وقوله: {ناديناه من جانب الطور الأيمن وقربناه نجيا} مريم: 52.
وقوله: {وإذ نادى ربك موسى أن ائت القوم الظالمين} الشعراء: 10.
وقوله: {وناداهما ربهما ألم أنهكما عن تلكما الشجرة} الأعراف: 22.
وقوله: {ويوم يناديهم فيقول أين شركائي الذين كنتم تزعمون} القصص: 62.
وقوله: {ويوم يناديهم فيقول ماذا أجبتم المرسلين} القصص: 65.
في هذه الآيات «إثبات النداء لله تعالى، وقد أخبر الله تعالى في القرآن بندائه لعباده في أكثر من عشرة مواضع، والنداء لا يكون إلا صوتا باتفاق أهل اللغة وسائر الناس» (منهاج السنة النبوية (5/ 423)، وقد «استفاضت الآثار عن النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين ومن بعدهم من أئمة السنة: أنه سبحانه ينادي بصوت؛ نادى موسى، وينادي عباده يوم القيامة بصوت، ويتكلم بصوت» (مجموع الفتاوى (12/ 304 – 305). «والنداء في لغة العرب هو صوت رفيع، لا يطلق النداء على ما ليس بصوت؛ لا حقيقة، ولا مجازا» (المصدر السابق (6/ 531، 12/ 130) «باتفاق أهل اللغة» (رسائل وفتاوى شيخ الإسلام تحقيق محمد رشيد رضا (1/ 3/49). و «هذا مما اتفق عليه سلف المسلمين وجمهورهم» (المصدر السابق).
وهذه الآيات تدل على أن الله تعالى يوصف بالصفات الاختيارية الفعلية، فإنه سبحانه لما ذكر النداء فيها وقته «بظرف محدود، فدل على أن النداء يقع في ذلك الحين دون غيره من الظروف، وجعل الظرف للنداء لا يسمع النداء إلا فيه» (مجموع الفتاوى (12/ 131)، وينظر تقرير ذلك في (6/ 223 – 224). وهذا يدل لصحة ما ذهب إليه السلف وأئمة السنة من أن صفة الكلام «صفة ذات وفعل» (المصدر السابق (5/ 219)، وينظر ذلك في جامع الرسائل والمسائل (2/ 6)، فالله جل وعلا «لم يزل متكلما إذا شاء، كيف شاء» (المصدر السابق (6/ 291 – 292)، وينظر: جامع الرسائل والمسائل (2/ 5)، والآيات بينة الدلالة على هذا، فإن النداء المذكور في قصة موسى «إنما ناداه حين جاء لم يكن النداء في الأزل كما يقول الكلابية» (جامع الرسائل والمسائل (2/ 11)، ونداؤه آدم، وحواء لما أكلا من الشجرة إنما كان «لما أكلا منها ناداهما، لم ينادهما قبل ذلك» (المصدر السابق (2/ 12)، وكذلك النداء يوم القيامة، فإنه «في يوم معين، وذلك اليوم حادث كائن بعد أن لم يكن، وهو حينئذ يناديهم، لم ينادهم قبل ذلك» (المصدر السابق (2/ 13).