قوله:" الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى، ودين الحق".
ثم ذكر بعد البسملة الحمد؛ وذلك لأن «الحمد مفتاح كل أمر ذي بال: من مناجاة الرب، ومخاطبة العباد» (المصدر السابق (22/ 398). و «الحمد: هو الإخبار بمحاسن المحمود مع المحبة له» ("جامع الرسائل والمسائل" (2/ 57)، "مجموع الفتاوى" (8/ 378)، وينظر: "منهاج السنة النبوية" (5/ 404). و «ذكر الحمد بالألف واللام التي تقتضي الاستغراق لجميع المحامد، فدل على أن الحمد كله لله» ("مجموع الفتاوى" (1/ 89).
والرب – سبحانه وتعالى – إذا حمد نفسه في كتابه ذكر أسماءه الحسنى، وصفاته العلا، وأفعاله الجميلة (انظر: المصدر السابق (8/ 378)، ولهذا ذكر المؤلف – رحمه الله – بعد حمد الله فعلا من أفعال الله الجميلة الجليلة التي عنه صدر كل خير في الدنيا والآخرة، وهو إرساله رسوله صلى الله عليه وسلم بالهدى ودين الحق. «فالهدى كمال العلم، ودين الحق كمال العمل» (المصدر السابق (2/ 59). فالهدى «يتضمن العلم النافع، ودين الحق يتضمن العمل الصالح» ("الجواب الصحيح" (1/ 106) , وبهذين الأمرين يحصل «صلاح القوة النظرية العلمية، والقوة الإرادية العملية» ("مجموع الفتاوى" (7/ 166). وقيل: «والهدى هنا هو الإيمان، ودين الحق هو الإسلام» ("مجموع الفتاوى" (7/ 166).