله والذين معه} +++الفتح: 29---، وقوله: {فأولئك مع المؤمنين} +++النساء: 146---، وقوله: {اتقوا الله وكونوا مع الصادقين} +++التوبة: 119---، وقوله: {وجاهدوا معكم} +++الأنفال: 75---» +++(مجموع الفتاوى (5/ 497)---، ومثل هذا كثير في كلام الله تعالى وسائر الكلام العربي. وإذا كانت لفظة «(مع) إذا استعملت في كون المخلوق مع المخلوق لم تدل على اختلاط ذاته بذاته، فهي أن لا تدل على ذلك في حق الخالق بطريق الأولى» +++(منهاج السنة النبوية (8/ 377)---. «فامتنع أن يكون قوله: {وهو معكم} +++الحديد: 4--- يدل على أن ذاته مختلطة بذوات الخلق» +++(مجموع الفتاوى (5/ 497)---؛ «لأن جميع استعمالات +++(مع)--- في الكتاب والسنة لا توجب اتصالا واختلاطا» +++(المصدر السابق (6/ 22 – 23)---. «فإذا قيدت بمعنى من المعاني دلت على المقارنة في ذلك المعنى» +++(المصدر السابق (5/ 103)---. الثاني: أن هذا الوهم خلاف ما أجمع عليه سلف الأمة، فقد «أجمع سلف الأمة وأئمتها على أن الرب تعالى بائن من مخلوقاته» +++(المصدر السابق (11/ 250)---. الثالث: أن هذا الوهم الفاسد خلاف ما فطر الله عليه الخلق، فعلم الخلق «بأن الله فوق العالم علم ضروري فطري» +++(درء تعارض العقل والنقل (6/ 12)---، فإن «الخلق كلهم إذا حزبهم شدة، أو حاجة في أمر، وجهوا قلوبهم إلى الله يدعونه ويسألونه» +++(المصدر السابق، نفس الصفحة)--- «حتى الصبيان الذين لم يبلغوا الحنث قد عرفوه بذلك، إذا حزب الصبي شيء يرفع يده إلى ربه يدعوه في السماء دون ما سواها، وكل أحد بالله وبمكانه أعلم من الجهمية» +++(المصدر السابق (2/ 59)---. و «لهذا تجد المنكر لهذه القضية يقر بها عند الضرورة، ولا يلتفت إلى ما اعتقده من المعارض لها، فالنفاة لعلو الله إذا حزب أحدهم شدة وجه قلبه إلى العلو يدعو الله» +++(المصدر السابق (6/ 344)---. الرابع: أن مما يدفع هذا الخيال الفاسد، والتوهم الباطل من أن المعية تقتضي اختلاطه بخلقه «أن القرآن قد جعل المعية خاصة أكثر مما جعلها عامة، ولو كان اختلاط ذاته بالمخلوقات لكانت عامة لا تقبل التخصيص» +++(منهاج السنة النبوية (8/ 377)، بيان تلبيس الجهمية (1/ 556)---، «فإنه قد علم أن قوله: {لا تحزن إن الله معنا} +++التوبة: 40--- أراد به تخصيصه صلى الله عليه وسلم وأبا بكر دون عدوهم من الكفار، وكذلك قوله: {إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون} +++النحل: 128--- خصهم بذلك دون الظالمين والفجار» +++(مجموع الفتاوى (5/ 497)، (5/ 249)---. الخامس: أن مما يدفع هذا الوهم الفاسد المثل المضروب، فقد ضرب مثلا بالقمر، وهو من أصغر مخلوقات الله السماوية، فهو فوق الناس، وهو مع المسافر، وغير المسافر، ولا يشك عاقل أنه غير مخالط للناس، مع كونه معهم حقيقة «ولله المثل الأعلى، ولكن المقصود بالتمثيل بيان جواز هذا وإمكانه، لا تشبيه الخالق بالمخلوق» +++(المصدر السابق (5/ 107)---. وهو سبحانه فوق العرش، رقيب على خلقه، مهيمن عليهم، مطلع إليهم، إلى غير ذلك من معاني الربوبية، وكل هذا الكلام الذي ذكره الله سبحانه من أنه فوق العرش، وأنه معنا حق على حقيقته، لا يحتاج إلى تحريف. في هذا بيان مقتضى معية الله لخلقه، وحكمها، «فالله تعالى عالم بعباده، وهو معهم أينما كانوا، وعلمه بهم من لوازم المعية» +++(المصدر السابق (5/ 231)---، «فلهذا كان إذا قيل: هو معهم دل على أن علمه وقدرته وسلطانه محيط بهم» +++(المصدر السابق (5/ 499)--- فمعية الله تعالى لخلقه لا تناقض علوه، وأنه – جل وعلا – فوق العرش، «فالله مع خلقه حقيقة، وهو فوق عرشه حقيقة» +++(المصدر السابق (5/ 103)---، و «لا يحسب الحاسب أن شيئا من ذلك يناقض بعضه بعضا ألبتة» +++(المصدر السابق (5/ 102)---. قال الله تعالى: {ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا} +++النساء: 82---. ويقال أيضا: إن «مدلول اللفظ مراد منه، وقد أريد أيضا لازم ذلك المعنى، فقد أريد ما يدل عليه اللفظ في أصل اللغة بالمطابقة والالتزام؛ فليس اللفظ مستعملا في اللازم فقط، بل أريد به مدلوله الملزوم وذلك حقيقة» +++(المصدر السابق (5/ 128)---. لكن يصان عن الظنون الكاذبة، مثل أن يظن أن ظاهر قوله: {في السماء} +++الزخرف: 84--- أن السماء تقله، أو تظله، وهذا باطل بإجماع أهل العلم والإيمان، فإن الله قد {وسع كرسيه السموات والأرض} +++البقرة: 255---، وهو الذي {يمسك السموات والأرض أن تزولا} +++فاطر: 41---، {ويمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه} +++الحج: 65---، {ومن آياته أن تقوم السماء والأرض بأمره پ} +++الروم: 25---. في هذا بيان وجوب صيانة النصوص عن الظنون الكاذبة، والأوهام الفاسدة، وذلك لأن خبر الله، ورسوله صلى الله عليه وسلم «صدق، موافق لما هو الأمر عليه في نفسه، لا يجوز أن يكون شيء من أخباره باطلا، ولا مخالفا لما هو الأمر عليه في نفسه» +++(درء تعارض العقل والنقل (5/ 255)---. وعدم صيانة النصوص عن هذه الظنون والأوهام يؤدي إلى أن تبقى «النصوص معطلة عما دلت عليه من إثبات الصفات اللائقة بالله، فيبقى مع جنايته على النصوص، وظنه السيئ الذي ظنه بالله ورسوله، حيث ظن أن الذي يفهم من كلامهما هو التمثيل الباطل؛ قد عطل ما أودع الله ورسوله في كلامهما من إثبات الصفات لله، والمعاني الإلهية اللائقة بجلال الله تعالى» +++(مجموع الفتاوى (3/ 48)---. وأما قوله تعالى: {في السماء} +++الزخرف: 84--- فمعناه «أنه فوق السماء؛ لأن +++(في)--- بمعنى فوق، قال الله تعالى: {فسيحوا في الأرض} +++التوبة: 2--- أي: فوقها» +++(المصدر السابق (16/ 90)---، ثم إن «لفظ السماء في اللغة والقرآن اسم لكل ما علا، فهو اسم جنس للعالي» +++(منهاج السنة النبوية (5/ 440)، وينظر: مجموع الفتاوى (16/ 101)---. و «لما كان قد استقر في نفوس المخاطبين أن الله هو العلي الأعلى، وأنه فوق كل شيء؛ كان المفهوم من قوله: {في السماء} +++الزخرف: 84--- أنه في العلو، وأنه فوق كل شيء» +++(بيان تلبيس الجهمية (1/ 559)---، «ثم من توهم أن كون الله في السماء بمعنى أن السماء تحيط به وتحويه؛ فهو كاذب إن نقله عن غيره، وضال إن اعتقده في ربه، وما سمعنا أحدا يفهمه من اللفظ، ولا رأينا أحدا نقله عن أحد، ولو سئل سائر المسلمين: هل يفهمون من قوله سبحانه ورسوله: (إن الله في السماء) أن السماء تحويه؟ لبادر كل أحد منهم إلى أن يقول: هذا شيء لعله لم يخطر ببالنا، وإذا كان الأمر هكذا فمن التكلف أن يجعل ظاهر اللفظ شيئا محالا لا يفهمه الناس منه ثم يريد أن يتأوله» +++(المصدر السابق (1/ 559 – 560)---.

المشاهدات:2060

قوله :"وليس معنى قوله: {وهو معكم} أنه مختلط بالخلق، فإن هذا لا توجبه اللغة، وهو خلاف ما أجمع عليه سلف الأمة، وخلاف ما فطر الله عليه الخلق، بل القمر آية من آيات الله من أصغر مخلوقاته، وهو موضوع في السماء، وهو مع المسافر وغير المسافر أينما كان".

في هذا المقطع بيان بطلان ما توهمه الضالون، وشبه به المشبهون من أن إثبات المعية يقتضي أن تكون ذات الرب – جل وعلا – مختلطة بالخلق، وذلك من وجوه:

الأول: أن هذا التوهم لا توجبه اللغة، «وذلك أن كلمة (مع) في اللغة إذا أطلقت فليس ظاهرها في اللغة إلا المقارنة المطلقة من غير وجوب مماسة أو محاذاة عن يمين أو شمال» (مجموع الفتاوى (5/ 103). فلفظة «(مع) في اللغة العربية إنما تدل على المصاحبة، والموافقة، والاقتران، ولا تدل على أن الأول مختلط بالثاني في عامة موارد الاستعمال» (منهاج السنة النبوية (8/ 375)، «كما في قوله: {محمد رسول الله والذين معه} الفتح: 29، وقوله: {فأولئك مع المؤمنين} النساء: 146، وقوله: {اتقوا الله وكونوا مع الصادقين} التوبة: 119، وقوله: {وجاهدوا معكم} الأنفال: 75» (مجموع الفتاوى (5/ 497)، ومثل هذا كثير في كلام الله تعالى وسائر الكلام العربي. وإذا كانت لفظة «(مع) إذا استعملت في كون المخلوق مع المخلوق لم تدل على اختلاط ذاته بذاته، فهي أن لا تدل على ذلك في حق الخالق بطريق الأولى» (منهاج السنة النبوية (8/ 377).

«فامتنع أن يكون قوله: {وهو معكم} الحديد: 4 يدل على أن ذاته مختلطة بذوات الخلق» (مجموع الفتاوى (5/ 497)؛ «لأن جميع استعمالات (مع) في الكتاب والسنة لا توجب اتصالا واختلاطا» (المصدر السابق (6/ 22 – 23). «فإذا قيدت بمعنى من المعاني دلت على المقارنة في ذلك المعنى» (المصدر السابق (5/ 103).

الثاني: أن هذا الوهم خلاف ما أجمع عليه سلف الأمة، فقد «أجمع سلف الأمة وأئمتها على أن الرب تعالى بائن من مخلوقاته» (المصدر السابق (11/ 250).

الثالث: أن هذا الوهم الفاسد خلاف ما فطر الله عليه الخلق، فعلم الخلق «بأن الله فوق العالم علم ضروري فطري» (درء تعارض العقل والنقل (6/ 12)، فإن «الخلق كلهم إذا حزبهم شدة، أو حاجة في أمر، وجهوا قلوبهم إلى الله يدعونه ويسألونه» (المصدر السابق، نفس الصفحة) «حتى الصبيان الذين لم يبلغوا الحنث قد عرفوه بذلك، إذا حزب الصبي شيء يرفع يده إلى ربه يدعوه في السماء دون ما سواها، وكل أحد بالله وبمكانه أعلم من الجهمية» (المصدر السابق (2/ 59). و «لهذا تجد المنكر لهذه القضية يقر بها عند الضرورة، ولا يلتفت إلى ما اعتقده من المعارض لها، فالنفاة لعلو الله إذا حزب أحدهم شدة وجه قلبه إلى العلو يدعو الله» (المصدر السابق (6/ 344).

الرابع: أن مما يدفع هذا الخيال الفاسد، والتوهم الباطل من أن المعية تقتضي اختلاطه بخلقه «أن القرآن قد جعل المعية خاصة أكثر مما جعلها عامة، ولو كان اختلاط ذاته بالمخلوقات لكانت عامة لا تقبل التخصيص» (منهاج السنة النبوية (8/ 377)، بيان تلبيس الجهمية (1/ 556)، «فإنه قد علم أن قوله: {لا تحزن إن الله معنا} التوبة: 40 أراد به تخصيصه صلى الله عليه وسلم وأبا بكر دون عدوهم من الكفار، وكذلك قوله: {إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون} النحل: 128 خصهم بذلك دون الظالمين والفجار» (مجموع الفتاوى (5/ 497)، (5/ 249).

الخامس: أن مما يدفع هذا الوهم الفاسد المثل المضروب، فقد ضرب مثلا بالقمر، وهو من أصغر مخلوقات الله السماوية، فهو فوق الناس، وهو مع المسافر، وغير المسافر، ولا يشك عاقل أنه غير مخالط للناس، مع كونه معهم حقيقة «ولله المثل الأعلى، ولكن المقصود بالتمثيل بيان جواز هذا وإمكانه، لا تشبيه الخالق بالمخلوق» (المصدر السابق (5/ 107).

وهو سبحانه فوق العرش، رقيب على خلقه، مهيمن عليهم، مطلع إليهم، إلى غير ذلك من معاني الربوبية، وكل هذا الكلام الذي ذكره الله سبحانه من أنه فوق العرش، وأنه معنا حق على حقيقته، لا يحتاج إلى تحريف.

في هذا بيان مقتضى معية الله لخلقه، وحكمها، «فالله تعالى عالم بعباده، وهو معهم أينما كانوا، وعلمه بهم من لوازم المعية» (المصدر السابق (5/ 231)، «فلهذا كان إذا قيل: هو معهم دل على أن علمه وقدرته وسلطانه محيط بهم» (المصدر السابق (5/ 499) فمعية الله تعالى لخلقه لا تناقض علوه، وأنه – جل وعلا – فوق العرش، «فالله مع خلقه حقيقة، وهو فوق عرشه حقيقة» (المصدر السابق (5/ 103)، و «لا يحسب الحاسب أن شيئا من ذلك يناقض بعضه بعضا ألبتة» (المصدر السابق (5/ 102). قال الله تعالى: {ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا} النساء: 82. ويقال أيضا: إن «مدلول اللفظ مراد منه، وقد أريد أيضا لازم ذلك المعنى، فقد أريد ما يدل عليه اللفظ في أصل اللغة بالمطابقة والالتزام؛ فليس اللفظ مستعملا في اللازم فقط، بل أريد به مدلوله الملزوم وذلك حقيقة» (المصدر السابق (5/ 128).

لكن يصان عن الظنون الكاذبة، مثل أن يظن أن ظاهر قوله: {في السماء} الزخرف: 84 أن السماء تقله، أو تظله، وهذا باطل بإجماع أهل العلم والإيمان، فإن الله قد {وسع كرسيه السموات والأرض} البقرة: 255، وهو الذي {يمسك السموات والأرض أن تزولا} فاطر: 41، {ويمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه} الحج: 65، {ومن آياته أن تقوم السماء والأرض بأمره پ} الروم: 25.

في هذا بيان وجوب صيانة النصوص عن الظنون الكاذبة، والأوهام الفاسدة، وذلك لأن خبر الله، ورسوله صلى الله عليه وسلم «صدق، موافق لما هو الأمر عليه في نفسه، لا يجوز أن يكون شيء من أخباره باطلا، ولا مخالفا لما هو الأمر عليه في نفسه» (درء تعارض العقل والنقل (5/ 255). وعدم صيانة النصوص عن هذه الظنون والأوهام يؤدي إلى أن تبقى «النصوص معطلة عما دلت عليه من إثبات الصفات اللائقة بالله، فيبقى مع جنايته على النصوص، وظنه السيئ الذي ظنه بالله ورسوله، حيث ظن أن الذي يفهم من كلامهما هو التمثيل الباطل؛ قد عطل ما أودع الله ورسوله في كلامهما من إثبات الصفات لله، والمعاني الإلهية اللائقة بجلال الله تعالى» (مجموع الفتاوى (3/ 48).

وأما قوله تعالى: {في السماء} الزخرف: 84 فمعناه «أنه فوق السماء؛ لأن (في) بمعنى فوق، قال الله تعالى: {فسيحوا في الأرض} التوبة: 2 أي: فوقها» (المصدر السابق (16/ 90)، ثم إن «لفظ السماء في اللغة والقرآن اسم لكل ما علا، فهو اسم جنس للعالي» (منهاج السنة النبوية (5/ 440)، وينظر: مجموع الفتاوى (16/ 101). و «لما كان قد استقر في نفوس المخاطبين أن الله هو العلي الأعلى، وأنه فوق كل شيء؛ كان المفهوم من قوله: {في السماء} الزخرف: 84 أنه في العلو، وأنه فوق كل شيء» (بيان تلبيس الجهمية (1/ 559)، «ثم من توهم أن كون الله في السماء بمعنى أن السماء تحيط به وتحويه؛ فهو كاذب إن نقله عن غيره، وضال إن اعتقده في ربه، وما سمعنا أحدا يفهمه من اللفظ، ولا رأينا أحدا نقله عن أحد، ولو سئل سائر المسلمين: هل يفهمون من قوله سبحانه ورسوله: (إن الله في السماء) أن السماء تحويه؟ لبادر كل أحد منهم إلى أن يقول: هذا شيء لعله لم يخطر ببالنا، وإذا كان الأمر هكذا فمن التكلف أن يجعل ظاهر اللفظ شيئا محالا لا يفهمه الناس منه ثم يريد أن يتأوله» (المصدر السابق (1/ 559 – 560).

الاكثر مشاهدة

3. لبس الحذاء أثناء العمرة ( عدد المشاهدات91565 )
6. كيف تعرف نتيجة الاستخارة؟ ( عدد المشاهدات87258 )

مواد تم زيارتها

التعليقات


×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف