قوله :"وهم وسط في باب أفعال الله تعالى بين الجبرية، والوعيدية من القدرية، وغيرهم، بيان ذلك أن أهل السنة والجماعة «وسط في باب أفعال الله – عز وجل – بين المعتزلة المكذبين بالقدر» (الجواب الصحيح (1/ 73 – 74)، «الذين لا يؤمنون بقدرته الكاملة، ومشيئته الشاملة، وخلقه لكل شيء» (مجموع الفتاوى (3/ 373 – 374)، ينظر: الصفدية (2/ 313)، القائلين بنفوذ الوعيد والتخليد (الصواعق المرسلة (2/ 454)، وبين «الجبرية النافين لحكمة الله، ورحمته، وعدله، والمعارضين بالقدر أمر الله، ونهيه، وثوابه، وعقابه» (الجواب الصحيح (1/ 73 – 74)، القائلين بأنه يجوز عليه كل فعل، فلا ينزه عن ظلم ولا عن غيره (مجموع الفتاوى (16/ 241)، و «المفسدين لدين الله الذين يجعلون العبد ليس له مشيئة، ولا قدرة، ولا عمل، فيعطلون الأمر، والنهي، فيصيرون بمنزلة المشركين الذين قالوا:{لو شاء الله ما أشركنا ولا آباؤنا ولا حرمنا من شيء} الأنعام: 148 ".
فيؤمن أهل السنة بأن الله على كل شيء قدير، فيقدر أن يهدي العباد، ويقلب قلوبهم، وأنه ما شاء كان، وما لم يشا لم يكن، فلا يكون في ملكه ما لا يريد، ولا يعجز عن إنفاذ مراده، وأنه خالق كل شيء من الأعيان، والصفات، والحركات، ويؤمنون أن العبد له قدرة ومشيئة، وعمل، وأنه مختار، ولا يسمونه مجبورا؛ إذ المجبور من أكره على خلاف اختياره، والله سبحانه جعل العبد مختارا لما يفعله، فهو مختار مريد، والله خالقه، وخالق اختياره، وهذا ليس له نظير، فإن الله ليس كمثله شيء لا في ذاته، ولا في صفاته، ولا في أفعاله» (مجموع الفتاوى (3/ 374)، انظر: الصفدية (2/ 313).