قوله : {له ما في السموات وما في الأرض من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه}
في هذه الآية الكريمة العظيمة إثبات كمال ملكه – جل وعلا – لما في السماوات والأرض، «فإنكاره ونفيه أن يشفع أحد عنده إلا بإذنه يتضمن كمال ملكه لما في السماوات، وما في الأرض، وأنه ليس له شريك، فإن من شفع عنده غيره بغير إذنه وقبل شفاعته كان مشاركا له، إذ صارت شفاعته سببا لتحريك المشفوع إليه، بخلاف من لا يشفع عنده أحد إلا بإذنه، فإنه منفرد بالملك ليس له شريك بوجه من الوجوه» (الجواب الصحيح (3/ 210).
وهذا «كمال الملك، والربوبية، وانفراده بذلك» (مجموع الفتاوى (17/ 142)؛ فإن نفي الملك عن غيره يثبت انفراده بالشفاعة وحده، لذلك «رد على من اتخذ شفعاء من دونه فقال: {أم اتخذوا من دون الله شفعاء قل أولو كانوا لا يملكون شيئا ولا يعقلون * قل لله الشفاعة جميعا له ملك السموات والأرض ثم إليه ترجعون} الزمر: 43 – 44» (جامع المسائل لابن تيمية (3/ 111).