قوله : {الله الصمد}.
في هذه الآية الكريمة إثبات اسم الصمد لله تعالى، «واسمه الصمد يتضمن إثبات صفات الكمال، ونفي النقائص» الجواب الصحيح (4/ 407)، وينظر: منهاج السنة النبوية (2/ 529 – 530)، مجموع الفتاوى (21/ 99)، «فالصمدية تثبت الكمال المنافي للنقائص، والأحدية تثبت الانفراد بذلك» (مجموع الفتاوى (17/ 452)، «ولفظ (ص م د) يدل على الاجتماع والانضمام المنافي للتفرق، والخلو، والتجويف» (بيان تلبيس الجهمية (2/ 59)، انظر: (2/ 248).
ومعنى اسم «الصمد فيه للسلف أقوال متعددة قد يظن أنها مختلفة، وليست كذلك، بل كلها صواب، والمشهور منها قولان: أحدهما: أن الصمد هو الذي لا جوف له. والثاني: أنه السيد الذي يصمد إليه في الحوائج.
والأول هو قول أكثر السلف من الصحابة، والتابعين، وطائفة من أهل اللغة، والثاني قول طائفة من السلف، والخلف، وجمهور اللغويين» (مجموع الفتاوى (17/ 214 – 215)، (17/ 239)، و «الاشتقاق يشهد للقولين جميعا؛ قول من قال: إن الصمد الذي لا جوف له، وقول من قال: إنه السيد، وهو على الأول أدل؛ فإن الأول أصل الثاني» (المصدر السابق (17/ 216). انظر: بيان تلبيس الجهمية (1/ 511 – 512)، ويجمع هذين القولين أنه سبحانه الكامل في أوصافه, قال البخاري في صحيحه في الآية: "والعرب تسمي أشرافها الصمد، قال أبو وائل شقيق بن سلمة: «هو السيد الذي انتهى سودده» " (صحيح البخاري (6/ 180).
وعلم بهذا أن «معنى الصمد يوجب الاستسلام لله وحده المنافي للاستكبار، فإن الصمد يتضمن صمود كل شيء إليه، وفقره إليه» (المصدر السابق (2/ 309)، فهو سبحانه الصمد «الذي يفتقر إليه كل شيء، ويستغني عن كل شيء، بل الأشياء مفتقرة من جهة الربوبية، ومن جهة إلهيته، فما لا يكون به لا يكون، وما لا يكون له لا يصلح، ولا ينفع، ولا يدوم» (المصدر السابق (5/ 515).
«فالصمدية تثبت له الكمال، والأحدية تنفي مماثلة شيء له في ذلك» (الصفدية (2/ 228)، وينظر مجموع الفتاوى (5/ 329)، (11/ 250)، «وهذان الاسمان: الأحد، والصمد لم يذكرهما الله إلا في هذه السورة» (مجموع الفتاوى (2/ 58)، وينظر: بيان تلبيس الجهمية (2/ 458)، "وكل منهما يدل على الكمال" (المصدر السابق (17/ 142).