قوله :"بل يؤمنون بأن الله سبحانه: {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير} الشورى: 11.
في هذه الآية الكريمة دليل لصحة طريقة الفرقة الناجية المنصورة أهل السنة والجماعة، وسلامة سبيلهم، ومنهجهم في هذا الباب، حيث إن «طريقة سلف الأمة وأئمتها: أنهم يصفون الله بما وصف به نفسه، وبما وصفه به رسوله، من غير تحريف، ولا تعطيل، ولا تكييف، ولا تمثيل، إثبات بلا تمثيل، وتنزيه بلا تعطيل» (منهاج السنة النبوية (2/ 523)، وينظر: مجموع الفتاوى (3/ 4)، «ففي قوله: {ليس كمثله شيء} رد على أهل التمثيل، وفي قوله: {وهو السميع البصير} رد على أهل التعطيل» (درء تعارض العقل والنقل (6/ 348)، وينظر: الجواب الصحيح (2/ 111)، (3/ 140)، مجموع الفتاوى (6/ 515). «ولا ريب أن أهل السنة والجماعة والحديث - من أصحاب مالك والشافعي وأبي حنيفة وأحمد وغيرهم- متفقون على تنزيه الله تعالى عن مماثلة الخلق، وعلى ذم المشبهة الذين يشبهون صفاته بصفات خلقه» (بيان تلبيس الجهمية (2/ 532)، وينظر: (1/ 147)، ومنهاج السنة النبوية (2/ 522)، "ومذهب السلف بين مذهبين، وهدى بين ضلالتين: إثبات الصفات، ونفي مماثلة المخلوقات" (مجموع الفتاوى (5/ 195).
فإنه قد علم بالكتاب والسنة والإجماع ما يعلم بالعقل أيضا: أن الله تعالى {ليس كمثله شيء} الشورى: 11؛ لا في ذاته، ولا في صفاته، ولا في أفعاله، فلا يجوز أن يوصف بشيء من خصائص المخلوقين؛ لأنه متصف بغاية الكمال، منزه عن جميع النقائص، فإنه سبحانه غني عما سواه، وكل ما سواه مفتقر إليه» (مجموع الفتاوى (6/ 399)، وينظر: (12/ 575)، و «كما أن الرب نفسه ليس كمثله شيء، فصفاته كذاته» (درء تعارض العقل والنقل (10/ 198). وفي هذه الآية أيضا «إثبات صفات الكمال على وجه الإجمال» (الصواعق المرسلة لابن القيم (3/ 1022)، والمراد بالكمال المثبت له «الكمال الذي لا يماثله فيه شيء» (المصدر السابق (3/ 1029).