وقوله: {وجوه يومئذ ناضرة * إلى ربها ناظرة} (الصواعق المرسلة (1/ 193) والآية من سورة القيامة: 22 - 23.
وقوله: {على الأرائك ينظرون} المطففين: 23.
وقوله: {للذين أحسنوا الحسنى وزيادة} يونس: 26.
وقوله: {لهم ما يشاؤون فيها ولدينا مزيد} ق: 35.
في هذه الآيات إثبات رؤية المؤمنين ربهم جل وعلا (مجموع الفتاوى (6/ 489)، وأن الله سبحانه يرى عيانا بالأبصار يوم القيامة، ففي الآية الأولى «إضافة النظر إلى الوجه الذي هو محله، وتعديته بأداة (إلى) الصريحة في نظر العين» (حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح (ص: 204)؛ فإن تعدية النظر بـ (إلى) معناه المعاينة بالأبصار، «وقد نقل أن كثيرا من السلف فهموا الرؤية» (بيان تلبيس الجهمية (2/ 406) من هذه الآية؛ فإنه «يستحيل فيها تاويل النظر بانتظار الثواب؛ فإنه أضاف النظر إلى الوجوه التي هي محله، وعداه بحرف (إلى) التي إذا اتصل بها فعل النظر كان من نظر العين ليس إلا، ووصف الوجوه بالنضرة التي لا تحصل إلا مع حضور ما يتنعم به لا مع التنغيص بانتظاره» (بيان تلبيس الجهمية (2/ 406). وكذلك في قوله: {للذين أحسنوا الحسنى وزيادة} يونس: 26، فالزيادة «هي النظر إلى الله سبحانه» (مجموع الفتاوى (6/ 436)، (6/ 499).
وكذا في قوله: {ولدينا مزيد} ق: 35، «وهو ما لم يبلغه علمهم ليشتهوه، كما قال صلى الله عليه وسلم: (ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر)» (الاستقامة (2/ 116)، «وروى ابن بطة بإسناد صحيح عن الأسود بن عامر قال: ذكر لي عن شريك، عن أبي اليقظان، عن أنس: {ولدينا مزيد} ق: 35 قال: يتجلى لهم كل جمعة» (مجموع الفتاوى (6/ 415). وسياتي مزيد كلام على هذه الصفة، إن شاء الله.