وقوله صلى الله عليه وسلم:«أفضل الإيمان أن تعلم أن الله معك حيث ما كنت»
وقوله صلى الله عليه وسلم: «أفضل الإيمان أن تعلم أن الله معك حيث ما كنت»، حديث حسن (رواه البيهقي في الأسماء والصفات (907)، وأبو نعيم في الحلية (6/ 124)، من حديث عبادة بن الصامت).
وقوله صلى الله عليه وسلم: «إذا قام أحدكم إلى الصلاة فلا يبصق قبل وجهه، ولا عن يمينه، ولكن عن يساره، أو تحت قدمه». متفق عليه (رواه البخاري (405)، ومسلم (547)، من حديث مالك، عن نافع، عن ابن عمر).
وقوله صلى الله عليه وسلم: «اللهم رب السماوات السبع، ورب العرش العظيم، ربنا، ورب كل شيء، فالق الحب والنوى، منزل التوراة، والإنجيل، والقرآن، أعوذ بك من شر كل ذي شر أنت آخذ بناصيته، أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء، اقض عني الدين، وأغنني من الفقر». رواه مسلم ((2713)، من حديث سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة).
وقوله صلى الله عليه وسلم لما رفع أصحابه أصواتهم بالذكر: «أيها الناس، اربعوا على أنفسكم؛ فإنكم لا تدعون أصم، ولا غائبا، إنما تدعون سميعا بصيرا، إن الذي تدعونه أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته». متفق عليه (رواه البخاري (6610)، ومسلم (2704)، من طريق أبي عثمان النهدي، عن أبي موسى الأشعري).
في هذه الأحاديث إثبات معية الله تعالى لخلقه، وفيها إثبات عظيم سعته سبحانه وإحاطته بكل شيء، فهو الأول الآخر، الظاهر الباطن، وفيها إثبات قربه من عبده الداعي.
ففي الحديث الأول: إثبات معية الله تعالى لعباده، وهذه هي المعية العامة.
وفي الحديث الثاني: إثبات قربه من عبده المصلي مع علوه سبحانه (انظر: مجموع الفتاوى (1/ 366)، فإن «العبد إذا قام إلى الصلاة فإنه يستقبل ربه وهو فوقه، فيدعوه من تلقائه، لا من يمينه، ولا من شماله، ويدعوه من العلو لا من السفل» (المصدر السابق (1/ 577).
فالحديث «حق على ظاهره، وهو سبحانه فوق العرش، وهو قبل وجه المصلي، بل هذا الوصف يثبت للمخلوقات، فإن الإنسان لو أنه يناجي السماء، أو يناجي الشمس والقمر لكانت السماء والشمس والقمر فوقه، وكانت أيضا قبل وجهه» (المصدر السابق (5/ 107).
وفي الحديث الثالث: إثبات أوليته، وآخريته، وظاهريته، وباطنيته، فإنه سبحانه قد «سبق كل شيء بأوليته، وبقي بعد كل شيء بآخريته، وعلا على كل شيء بظهوره، وأحاط بكل شيء ببطونه» (مدارج السالكين لابن القيم (3/ 113)، وقد تقدم الكلام على هذه الصفات.
وفي الحديث الرابع: إثبات قربه – جل وعلا – من عبده إذا دعاه (انظر: مجموع الفتاوى (1/ 366).