وقوله: {ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي}
وقوله: {وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء} المائدة: 64.
في هاتين الآيتين إثبات اليدين لله تعالى، «وإثبات اليدين له موجود في التوراة وسائر النبوات كما هو موجود في القرآن» (الجواب الصحيح (4/ 413)، وأهل السنة والجماعة على إثباتها (انظر: مجموع الفتاوى (6/ 68)، (3/ 46).
وقد ورد ذكر هذه الصفة في الكتاب، والسنة بصيغة الإفراد وبصيغة التثنية وبصيغة الجمع (انظر: الصواعق المرسلة (1/ 256،268)، ولا إشكال في ذلك؛ «فلغة العرب متنوعة في إفراد المضاف وتثنيته وجمعه بحسب أحوال المضاف إليه» (المصدر السابق (1/ 266)، فلا تعارض بين ذلك؛ فإن «المفرد المضاف يراد به ما هو أكثر من واحد» (المصدر السابق (1/ 246)، و «كثيرا ما يراد به الجنس فيتناوله سواء كان واحدا أو اثنين أو ثلاثة» (بيان تلبيس الجهمية (3/ 23) مخطوط.)، فلا يعارض الإفراد التثنية والجمع.
أما صيغة الجمع فإن «صيغة الجمع تقتضي التعظيم الذي يستحقه» (مجموع الفتاوى (3/ 45) سبحانه، «ومثل هذا كثير في القرآن، يسمي الرب نفسه من الأسماء المضمرة بصيغة الجمع على سبيل التعظيم لنفسه؛ كقوله تعالى: {إنا فتحنا لك فتحا مبينا} الفتح:1، وقوله: {نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا} الزخرف:32» (بيان تلبيس الجهمية (3/ 19) مخطوط.).
و «أما صيغة التثنية فإنها نص في مسماها لأنها من أسماء العدد، وأسماء الأعداد نصوص» (المصدر السابق (3/ 23)، وهذا يدل على صحة ما ذهب إليه أهل السنة والجماعة من إثبات اليدين له سبحانه، وقد أنكر هذه الصفة متأخرو الأشعرية وحرفوها بتحريفات باردة (انظر: بيان تلبيس الجهمية (1/ 79)، ومجموع الفتاوى (6/ 362 - 373).