الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين أما بعد.
يقول المصنف –رحمه الله-فيما ساقه من النصوص في الدلالة على وجوب الإسلام وقول الله تعالى: ﴿وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾[آل عمران: 85]، دلالة الآية على وجوب الإسلام من جهتين؛ الجهة الأولى أن الله تعالى لا يقبل دينًا سوى دين الإسلام، الدلالة الثانية وجه الدلالة الثانية أن الله تعالى أثبت الخسار لمن ابتغى غير دين الإسلام، وهذا وعيد والخسار هنا ذكره في الآخرة، لأنه الذي يثبت به الخسار ولا ربح بعده، فمن خسر الآخرة فلا ربح يدركه بالكلية، ثم الآية الثانية التي استدل بها على وجوب دين الإسلام والدخول فيه، وقوله تعالى: ﴿إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلامُ﴾[آل عمران: 19]، وهذا خبر من الله –عز وجل-بالدين الذي يرتضيه، فالدين هنا المقصود به الاعتقاد، والعمل عمل القلوب وعمل الجوارح، إن الدين عند الله الذي شرعه والذي رضيه والذي فرضه الإسلام وهو الاستسلام له بالتوحيد والانقياد له بالطاعة.
الدليل الثالث قوله تعالى: ﴿وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ﴾[الأنعام: 153]، ووجه الدلالة في الآية على وجوب الإسلام أن الله تعالى أخبر أن الإسلام هو صراطه المستقيم الذي يوصل إلى النجاة والفلاح والفوز، وأن هذا الذي جاء به محمد –صلى الله عليه وسلم-صراطي مستقيمًا.
الثاني أمره باتباعه قوله: ﴿فَاتَّبِعُوهُ﴾[الأنعام: 153] أي، اسلكوه والزموه.
الثالث نهيه عن كل ما يضاده ﴿وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ﴾[الأنعام: 153]، فالسبل اسم لكل ما خرج به الإنسان عن الصراط المستقيم عقيدة وعملًا، فالآية دالة على وجوب الإسلام من هذه الأوجه الثلاثة إخبار الله بأن الإسلام هو الصراط المستقيم، وإذا كان كذلك فإنه لا طريق يوصل إلى الله سواه، وكل طريق غيره يوقع في مهلكة.
الثاني أمره بالاتباع فاتبعوه، الثالث نهيه عن اتباع ما يضاده، أو يخرج عنه عقيدة وعملًا ﴿وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ﴾[الأنعام: 153]، وقال مجاهد: السبل البدع والشبهات، وهذا تفسير بالمثال وليس قصرًا، فالسبل معناه العام هو كل ما خرج به الإنسان عن الصراط المستقيم عقيدة وعملًا، سواء بشبهة، أو بدعة، أو شهوة، أو معصية، كل هذا مما يخرج به عن الصراط المستقيم.
وأما الأحاديث الدالة على وجوب الإسلام فذكر المؤلف –رحمه الله-ما جاء عن عائشة رضي الله تعالى عنها أن رسول الله –صلى الله عليه وسلم-قال: «من أحدث في أمرِنا هذا ما ليس منه فهو رَدٌّ»[صحيح مسلم( 1718)]، وجه الدلالة في الحديث على وجوب الإسلام هو التحذير من الإحداث فيما جاء به النبي –صلى الله عليه وسلم-، فدل ذلك على وجوب لزومه، حيث أخبر بأن من أحدث فيما جاء به من الهدى ودين الحق ما ليس منه فهو رد، ومعنى رد أي مردود، ومعنى المردود أنه غير مقبول، وهذا معنى قوله تعالى: ﴿وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ﴾[آل عمران: 85]، أي: هو مردود غير مقبول، فدلالة الحديث واضحة في وجوب لزوم الإسلام، إذ الإحداث فيه مردود فكيف بتركه بالكلية؟ إذا كان الإحداث فيه مردود فتركه بالكلية أعظم خطرًا وأكبر ردّا، وفي لفظ: «من عمل عملًا ليس عليه أمرنا» أي شأننا وديننا «فهو ردّ» وهو دال على ما تقدم من معناه.
وللبخاري عن أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- قال: قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: «كُلُّ أُمَّتي يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ إِلَّا مَن أَبَى» كل أمتي الأمة هنا المراد بها أمة الدعوة، وهم كل من وجِد بعد بعثة النبي –صلى الله عليه وعلى آله وسلم-، هؤلاء كلهم من أمته –صلى الله عليه وسلم-، وهم ينقسمون إلى قسمين؛ من آمن به نجا وفاز، ومن لم يؤمن به هلك وخسر.
فقوله: «كُلُّ أُمَّتي» أي :كل من وجد بعد بعثتي إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها «كُلُّ أُمَّتي يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ إِلَّا مَن أَبَى» أي: إلا من لم يقبل، ولم يذكر ما الإباء إلا بعد السؤال، قيل: «وَمَن يَأْبَى؟ قالَ: مَن أَطَاعَنِي دَخَلَ الجَنَّةَ، وَمَن عَصَانِي فقَدْ أَبَى»[صحيح البخاري(7280)] من أطاعني فيما جئت به من التوحيد والعمل فقد فاز بدخول الجنة وسلم من الإباء، ومن عصاني فردَّ التوحيد الذي جاء به ولم يقبل ما جاء به من شرع فقد أبى، وكان ذلك موجبًا لحرمان الجنة.
بيان وجوب الإسلام في هذا الحديث أن ردَّه موجب للعقوبة بالنار وحرمان الجنة أن رد الإسلام موجب للحرمان من الجنة، والحرمان من الجنة يثبت النار، نعوذ بالله من الخذلان.
الحديث الثالث الذي ذكره المؤلف –رحمه الله-قال وفي الصحيح عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله –صلى الله عليه وسلم-قال: «أَبْغَضُ النَّاسِ إلى اللَّهِ ثَلاثَةٌ» يعني أشدهم بغضًا وكرهًا، والله يحب المتقين، ويحب المحسنين، ويحب الصابرين، ويحب المتطهرين، ويبغض أعداءه من الفجرة والكفرة والظالمين والمعتدين، فأبغض الخلق إليه من الناس ثلاثة «مُلْحِدٌ في الحَرَمِ» وهو من امتهن ما أوجب الله تعالى تعظيمه من الحرم، أي مكة البلد الحرام قال: «ومُبْتَغٍ في الإسْلامِ سُنَّةَ الجاهِلِيَّةِ»، وهذا موضع الشاهد طالب الإسلام سنة الجاهلية أي الذي يسلك عقيدة أو عملًا في دين الإسلام ما هو من طريقة غير أهله، من طريقة غير ما جاء به، فالجاهلية اسم لكل ما خالف ما جاء به النبي –صلى الله عليه وسلم- مما تورط فيه الناس سواء في الاعتقاد، أو في العمل من المشركين وغيرهم من الناس، فالجاهلية اسم لكل ما خالف ما جاء به النبي –صلى الله عليه وسلم-عقيدة وعملًا، ولا يقتصر هذا على الحالة التي كانت عليها العرب قبل الإسلام، فهذا السلاح الخاص للجاهلية، والأعم منه هو الخروج عن الصراط المستقيم اعتقادًا أو عملًا هو الجاهلية، ومنه قوله النبي –صلى الله عليه وسلم-لأبي ذر «إنَّكَ امْرُؤٌ فِيكَ جَاهِلِيَّةٌ»[صحيح البخاري(30)، ومسلم(1661)] وقوله –صلى الله عليه وسلم-: «أربَعٌ مِن أمرِالجاهِلِيَّةِ لن يَدَعَهُنَّ»[أخرجه الترمذي في سننه(1001)، وحسنه] فالمقصود بالجاهلية هنا ما جاء به –صلى الله عليه وسلم-اعتقادًا وعملًا، فقوله: «ومُبْتَغٍ في الإسْلامِ سُنَّةَ الجاهِلِيَّةِ» أي طالب في الإسلام ما لا يكون إلا من عمل المخالفين في الإسلام للاعتقاد أو العمل.
ووجه الدلالة على وجوب الإسلام هو وعيد من خالفه بطلب سنة وطريقة غيره، حيث إن ذلك من أبغض الناس إلى الله –عز وجل-
وجه الدلالة في الحديث على وجوب الإسلام إثبات البغض لمن خرج عمن جاء به النبي –صلى الله عليه وسلم-اعتقادًا أو عملًا لسلوك سبيل الجاهلية.
قال:«ومُطَّلِبُ دَمِ امْرِئٍ بغيرِ حَقٍّ لِيُهَرِيقَ دَمَهُ»[صحيح البخاري(6882)]أي: من طلب دم شخص بغير حق فقتله قال شيخ الإسلام: قوله سنة الجاهلية يندرج فيها كل جاهلية مطلقة أو مقيدة، يعني خاصة أو عامة، فما كان عليه أهل الجاهلية من المشركين يدخل في الحديث، وكل ما خالف ما عليه هدي سيد المرسلين يدخل في الحديث.
قال: أي في شخص دون شخص كتابية أو وثنية أو غيرهما من كل مخالفة لما جاءت به المرسلون صلوات الله وسلامه عليهم.
بعدما ذكر المؤلف ما ذكر من الأحاديث انتقل إلى المنقول من الآثار فذكر في ذلك أثرين؛ أثر حذيفة، وأثر عبد الله بن مسعود.
أما أثر حذيفة قال: "يا معشر القراء" والقراء المقصود بهم العلماء بالكتاب والسنة، ومن يشتغل بطلب العلم علم الكتاب والسنة، فالقراء في كلام المتقدمين يطلق على أهل العلم بالكتاب والسنة ومن اشتغل في طلب ذلك "يا معشر القراء" يعني العلماء وطلبة العلم "استقيموا" أي سيروا على الطريق القويم، الزموا الصراط المستقيم، "فإن استقمتم فقد سبقتم سبقًا بعيدًا، وإن أخذتم يمينًا وشمالًا فقد ضللتم ضلالًا بعيدًا"[صحيح البخاري(7282)]
وجه الدلالة فيه على وجوب الإسلام ترتيب الضلال على ترك الاستقامة وسلوك الصراط المستقيم، فدل ذلك على أن الخروج عن الصراط المستقيم لا يجوز؛ إذ إنه ضلال، ثم ذكر عن محمد بن وضاح أنه[يعني حذيفة رضي الله عنه] كان في المسجد فيقف على الحلق يعني حلق العلم فيقول لهم هذا الذي ذكره حذيفة رضي الله عنه تذكيرًا[أخرجه ابن وضاح في البدع(12)]، ثم ذكر بإسناده عن عبد الله بن مسعود: "ليس عام إلا والذي بعده شرٌّ منه"
أي لا يأتي عام، لا يكون عام إلا والذي بعده شر منه، ثم بين وجه الشر في قوله: "لا أقول عام أخصب من عام ولا أمير خير من أمير، لكن ذهاب علمائكم وخياركم، ثم يحدث أقوام يقيسون الأمور بآرائهم" يعني لا يرجعون إلى الكتاب والسنة، وإنما يعتمدون الآراء فيما يتعلق بدين رب العالمين، "ثم يحدث أقوام يقيسون الأمور بآرائهم فينهدم الإسلام ويثلم"[أخرجه ابن وضاح في البدع(ص33)، وهو صحيح بشواهده]؛ لأن الإسلام مبني على الوحي لا على الرأي، فأصله كما قال الله تعالى: ﴿وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَىإِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى﴾[النجم: 3-4]، فإذا أعرض الناس عن الكتاب والسنة وأقبلوا على عقولهم وآرائهم، كان ذلك موجبًا لزوال الإسلام؛ لأن أصله قد زال، وهو ما جاء في الكتاب والسنة من الهدى ودين الحق.
وجه دلالة الأثر على وجوب لزوم الإسلام هو ترتب الشر على ترك ما جاء به من الهدى ودين الحق بانهدامه وانثلامه، فدل ذلك على وجوب لزومه؛ لأن تركه بالآراء المخالفة والأقيسة المنحرفة هو هدم له، هذا ثاني ما ذكره المؤلف من الآثار، وبه ينتظم ما قصده –رحمه الله-في هذه الترجمة في قوله: "باب وجوب الإسلام".
الباب الثالث.
قال –رحمه الله-: باب [باب تفسير الإسلام]
وقول الله تعالى: {فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ}.[سورة آل عمران:(20)]
وفي الصحيح عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا».[صحيح مسلم(8)]، وفيه عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا: "«المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده».[صحيح البخاري(6484)، ومسلم(41) من حديث عبدالله بن عمرو]
وعن بهز بن حكيم، عن أبيه، عن جده أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الإسلام فقال:«أن تسلم قلبك لله، وأن تولي وجهك إلى الله، وأن تصلي الصلاة المكتوبة وتؤدي الزكاة المفروضة» رواه أحمد.[أخرجه أحمد برقم (20022)، وأبو داود (2142)، وإسناده حسن]
وعن أبي قلابة عن رجل من أهل الشام، عن أبيه أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما الإسلام؟ قال:«أن تسلم قلبك لله، ويسلم المسلمون من لسانك ويدك. قال: أي الإسلام أفضل؟ قال: الإيمان. قال: وما أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله والبعث بعد الموت».[مصنف عبد الرزاق برقم (20107) ، وأورده الهيثمي في "المجمع" 1/59 و3/207، وقال: رواه أحمد والطبراني فى "الكبير" بنحوه، ورجاله ثقات]
"باب تفسير الإسلام"
تفسير الشيء هو: كشفه وإيضاحه، وهو من الفسر فسر الشيء كشفه، والمقصود بتفسير الإسلام بيان حقيقته التي جاءت في الكتاب والسنة، وقد أحسن المؤلف –رحمه الله-فيما ذكره من نصوص إذ ما ذكره من النصوص يستوعب التفسير الجلي المكتمل للإسلام، بدأ ذلك بذكر آية من الكتاب الحكيم وعطفه بذكر جملة من الأحاديث عن سيد المرسلين صلوات الله وسلامه عليه.
أما الآية فهي قوله –رحمه الله-وقول الله تعالى: ﴿فَإِنْ حَاجُّوكَ﴾[آل عمران: 20]، أي: جادلوك وناظروك ﴿فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ﴾[آل عمران: 20] أجبهم فيما يحاجونك به في بيان ما أنت عليه، وهو إسلام الوجه لله ﴿أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ﴾[آل عمران: 20]، هو هذا عمله فهذا الذي جاء به النبي –صلى الله عليه وسلم-، وهو الذي عليه أتباعه إسلام الوجه لله، وهذه الخصلة الأولى من خصال الإسلام، وهو تمام الإخلاص لله –عز وجل-بالعبادة والقصد والطلب والتوجه، فإسلام الوجه يتضمن إخلاص العمل له، وتمام الانقياد له، الإخلاص توحيدًا والانقياد له طاعة.
وهذا المعنى العام للإسلام الذي يتضمن كل ما فيه من العقائد وكل ما فيه من العمل، فالإسلام هو إخلاص العمل لله، توحيد الله، إفراد الله بالعبادة، إخلاص القصد له، والانقياد له بالطاعة، فلا يطاع سواه جل في علاه، ثم بعد أن ذكر المعنى الإجمالي للإسلام الشامل للاعتقاد والعمل فيما دلت عليه الآية، ذكر جملة من الأحاديث، وبدأها ببيان الإسلام الذي دعا إليه خير الأنام، وذلك ببيان أركانه ودعائمه.
يذكر في الصحيح عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله –صلى الله عليه وسلم-قال: «الإسلام أنتشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله»، وهذا هو الأصل الأول، والركن الأول، والدعامة الأولى التي يبنى عليها الإسلام «وتقيم الصلاة» الثاني «وتؤتي الزكاة» الثالث «وتصوم رمضان» الرابع «وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلًا»[صحيح مسلم(8)] الخامس، وهذه خمس دعائم تكشف الإسلام لقوله: «بني الإسلام على خمس»[صحيح البخاري(8)، ومسلم(16)] ثم بينها –صلى الله عليه وسلم-.
والملاحظ في هذه الخمس أنها تجمع الاعتقاد والعمل، الاعتقاد في الشهادتين فإن الشهادتين عقد القلب، وقول اللسان مجردًا عن قول القلب لا يثبت به الإسلام الذي جاء به النبي –صلى الله عليه وسلم-، بل يعصم به الدم والمال لكن لا يكون هو الإسلام المنجي في الآخرة.
فالشهادة هي إقرار القلب مع نطق اللسان وبيانه بما وقر في القلب، والشهادة تتضمن البيان الإجمالي للأصول التي يبنى عليها الإسلام، فالإسلام يُبنى على أصلين؛ الأصل الأول ألا يعبد إلا الله، والأصل الثاني ألا يعبد إلا بما شرع.
دليل الأصل الأول شهادة أن لا إله إلا الله، ودليل الأصل الثاني شهادة أن محمدًا رسول الله، ثم ذكر بعد ذلك جملة من الأعمال، نكمل إن شاء الله تعالى غدا، والله تعالى أعلم ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.