وقوله: {ومن أصدق من الله حديثا} النساء: 87.
وقوله: {ومن أصدق من الله قيلا} النساء: 122.
وقوله: {وإذ قال الله يا عيسى ابن مريم} المائدة: 110.
وقوله: {وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا} الأنعام: 115.
وقوله: {وكلم الله موسى تكليما} النساء: 164.
وقوله: {منهم من كلم الله} البقرة: 253.
وقوله: {ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه} الأعراف: 143.
في هذه الآيات إثبات صفة الكلام لله تعالى، وهي صفة جليلة ثابتة، «بالإجماع والنقل المتواتر عن الأنبياء صلى الله عليهم وسلم» (التسعينية (2/ 683)، وقد مضى على هذا سلف الأمة وأئمتها. «فالسلف والأئمة نصوا على أن الرب تعالى لم يزل متكلما إذا شاء وكما شاء، كما نص على ذلك عبد الله بن المبارك، وأحمد بن حنبل، وغيرهم من أئمة الدين وسلف المسلمين» (مجموع الفتاوى (9/ 285)، انظر: (6/ 232)، جامع الرسائل والمسائل (2/ 5). وإنكار هذه الصفة وتحريفها أمر خطير، فهو «في الحقيقة تكذيب للرسل الذين إنما أخبروا الأمم بكلام الله الذي أنزل إليهم» (درء تعارض العقل والنقل (2/ 304).
«فالإيمان بكلام الله داخل في الإيمان برسالة الله إلى عباده، والكفر بذلك هو الكفر بهذا، فتدبر هذا الأصل؛ فإنه فرقان هذا الاشتباه، ولهذا كان من يكفر بالرسل، تارة يكفر بأن الله له كلام أنزله على البشر، كما أنه قد يكفر برب العالمين مثل فرعون وقومه، قال الله تعالى: {أكان للناس عجبا أن أوحينا إلى رجل منهم أن أنذر الناس} يونس: 2 الآية، وقال تعالى عن نوح وهود: {أوعجبتم أن جاءكم ذكر من ربكم على رجل منكم لينذركم} الأعراف: 63، وقال: {وما قدروا الله حق قدره إذ قالوا ما أنزل الله على بشر من شيء} الأنعام: 91 إلى آخر الكلام» (مجموع الفتاوى (12/ 9 – 10).
وهذه الصفة كسائر الصفات في الكتاب والسنة، لا يلزم من إثباتها أي لازم باطل، بل «كلام الله تعالى لا يماثل كلام المخلوقين كما لا يماثل في شيء من صفاته صفات المخلوقين» (المصدر السابق (12/ 96).