وقوله: {قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله والله يسمع تحاوركما إن الله سميع بصير} ... المجادلة: 1.
وقوله: {لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء} آل عمران: 181.
وقوله: {أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم بلى ورسلنا لديهم يكتبون} الزخرف: 80.
وقوله: {إنني معكما أسمع وأرى} طه: 46.
وقوله: {ألم يعلم بأن الله يرى} العلق: 14.
وقوله: {الذي يراك حين تقوم * وتقلبك في الساجدين* إنه هو السميع العليم} الشعراء: 218 – 220.
وقوله: {وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون} التوبة: 105.
في هذه الآيات الكريمات إثبات السمع والرؤية لله تعالى، وقد تقدم ذلك في أول سياق الآيات، وقد ذكر في هذه الآيات حكم هاتين الصفتين (انظر: الصواعق المرسلة (1/ 323).
وفيها أن الله جل شانه «قد يخص بالنظر والاستماع بعض المخلوقات» (مجموع الفتاوى (13/ 133)، و «هذا التخصيص ثابت بالكتاب والسنة، وهو تخصيص بمعنى يقوم بذاته بمشيئته وقدرته»(المصدر السابق.).
وفيها أيضا أن الله تبارك وتعالى يسمع الأقوال ويبصر الأعمال بعد أن خلقت ووجدت، «وهذا قطعي لا حيلة فيه» (جامع الرسائل والمسائل (2/ 55)، وهو في مجموع الفتاوى (6/ 228)، «فإذا وجدت الأقوال والأعمال سمعها ورآها» (المصدر السابق (2/ 54)، «وعلى ذلك يدل الكتاب والسنة مع الكتب المتقدمة: التوراة والإنجيل والزبور، فقد اتفق عليها نصوص الأنبياء وأقوال السلف وأئمة العلماء، ودلت عليها صرائح المقولات» (المصدر السابق (2/ 55)، فإن «السمع والبصر لا يتعلق بالمعدوم، فإذا خلق الأشياء رآها، وإذا دعاه عباده سمع دعاءهم وسمع نجواهم» (الرد على المنطقيين (ص: 465).
وما ذكره الله تبارك وتعالى من «رؤيته الأعمال وعلمه بها وإحصائه لها يتضمن الوعيد بالجزاء عليها ... » (مجموع الفتاوى (13/ 318)، فذكر الله سبحانه سمعه ورؤيته في هذه الآيات ونظائرها يراد منه «إثبات علمه بذلك وأنه يعلم هل ذلك خير أو شر، فيثيب على الحسنات ويعاقب على السيئات» (المصدر السابق (5/ 127)، «فمدلول اللفظ مراد منه، وقد أريد أيضا لازم ذلك المعنى» (المصدر السابق.).