قوله :" وما وصف به نفسه في أعظم آية في كتاب الله"
بيان هذا أن ما وصف الله به نفسه في أعظم آية في كتابه داخل فيما تقدم ذكره من القواعد في أسماء الله وصفاته، وأعظم آية في كتاب الله هي آية الكرسي، ودليل ذلك ما «في صحيح مسلم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (يا أبي، أتدري أي آية في كتاب الله أعظم؟) قال: {الله لا إله إلا هو الحي القيوم} البقرة: 255، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ليهنك العلم أبا المنذر) (رقم (810). فائدة: قوله: (ليهنك) بكسر النون، وزعم ابن التين أنه بفتحها، بل قال السفاقسي: إنه أصوب؛ لأنه من الهناء، وفيه نظر. قاله الحافظ في الفتح (8/ 122).
فأخبر في هذا الحديث الصحيح أنها أعظم آية في القرآن، وفي ذاك أنها أعلى شعب الإيمان، وهذا غاية الفضل، فإن الأمر كله مجتمع في القرآن والإيمان، فإذا كانت أعظم القرآن، وأعلى الإيمان، ثبت لها غاية الرجحان» (مجموع الفتاوى (24/ 235)، ولا غرو؛ فإنه ليس «في القرآن آية واحدة تضمنت ما تضمنته آية الكرسي» (المصدر السابق (17/ 130) من الصفات العظيمة، والمعاني الجليلة.
وأهل السنة والجماعة يثبتون ما جاء فيها من الأسماء والصفات من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تكييف ولا تمثيل.