قوله :" ليظهره على الدين كله".
لا ريب أن «دين الحق الذي بعث به رسوله صلى الله عليه وسلم ظاهر على كل تقدير» (" بيان تلبيس الجهمية" (2/ 341)، فإن «الله وعد بإظهاره على الدين كله ظهور علم وبيان، وظهور سيف وسنان، فقال تعالى: {هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون} التوبة: 33» ("الجواب الصحيح" (1/ 239)، «فيظهره بالدلائل والآيات العلمية التي تبين أنه حق، ويظهره أيضا بنصره وتاييده على مخالفيه» ("الجواب الصحيح" (3/ 103). فيكون ظهوره «بالعلم واللسان؛ ليبين أنه حق وهدى، ويكون باليد والسلاح؛ ليكون منصورا مؤيدا» ("الجواب الصحيح" (3/ 103). «ومعلوم أن ظهور الإسلام بالعلم والبيان قبل ظهوره باليد والقتال; فإن النبي صلى الله عليه وسلم مكث بمكة ثلاث عشرة سنة يظهر الإسلام بالعلم والبيان والآيات والبراهين، فآمنت به المهاجرون والأنصار طوعا واختيارا بغير سيف؛ لما بان لهم من الآيات البينات والبراهين والمعجزات، ثم أظهره بالسيف» ("الجواب الصحيح" (1/ 239).