وقوله: {ويبقى وجه ربك ذوالجلال والإكرام}
وقوله: {كل شيء هالك إلا وجهه} القصص: 88.
في هاتين الآيتين الكريمتين إثبات الوجه لله تعالى، «وثبوت الوجه والصورة لله قد جاء في نصوص كثيرة من الكتاب والسنة، واتفق على ذلك سلف الأمة» (بيان تلبيس الجهمية (3/ 275 - 276) مخطوط.)، وهو من الصفات الخبرية «السمعية التي لا تعلم إلا بالسمع» (درء تعارض العقل والنقل (9/ 16)، وينظر: (4/ 85)، بيان تلبيس الجهمية (1/ 76).
ومن المعلوم أن «أئمة أهل السنة والحديث من أصحاب الأئمة الأربعة يثبتون الصفات الخبرية» (المصدر السابق (3/ 383)، وينظر: بيان تلبيس الجهمية (1/ 76)، مجموع الفتاوى (4/ 147 - 148) «كالوجه واليدين والعينين» (مجموع الفتاوى (6/ 68).
وما ذكر من إثبات الأشعرية للصفات الخبرية إنما هو قول متقدميهم، أما المتأخرون منهم فينفونها (انظر: المصدر السابق (4/ 148)، انظر: تأويلاتهم لهذه الصفة ومناقشتهم في مختصر الصواعق (2/ 174 - 188)، وبيان ذلك أن «مذهب الأشعري نفسه وطبقته كأبي العباس القلانسي ونحوه، ومن قبله من أئمته كأبي محمد عبد الله بن سعيد ابن كلاب، ومن بعده من أئمة أصحابه الذين أخذوا عنه كأبي عبد الله بن مجاهد شيخ القاضي أبي بكر بن الباقلاني، وأبي الحسن الباهلي شيخ ابن الباقلاني وأبي إسحاق الإسفراييني وأبي بكر بن فورك، وكأبي الحسن علي بن مهدي الطبري صاحب التآليف في تاويل الأحاديث المشكلات الواردة في الصفات، ونحوهم، والطبقة الثانية التي أخذت عن أصحابه؛ كالقاضي أبي بكر إمام الطائفة، وأبي بكر بن فورك، وأبي إسحاق الإسفراييني وأبي علي بن شاذان، وغير هؤلاء- إثبات الصفات الخبرية التي جاء بها القرآن أو السنن المتواترة؛ كاستوائه على العرش، والوجه، واليد، ومجيئه يوم القيامة، وغير ذلك.
وقد رأيت كلام كل من ذكرته من هؤلاء يثبت هذه الصفات-ومن لم أذكره أيضا- وكتبهم وكتب من نقل عنهم مملوءة بذلك، وبالرد على من يتأول هذه الصفات والأخبار بأن تاويلهما طريق الجهمية والمعتزلة ونحو ذلك» (الفتاوى الكبرى (6/ 664).