قوله :{وهو العلي العظيم}.
«ختم هذه الآية بهذين الاسمين الجليلين الدالين على علو ذاته، وعظمته في نفسه» (الصواعق المرسلة (4/ 1371). واسمه العلي «يفسر بأنه أعلى من غيره قدرا، فهو أحق بصفات الكمال. ويفسر بأنه العالي عليهم بالقهر والغلبة، فيعود إلى أنه القادر عليهم، وهم المقدورون، وهذا يتضمن كونه خالقا لهم، وربا لهم، وكلاهما يتضمن أن نفسه فوق كل شيء، فلا شيء فوقه» (مجموع الفتاوى (16/ 358)، هذا «مع أن لفظ العلي والعلو لم يستعمل في القرآن عند الإطلاق إلا» (مجموع الفتاوى (16/ 359) ويفيد «أنه نفسه فوق كل شيء، فلا شيء فوقه» (مجموع الفتاوى (16/ 358)، وبهذا يتبين أنه «مستلزم لذينك لم يستعمل في مجرد القدرة ولا في مجرد الفضيلة» (مجموع الفتاوى (16/ 359).
وأما اسم الله (العظيم) فمتضمن «لصفات عديدة، فالعظيم من اتصف بصفات كثيرة من صفات الكمال» (بدائع الفوائد (1/ 145)، فاسم الله العظيم دال «على جملة أوصاف عديدة لا تختص بصفة معينة» (المصدر السابق (1/ 144)، «فجميع صفات العظمة والكبرياء والمجد والبهاء، الذي تحبه القلوب، وتعظمه الأرواح، ويعرف العارفون أن عظمة كل شيء -وإن جلت في الصفة- فإنها مضمحلة في جانب عظمة العلي العظيم. والله تعالى عظيم له كل وصف ومعنى يوجب التعظيم، فلا يقدر مخلوق أن يثني عليه كما ينبغي له، ولا يحصي ثناء عليه، بل هو كما أثنى على نفسه وفوق» (تفسير أسماء الله الحسنى للسعدي ص (63).