×
العربية english francais русский Deutsch فارسى اندونيسي اردو

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الأعضاء الكرام ! اكتمل اليوم نصاب استقبال الفتاوى.

وغدا إن شاء الله تعالى في تمام السادسة صباحا يتم استقبال الفتاوى الجديدة.

ويمكنكم البحث في قسم الفتوى عما تريد الجواب عنه أو الاتصال المباشر

على الشيخ أ.د خالد المصلح على هذا الرقم 00966505147004

من الساعة العاشرة صباحا إلى الواحدة ظهرا 

بارك الله فيكم

إدارة موقع أ.د خالد المصلح

مشاركة هذه الفقرة WhatsApp Messenger LinkedIn Facebook Twitter Pinterest AddThis

 

 يقول المصنف رحمه الله تعالى :

عن ابن عباس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ» رواه البخاري+++حديث رقم (6412)---.

الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.

أما بعد:

نعم لا تحصى:

هذا الحديث الشريف حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما تضمن التنبيه إلى نعمتين عظيمتين يغفل عنهما كثير من الناس، قال صلى الله عليه وسلم : «نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ» رواه البخاري، النعمة هي ما يتفضل به الله عز وجل على عباده، ونعم الله تعالى على عباده كثيرة، قال الله تعالى : ﴿وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها+++[إبراهيم:34]---، له جل في علاه على عباده في كل نبض عرق، ولحظ عين، وتردد نفس نعم لا تحصى ولا يحيط بها الناس، وكون النعم لا تحصى أي أنها كثيرة كثرة يعجز فيها الإنسان عن الإحاطة بها، ما علم منها وما خفي من نعم الله على عباده أعظم.

قال الله تعالى : ﴿وما بكم من نعمة فمن الله+++[النحل:53]--- فكل النعم منه جل في علاه، والنعم تستوجب الشكر، وتستحق أن يشكر العبد ربه عليها بإضافتها إليه فهو المنعم جل وعلا، فيقر بقلبه أنها منه، ويقر بلسانه بحمد الله والثناء عليه بما أنعم، والثالث من شكر النعم أن يستعملها فيما يرضي الله عز وجل.

وهنا ذكر النبي صلى الله عليه وسلم الغبن، وكذلك فيما سبق لكن الغبن فيما ذكر صلى الله عليه وسلم هو في إضاعة هذه النعمة، وعدم استعمالها فيما يعود على الإنسان بالنفع.

«نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ»، وقوله صلى الله عليه وسلم : « كثير من الناس» يشمل كل الناس من المسلمين وغيرهم.

الصحة والفراغ:

والنعمتان المذكورتان في الحديث: الصحة وهي سلامة البدن، والفراغ وهو الخلو من الشغل، وكلاهما نعمة من جهة أن أي عمل يعمل به الإنسان مما يصلح به دينه ودنياه يحتاج إلى قوة في البدن وسلامة، ويحتاج إلى فراغ وخلو من الشواغل يتمكن فيه من العمل.

ولهذا قال: «نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ» فإذا اجتمعا للعبد كان ذلك سببا موجبا لإدراك كثير من المصالح التي يريدها في دينه وفي دنياه، فإن المشغول الذي ملئ وقته ولم يكن فيه فراغ لا يتسع وقته لعمل، كما أن الفارغ الذي أعلت صحته ومرض يعوقه مرضه عن أن يدرك ما يؤمل من الخير.

ولهذا جمع النبي صلى الله عليه وسلم هاتين النعمتين في الذكر لأن بهما يحصل المطلوب من الاشتغال بالخير، وإدراك المصالح في الدين والدنيا، لكن الواقع أن كثير من الناس يغبن في هذا أي أنه يفوته، ويخسر، وينقص في هاتين النعمتين، فالفراغ لا يستغله، ولا ينتفع به، والصحة يبددها ولا ينتفع بها حتى إذا أدركه المرض أو أدركه الشغل لم يتمكن من إدراك ما أمل من خير وصالح فيما سبق من عمره، وما من أحد يا إخواني يموت إلا ويندم، إن كان محسنا ندم على عدم الاستزادة، وإن كان مسيئا ندم على عدم الاستعتاب والاستدراك.

حفظ العمر:

 لهذا ينبغي للإنسان أن لا يضيع شيئا من زمانه، وأن يعمر وقته بما ينفعه، وكل تسبيحة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، أمر بالمعروف صدقة، نهي عن المنكر صدقة، أبواب الخير مشرعة فأعمر وقتك بكل خير. تجد الإنسان فارغ إما في طريق، وإما في مكتب، وإما في مجلس ما عنده شيء، تجده يدفع الوقت دفعا حتى بعضهم يقول إذا قلت له: ماذا تصنع؟ قال: أضيع الوقت!

الوقت هو رأس مال الحياة، هو الحياة، ورأس مالك، لو رأيت شخصا اكتسب مالا من تجارة ثم بدأ ينثر هذا المال في الشوارع، ويرميه أو يحرقه أو يتلفه لاتهمته بالسفه، وقلة العقل، الوقت أهم من المال، لماذا؟

لأن الوقت لا يمكن أن يرجع، إذا ذهب لا يمكن أن يعود، ذهابه خسارة لا عوض عنها، وأما ما عدا ذلك فإنه يمكن أن يستدركه الإنسان من مال أو غيره، يستدركه بالعودة.

ولذلك إخواني أحث نفسي وإياكم أن نعمر ما بقي من أعمارنا وأوقاتنا في خير، وألا تلهينا الملهيات والمشغلات فيما يعود عليها بإضاعة أوقاتنا فيما لا ينفع، وتبديد صحتنا فيما هو غير نافع أو ضار.

أسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يستعملني وإياكم فيما يحب ويرضى، أن يعمر أوقاتنا وأعمارنا بالصالحات، وأن يختم لنا بما يحب من الأعمال الظاهرة والباطنة، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

 

المشاهدات:2587

 

 يقول المصنف ـ رحمه الله تعالى ـ:

عن ابن عباس ـ رضي اللَّه عنه ـ قال: قال رسول اللَّه ـ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم ـ: «نِعْمتانِ مغبونٌ فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ» رواه البخاريحديث رقم (6412).

الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.

أما بعد:

نِعَمٌ لا تُحْصَى:

هذا الحديث الشريف حديث عبد الله بن عباس ـ رضي الله عنهما ـ تضمن التنبيه إلى نعمتين عظيمتين يغفل عنهما كثير من الناس، قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ: «نِعْمتانِ مغبونٌ فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ» رواه البخاري، النعمة هي ما يتفضل به الله ـ عز وجل ـ على عباده، ونعم الله تعالى على عباده كثيرة، قال الله ـ تعالى ـ: ﴿وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا[إبراهيم:34]، له ـ جل في علاه ـ على عباده في كل نبض عرق، ولحظ عين، وتردد نفس نعم لا تحصى ولا يحيط بها الناس، وكون النعم لا تحصى أي أنها كثيرة كثرة يعجز فيها الإنسان عن الإحاطة بها، ما علم منها وما خفي من نعم الله على عباده أعظم.

قال الله ـ تعالى ـ: ﴿وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ[النحل:53] فكل النعم منه جل في علاه، والنعم تستوجب الشكر، وتستحق أن يشكر العبد ربه عليها بإضافتها إليه فهو المنعم جل وعلا، فيقر بقلبه أنها منه، ويقر بلسانه بحمد الله والثناء عليه بما أنعم، والثالث من شكر النعم أن يستعملها فيما يرضي الله عز وجل.

وهنا ذكر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ الغبن، وكذلك فيما سبق لكن الغبن فيما ذكر ـ صلى الله عليه وسلم ـ هو في إضاعة هذه النعمة، وعدم استعمالها فيما يعود على الإنسان بالنفع.

«نِعْمتانِ مغبونٌ فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ»، وقوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: « كثير من الناس» يشمل كل الناس من المسلمين وغيرهم.

الصحة والفراغ:

والنعمتان المذكورتان في الحديث: الصحة وهي سلامة البدن، والفراغ وهو الخلو من الشغل، وكلاهما نعمة من جهة أن أي عمل يعمل به الإنسان مما يصلح به دينه ودنياه يحتاج إلى قوة في البدن وسلامة، ويحتاج إلى فراغ وخلو من الشواغل يتمكن فيه من العمل.

ولهذا قال: «نِعْمتانِ مغبونٌ فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ» فإذا اجتمعا للعبد كان ذلك سببًا موجبًا لإدراك كثير من المصالح التي يريدها في دينه وفي دنياه، فإن المشغول الذي ملئ وقته ولم يكن فيه فراغ لا يتسع وقته لعمل، كما أن الفارغ الذي أعلت صحته ومرض يعوقه مرضه عن أن يدرك ما يؤمل من الخير.

ولهذا جمع النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ هاتين النعمتين في الذكر لأن بهما يحصل المطلوب من الاشتغال بالخير، وإدراك المصالح في الدين والدنيا، لكن الواقع أن كثير من الناس يُغبن في هذا أي أنه يفوته، ويخسر، ويُنقص في هاتين النعمتين، فالفراغ لا يستغله، ولا ينتفع به، والصحة يبددها ولا ينتفع بها حتى إذا أدركه المرض أو أدركه الشغل لم يتمكن من إدراك ما أمل من خير وصالح فيما سبق من عمره، وما من أحد يا إخواني يموت إلا ويندم، إن كان محسنًا ندم على عدم الاستزادة، وإن كان مسيئًا ندم على عدم الاستعتاب والاستدراك.

حفظ العمر:

 لهذا ينبغي للإنسان أن لا يضيع شيئًا من زمانه، وأن يعمر وقته بما ينفعه، وكل تسبيحة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، أمر بالمعروف صدقة، نهي عن المنكر صدقة، أبواب الخير مشرعة فأعمر وقتك بكل خير. تجد الإنسان فارغ إما في طريق، وإما في مكتب، وإما في مجلس ما عنده شيء، تجده يدفع الوقت دفعًا حتى بعضهم يقول إذا قلت له: ماذا تصنع؟ قال: أضيع الوقت!

الوقت هو رأس مال الحياة، هو الحياة، ورأس مالك، لو رأيت شخصًا اكتسب مالاً من تجارة ثم بدأ ينثر هذا المال في الشوارع، ويرميه أو يحرقه أو يتلفه لاتهمته بالسفه، وقلة العقل، الوقت أهم من المال، لماذا؟

لأن الوقت لا يمكن أن يرجع، إذا ذهب لا يمكن أن يعود، ذهابه خسارة لا عوض عنها، وأما ما عدا ذلك فإنه يمكن أن يستدركه الإنسان من مال أو غيره، يستدركه بالعودة.

ولذلك إخواني أحث نفسي وإياكم أن نعمر ما بقي من أعمارنا وأوقاتنا في خير، وألا تلهينا الملهيات والمشغلات فيما يعود عليها بإضاعة أوقاتنا فيما لا ينفع، وتبديد صحتنا فيما هو غير نافع أو ضار.

أسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يستعملني وإياكم فيما يحب ويرضى، أن يعمر أوقاتنا وأعمارنا بالصالحات، وأن يختم لنا بما يحب من الأعمال الظاهرة والباطنة، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

 

الاكثر مشاهدة

3. لبس الحذاء أثناء العمرة ( عدد المشاهدات91487 )
6. كيف تعرف نتيجة الاستخارة؟ ( عدد المشاهدات87236 )

مواد تم زيارتها

التعليقات


×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف