وقوله: {ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزآؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه}
وقوله: {ذلك بأنهم اتبعوا ما أسخط الله وكرهوا رضوانه} محمد: 28.
وقوله: {فلما آسفونا انتقمنا منهم} الزخرف: 55.
وقوله: {ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم} التوبة: 46.
وقوله: {كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون} الصف: 3.
وقوله: {إن الذين كفروا ينادون لمقت الله أكبر من مقتكم أنفسكم} غافر: 10.
في هذه الآيات الكريمات إثبات صفة الغضب، والسخط، والأسف، والكره، والمقت، وهي من صفات الفعل التي يثبتها أهل السنة والجماعة لله تعالى على الوجه اللائق به سبحانه (المصدر السابق، وينظر: منهاج السنة النبوية (3/ 160)، والغضب المثبت له -جل وعلا- لا نقص فيه بوجه من الوجوه؛ فإن «الغضب على من يستحق الغضب عليه من القادر على عقوبته صفة كمال» (درء تعارض العقل والنقل (4/ 92)، «والرسل -صلوات الله عليهم أجمعين- إنما جاؤوا بإثبات هذا الأصل؛ وهو أن الله يحب بعض الأمور المخلوقة ويرضاها، ويسخط بعض الأمور ويمقتها، وأن أعمال العباد ترضيه تارة وتسخطه أخرى» (منهاج السنة النبوية (5/ 322) كما في الآيات المتقدمة وغيرها.
أما معنى الأسف فقد فسر بالغضب؛ قال «ابن عباس: أغضبونا. وقال ابن قتيبة: الأسف الغضب؛ يقال: أسفت أسفا؛ أي: غضبت» (المصدر السابق (5/ 323)، وينظر: مجموع الفتاوى (12/ 133).
وهذه الآيات دالة على أن الفعل حادث بعد أن لم يكن؛ «فإن الجزاء لا يكون قبل العمل، والقرآن صريح بأن أعمالهم كانت سببا لذلك؛ كقوله: {فلما آسفونا انتقمنا منهم} الزخرف: 55، وقوله: {ذلك بأنهم اتبعوا ما أسخط الله وكرهوا رضوانه فأحبط أعمالهم} محمد: 28، وقوله: {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله} آل عمران: 31، وأمثال ذلك» (المصدر السابق (5/ 421 - 422)، وينظر: مجموع الفتاوى (6/ 225 - 226).
وقد أنكر هذه الصفات من ينكر قيام الأفعال بالله تعالى فقالوا: «هذه كلها أمور مخلوقة بائنة عنه ترجع إلى الثواب والعقاب» (مجموع الفتاوى (12/ 133). ومنهم من قال: ما ثم «إلا إرادة قديمة أو ما يشبهها» (المصدر السابق (6/ 261). فأول جميع الصفات الفعلية بذلك.