×
العربية english francais русский Deutsch فارسى اندونيسي اردو

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الأعضاء الكرام ! اكتمل اليوم نصاب استقبال الفتاوى.

وغدا إن شاء الله تعالى في تمام السادسة صباحا يتم استقبال الفتاوى الجديدة.

ويمكنكم البحث في قسم الفتوى عما تريد الجواب عنه أو الاتصال المباشر

على الشيخ أ.د خالد المصلح على هذا الرقم 00966505147004

من الساعة العاشرة صباحا إلى الواحدة ظهرا 

بارك الله فيكم

إدارة موقع أ.د خالد المصلح

مشاركة هذه الفقرة WhatsApp Messenger LinkedIn Facebook Twitter Pinterest AddThis

قال الإمام النووي رحمه الله تعالى في كتابه رياض الصالحين في باب في اليقين والتوكل:

وعن أنس رضي الله عنه قال: كان أخوان على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وكان أحدهما يأتي النبي صلى الله عليه وسلم والآخر يحترف، فشكا المحترف أخاه للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: «لعلك ترزق به». رواه الترمذي بإسناد صحيح على شرط مسلم. «يحترف»: يكتسب ويتسبب.

الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين أما بعد..

فهذا الحديث حديث أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه فيه قصة أخوين أحدهما كان يأتي إلى النبي صلى الله عليه وسلم وإتيانه إلى النبي صلى الله عليه وسلم إما لتعلم أو لحضور حلق علم أو نحو ذلك من المقاصد التي يقصد لأجلها رسول الله صلى الله عليه وسلم والآخر أي الأخ الآخر يحترف يعني يعمل بأنواع من الحرف يكتسب وهكذا كان الصحابة رضي الله تعالى عنهم في تلقيهم عن النبي صلى الله عليه وسلم فلما أخا النبي صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين والأنصار كان أحدهم يحترف يوما أي: يعمل يوم وأخوه من المهاجرين أو من الأنصار يقع عند رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك اليوم حتى إذا لقيه أخبره بما سمع من النبي صلى الله عليه وسلم.

لعل البعض يرزق برزق البعض:

هذا الحديث فيه خبر هذين الأخوين وأحدهما كان يأتي النبي ولا يحترف، والآخر يعمل ويكتسب فشكا الذي يعمل أو أخبر الذي يعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم بحال أخيه وأنه لا يحترف ولا يعمل بل هو يأتي إلى النبي صلى الله عليه وسلم ويكون كسبه من قبل حرفة أخيه، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم لعلك ترزق به يعني أن يكون صرفك عليه وقيامك عليه سببا لمزيد في كسبك وذلك أن هذا الرجل كان قد تفرغ للأخذ عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فلفت النبي صلى الله عليه وسلم نظر الأخ الذي يحترف إلى أن ما يكون من خير يجري عليه لعله بسبب ما ينفقه على أخيه الذي تفرغ لتحصيل العلم والأخذ عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.

وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لسعد وقد رأى لنفسه فضلا على غيره قال: «إنما ترزقون وتنصرون بضعفائكم»+++[سنن أبي داود (2594)، والترمذي (1702) وقال: حسن صحيح]--- وذلك أن سعد رضي الله تعالى عنه رأى لنفسه مكانة على غيره إما في قوة بدن أو قوة علم أو قوة بذل وجهد، فنبهه النبي صلى الله عليه وسلم إلى أن هؤلاء الضعفاء الذين لا يقدمون ما يقدمه الأقوياء من المنافع والمصالح هم باحتساب من ينفق عليهم سبب لرزقهم وسبب للمباركة فيما يجري عليهم وقد جاء في رواية النسائي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لسعد: «إنما ترزقون وتنصرون بضعفائكم بإخلاصهم ودعواتهم وصلاتهم» أي بما يكون من صالح أعمالهم.

وهذا الرجل قد تفرغ للعلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأخيه لعلك ترزق به فإذا كان عندك من تنفق عليه إما لعجزه عن النفقة، وإما لاشتغاله بشيء لا غنى له به من تعلم علم أو نفع الخلق في باب من أبواب الخير فاحتسب الأجر عند الله تعالى في ذلك، فإن الله تعالى يبارك لك في رزقك ويفتح لك من أبواب الرزق ما ليس لك على بال ووعد الله حق فالله لا يخلف الميعاد سبحانه وبحمده فيبارك الله في الأرزاق ويجري عليك من الخير بسبب نفقتك على هذا الضعيف أو هذا المنقطع أو هذا الذي لا يحسن الاحتراف والعمل كالعاطل الذي لا يجد وظيفة أو الذي تفرغ لمصلحة أكبر من تعلم علم أو تعليمه أو نفع خلق في باب من أبواب الخير فأبشر فإن الله سيجري عليك من الرزق ما يكون سببا لكسب زائد على ما يكون من كسبك لو لم تنفق عليه.

وليعلم أن البركة في الرزق تصير القليل كثيرا، ومحق البركة يذهب من الكثير النفع العظيم قال الله تعالى : ﴿يمحق الله الربا ويربي الصدقات﴾+++[البقرة: 276]--- وجهان يربي الصدقات ينميها ويزيدها ويبارك فيما بقي من الأموال في أيدي أصحابها، وأما الربا فتزداد الأموال لكنها تنقص في البركة والخير والنفع والثمرة والله لا يخلف الميعاد.

أسال الله العلم النافع والعمل الصالح أن يبصرنا بما فيه خيرنا ورشدنا وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

المشاهدات:12026

قال الإمام النووي ـ رحمه الله تعالى ـ في كتابه رياض الصالحين في باب في اليقين والتوكل:

وعن أنس ـ رضي الله عنه ـ قال: كان أخوان على عهد النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وكان أحدهما يأتي النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ والآخر يحترف، فشكا المحترف أخاه للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال: «لعلك ترزق به». رواه الترمذي بإسناد صحيح على شرط مسلم. «يحترف»: يكتسب ويتسبب.

الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين أما بعد..

فهذا الحديث حديث أنس بن مالك ـ رضي الله تعالى عنه ـ فيه قصة أخوين أحدهما كان يأتي إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وإتيانه إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إما لتعلم أو لحضور حلق علم أو نحو ذلك من المقاصد التي يقصد لأجلها رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ والآخر أي الأخ الآخر يحترف يعني يعمل بأنواع من الحرف يكتسب وهكذا كان الصحابة ـ رضي الله تعالى عنهم ـ في تلقيهم عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فلما أخا النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بين المهاجرين والأنصار كان أحدهم يحترف يومًا أي: يعمل يوم وأخوه من المهاجرين أو من الأنصار يقع عند رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في ذلك اليوم حتى إذا لقيه أخبره بما سمع من النبي صلى الله عليه وسلم.

لعل البعض يرزق برزق البعض:

هذا الحديث فيه خبر هذين الأخوين وأحدهما كان يأتي النبي ولا يحترف، والآخر يعمل ويكتسب فشكا الذي يعمل أو أخبر الذي يعمل رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بحال أخيه وأنه لا يحترف ولا يعمل بل هو يأتي إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ويكون كسبه من قبل حرفة أخيه، فقال له النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لعلك ترزق به يعني أن يكون صرفك عليه وقيامك عليه سببًا لمزيد في كسبك وذلك أن هذا الرجل كان قد تفرغ للأخذ عن النبي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ فلفت النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ نظر الأخ الذي يحترف إلى أن ما يكون من خير يجري عليه لعله بسبب ما ينفقه على أخيه الذي تفرغ لتحصيل العلم والأخذ عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.

وقد قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لسعد وقد رأى لنفسه فضلا على غيره قال: «إنما ترزقون وتنصرون بضعفائكم»[سنن أبي داود (2594)، والترمذي (1702) وقال: حسن صحيح] وذلك أن سعد ـ رضي الله تعالى عنه ـ رأى لنفسه مكانة على غيره إما في قوة بدن أو قوة علم أو قوة بذل وجهد، فنبهه النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلى أن هؤلاء الضعفاء الذين لا يقدمون ما يقدمه الأقوياء من المنافع والمصالح هم باحتساب من ينفق عليهم سبب لرزقهم وسبب للمباركة فيما يجري عليهم وقد جاء في رواية النسائي أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال لسعد: «إنما ترزقون وتنصرون بضعفائكم بإخلاصهم ودعواتهم وصلاتهم» أي بما يكون من صالح أعمالهم.

وهذا الرجل قد تفرغ للعلم، فقال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لأخيه لعلك ترزق به فإذا كان عندك من تنفق عليه إما لعجزه عن النفقة، وإما لاشتغاله بشيء لا غنى له به من تعلم علم أو نفع الخلق في باب من أبواب الخير فاحتسب الأجر عند الله ـ تعالى ـ في ذلك، فإن الله ـ تعالى ـ يبارك لك في رزقك ويفتح لك من أبواب الرزق ما ليس لك على بال ووعد الله حق فالله لا يخلف الميعاد ـ سبحانه وبحمده ـ فيبارك الله في الأرزاق ويجري عليك من الخير بسبب نفقتك على هذا الضعيف أو هذا المنقطع أو هذا الذي لا يحسن الاحتراف والعمل كالعاطل الذي لا يجد وظيفة أو الذي تفرغ لمصلحة أكبر من تعلم علم أو تعليمه أو نفع خلق في باب من أبواب الخير فأبشر فإن الله سيجري عليك من الرزق ما يكون سببًا لكسب زائد على ما يكون من كسبك لو لم تنفق عليه.

وليعلم أن البركة في الرزق تصيِّر القليل كثيرًا، ومحق البركة يذهب من الكثير النفع العظيم قال الله ـ تعالى ـ: ﴿يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ[البقرة: 276] وجهان يربي الصدقات ينميها ويزيدها ويبارك فيما بقي من الأموال في أيدي أصحابها، وأما الربا فتزداد الأموال لكنها تنقص في البركة والخير والنفع والثمرة والله لا يخلف الميعاد.

أسال الله العلم النافع والعمل الصالح أن يبصرنا بما فيه خيرنا ورشدنا وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

الاكثر مشاهدة

4. لبس الحذاء أثناء العمرة ( عدد المشاهدات93795 )
6. كيف تعرف نتيجة الاستخارة؟ ( عدد المشاهدات89655 )

مواد تم زيارتها

التعليقات


×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف