وقوله: {هل ينظرون إلا أن ياتيهم الله في ظلل من الغمام والملآئكة وقضي الأمر}
وقوله: {هل ينظرون إلا أن تاتيهم الملآئكة أو ياتي ربك أو ياتي بعض آيات ربك} الأنعام: 158.
وقوله: {كلا إذا دكت الأرض دكا دكا * وجاء ربك والملك صفا صفا} الفجر 21 - 22.
وقوله: {ويوم تشقق السماء بالغمام ونزل الملائكة تنزيلا} الفرقان: 25.
وفي هذه الآيات المباركات إثبات إتيان الله ومجيئه يوم القيامة، والأحاديث المتواترة «عن النبي صلى الله عليه وسلم في إتيان الرب يوم القيامة كثيرة، وكذلك إتيانه لأهل الجنة يوم الجمعة» (مجموع الفتاوى (5/ 374)، وقد حكى عثمان بن سعيد الدارمي اتفاق الكلمة من المسلمين على أنه ينزل يوم القيامة لفصل القضاء، ولم يشكوا في ذلك، وأن الإتيان المذكور والمضاف إلى الله أنه إتيان الله بنفسه يوم القيامة (انظر: درء تعارض العقل والنقل (6/ 67،69)، الاستقامة (1/ 76)، مجموع الفتاوى (5/ 323،325).
وقد ضل في هذه الصفة طوائف؛ فإن «النفاة المعطلة ينفون المجيء والإتيان بالكلية ويقولون: ما ثم إلا ما يحدث في المخلوقات. والحلولية يقولون: إنه ياتي ويجيء بحيث يخلو منه مكان ويشغل آخر، فيخلو منه ما فوق العرش ويصير بعض المخلوقات فوقه. فإذا أتى وجاء لم يصر على قولهم العلي الأعلى ولا كان هو العلي العظيم، لا سيما إذا قالوا: إنه يحويه بعض المخلوقات فتكون أكبر منه، سبحانه وتعالى عما يقول هؤلاء علوا عظيما» (مجموع الفتاوى (16/ 108)، وقد ذكر الشيخ الأقوال وناقشها في (16/ 393 - 425).