قوله :"بل هم وسط في فرق الأمة، كما أن الأمة هي الوسط بين الأمم".
وبيان هذا أن «أهل السنة والجماعة في الإسلام كأهل الإسلام في أهل الملل» (الجواب الصحيح (1/ 71)، وينظر: الصفدية (2/ 310 - 312)، منهاج السنة النبوية (3/ 468 - 469)، وسياتي ذكر نماذج لوسطية أهل السنة في بعض مسائل العقيدة، وليس ذلك خاصا بهذه الأبواب التي ذكرها المؤلف رحمه الله، بل هم «كذلك في سائر أبواب السنة، هم وسط؛ لأنهم متمسكون بكتاب الله، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وما اتفق عليه السابقون الأولون من المهاجرين، والأنصار، والذين اتبعوهم بإحسان» (مجموع الفتاوى (3/ 375)، فهم -ولله الحمد- «متوسطون في جميع الأمور» (منهاج السنة النبوية (5/ 172).
أما وسطية أمة الإسلام بين الأمم فلا يشك منصف «أن المسلمين هم عدل، متوسطون، لا ينحرفون إلى غلو، ولا إلى تقصير، أما اليهود والنصارى فهم على طرفي نقيض، هؤلاء ينحرفون إلى جهة، وهؤلاء ينحرفون إلى الجهة التي تقابلها كتقابلهم في النسخ، وكذلك تقابلهم في التحريم والتحليل، والطهارة والنجاسة» (الجواب الصحيح (2/ 135) بتصرف يسير جدا).
فالمسلمون «وسط كما قال تعالى فيهم: وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا البقرة: 143 أي: عدلا خيارا» (المصدر السابق (2/ 136)، وهذا في الحقيقة «باب يطول وصفه» (مجموع الفتاوى (3/ 373)، وقد فصل الشيخ – رحمه الله – في بيان أوجه وسطية أمة الإسلام في عدة مواضع: الجواب الصحيح (2/ 135 – 154)، ومجموع الفتاوى (3/ 370 – 373)، والصفدية (2/ 310 – 313)، ومنهاج السنة النبوية (5/ 168 – 172).