×
العربية english francais русский Deutsch فارسى اندونيسي اردو

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الأعضاء الكرام ! اكتمل اليوم نصاب استقبال الفتاوى.

وغدا إن شاء الله تعالى في تمام السادسة صباحا يتم استقبال الفتاوى الجديدة.

ويمكنكم البحث في قسم الفتوى عما تريد الجواب عنه أو الاتصال المباشر

على الشيخ أ.د خالد المصلح على هذا الرقم 00966505147004

من الساعة العاشرة صباحا إلى الواحدة ظهرا 

بارك الله فيكم

إدارة موقع أ.د خالد المصلح

مرئيات المصلح / دروس المصلح / العقيدة / فضل الإسلام / الدرس(7) من شرح كتاب فضل الإسلام

مشاركة هذه الفقرة WhatsApp Messenger LinkedIn Facebook Twitter Pinterest AddThis

المشاهدات:1163

الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد.

قال –رحمه الله-: باب قول الله تعالى: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ} إلى قوله -: {وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِين}.[آل عمران:65-67] وقوله: {وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ}.[البقرة:130]، وفيه حديث الخوارج، وقد تقدم وفيه، أنه صلى الله عليه وسلم قال: «إن آل أبي فلان ليسوا لي بأولياء، إنما أوليائي المتقون»[صحيح البخاري(5990)، ومسلم(215), ولفظه عند مسلم: «أَلَا إِنَّ آلَ أَبِي، يَعْنِي فُلَانًا، لَيْسُوا لِي بِأَوْلِيَاءَ، إِنَّمَا وَلِيِّيَ اللهُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ»] وفيه أيضا عن أنس: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر له أن بعض الصحابة قال: أما أنا فلا آكل اللحم، وقال الآخر: أما أنا فأقوم ولا أنام وقال الآخر; أما أنا فلا أتزوج النساء. وقال الآخر: أما أنا فأصوم ولا أفطر فقال صلى الله عليه وسلم: لكنني أقوم وأنام وأصوم وأفطر، وأتزوج النساء، وآكل اللحم فمن رغب عن سنتي فليس مني»[صحيح البخاري(5063)، ومسلم(1401)]، فتأمل إذا كان بعض الصحابة أراد التبتل للعبادة قيل فيه هذا الكلام الغليظ، وسمي فعله رغوبا عن السنة، فما ظنك بغير هذا من البدع، وما ظنك بغير الصحابة؟

هذا الباب أيضًا في سياق التحذير من البدع في بيان ما تؤول إليه وما ينتهي إليه حال أصحابها، ذكر في التحذير من البدع الباب الأول أنه أشد من الكبائر أن البدع أشد من الكبائر، ثم إن البدعة تمنع التوبة، ثم ذكر هنا أن البدع مآلها ترك الهدى الذي جاء به النبي –صلى الله عليه وسلم-فساق في ذلك جملة من النصوص، وترجم للباب بآية، باب قول الله تعالى: ﴿يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ وَمَا أُنْزِلَتِ التَّوْرَاةُ وَالإِنجِيلُ إِلَّا مِنْ بَعْدِهِ[آلعمران: 65]، فذم الله تعالى اليهود والنصارى لمَّا اختلفوا ورغبوا عن ملة إبراهيم، وملة إبراهيم الحنيفية السمحة ﴿إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ[النحل: 120]، وخالف ذلك اليهود والنصارى، فلم يكونوا على ما كان عليه، بل أحدثوا من الخروج عن ملة إبراهيم ما ذمهم الله تعالى لأجله ﴿لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ وَمَا أُنْزِلَتِ التَّوْرَاةُ وَالإِنجِيلُ إِلَّا مِنْ بَعْدِهِ[آلعمران: 65]، فنفى النسبة التي كانوا يأملون أن تكون لهم من انتساب إبراهيم إليهم عليه السلام، فدل ذلك على أن المبتدعة يخرجون عن طريق الهدى، ولا يكونون في سبيل المرسلين وطريقهم، فاليهود والنصارى لما تركوا ما كان عليه إبراهيم -u-، وأحدثوا في الدين ما أحدثوا نفى الله تعالى انتسابهم إلى إبراهيم عليه السلام.

الدليل الثاني قوله: ﴿وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ[البقرة: 130]، بيان أن كل من ترك ما جاءت به الرسل إنما ينشأ ذلك عن عدم رشد في الدين فقوله: ﴿إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ[البقرة: 130]، أي: لم يسع في صلاحها، ولم يحسن بوضعها في الطريق الذي يوصلها إلى الهدى، فالسفه ضد الرشد، السفه ضد الهدى، ولذلك قال: ﴿إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ[البقرة: 130]، فالراغبون عن ملة إبراهيم وعن طريق المرسلين لهم من السفه بقدر ما خرجوا عن ملة إبراهيم وطريق المرسلين صلوات الله وسلامه عليهم، والخروج بالبدعة هو من أعظم الخروج عما كان عليه النبيون صلوات الله وسلامه عليهم.

وقد قال النبي –صلى الله عليه وسلم-: أما بعد فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد –صلى الله عليه وسلم-، ثم لما ذكر الهدي الذي هو عليه، وأنه أفضل ما يكون وأكمل ما يكون ذكر ما يخرج عنه، فقال –صلى الله عليه وسلم-: «وَخَيْرُ الْهُدَى هُدَى مُحَمَّدٍ، وَشَرُّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ ».[صحيح مسلم(867)]

قال –رحمه الله-في سياق ما ذكر من الأدلة على بيان خطورة الخروج عن طريق المرسلين، وأن ذلك يفضي إلى مفارقة سبيلهم والخروج عن الصراط المستقيم، قال: وفي حديث الخوارج وقد تقدم يشير بذلك إلى قوله:« يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية»[صحيح البخاري(5057)، ومسلم(1064)]، «يمرقون من الدين» يعني: ينفذون منه خروجًا فيفارقونه بما أحدثوه من بدعة« كما يمرق السهم من الرمية» سرعة، وعدم بقاء شيء من خصال الإسلام، بخروجهم عن الصراط المستقيم وما كان عليه دين محمد –صلى الله عليه وسلم-وذكر أيضًا حديثًا قال: وفي الصحيح أنه –صلى الله عليه وسلم-قال: «إن آل بني فلان ليسوا لي بأولياء، إنما أوليائي المتقون»[صحيح البخاري(5990)، ومسلم(215), ولفظه عند مسلم:«أَلَا إِنَّ آلَ أَبِي، يَعْنِي فُلَانًا، لَيْسُوا لِي بِأَوْلِيَاءَ، إِنَّمَا وَلِيِّيَ اللهُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ»]، لم يسمهم النبي –صلى الله عليه وسلم-جريًا على عادته في التكنية عن أصحاب المخالفة، سواء كانت مخالفة صغيرة، فردية أو عامة، ما بال أقوام، حدث من فرد أو حدث من جماعة، «إن آل أبي فلان ليسوا لي بأولياء» يعني ليس ممن يتولاني ويقرب مني، والقرب منه إنما بمتابعته ونصرته –صلى الله عليه وسلم-، «إنما وليي الله وصالح المؤمنين» في رواية[عزا هذا اللفظ السيوطي في الجامع الكبير(9096) للحكيم الترمذي]، وهنا الرواية التي نقلها المؤلف –رحمه الله-«إنما أوليائي المتقون»، يعني أهل التقوى والإيمان الذين قال فيهم –جل وعلا-: ﴿أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ[يونس: 62].

الدليل الذي يليه حديث أنس -رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله –صلى الله عليه وسلم-ذكر له بعض أصحابه، يعني ما كانوا عليه من الرغبة في بعض الأعمال المخالفة لما كان عليه، أما أنا فلا آكل اللحم، وقال آخر: أما أنا فأقوم ولا أنام: والثالث قال: أما أنا فلا أتزوج النساء، هذه الأعمال فعلوها هؤلاء تعبدًا تقربًا إلى الله، ليس عدم رغبة فيها أو عزوف عنها لعدم ميلهم، إنما لأجل أنهم ظنوا أن تركها أقرب إلى الله تعالى من فعلها، يقربهم إلى الله تعالى من فعلها، أعظم من إتيانها فقال النبي –صلى الله عليه وسلم-:« أما أنا فأقوم وأنام، وأتزوج النساء وأصوم وأفطر، لكني أنام وأقوم وأصوم وأفطر وأتزوج النساء وآكل اللحم ثم قال: فمن رغب سنتي فليس مني»[سبق] أي: فهو خارج عن هديي، عن طريقي، وهذا بيان خطورة البدعة في كونها تخرج الإنسان عن الصراط المستقيم، والخروج يبدأ يسيرًا ثم يزداد، حتى يكون الطريق الذي يسلكه الإنسان مباينة تامة ومفارقة تامة لما كان عليه النبي –صلى الله عليه وسلم-.

يقول المصنف –رحمه الله-: بعد أن ذكر هذا الحديث فتأمل إذا كان بعض أفاضل الصحابة لما أرادوا التبتل للعبادة -يعني الانقطاع بالعبادة- بتلك الأعمال قال فيه هذا الكلام الغليظ في قوله –صلى الله عليه وسلم-: «فمَنْ رغِبَ عن سنَّتي فليس منِّي»وسمى فعله رغوبًا عن السنة، أي تركًا لها، فما ظنك بغير هذا من البدع؟ هي أعظم بأن يفعل ما ليس عبادة أصلا؛ لأنها بعض عبادة لكنهم غلوا فيها، وبعضه ترك مأذون فيه أو مرغب فيه وهو النكاح وأكل اللحم، لكن تركوه تعبدًا، فجاء وصفهم بما وصفهم –صلى الله عليه وسلم-بقوله: «فمن رغب عن سنتي فليس مني».

فما ظنك بما هو أعظم من المحدثات؟ وما ظنك بغير الصحابة إذا كان هذا في الصحابة؟ قيل في جماعة من أصحاب النبي –صلى الله عليه وسلم-، فغيرهم من باب أولى، وفعلهم أعظم وأشنع.

قال –رحمه الله-: باب قول الله تعالى: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا}[الروم: 30]

قول الله تعالى: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ}.[الروم: 30]

وقوله تعالى: {وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [البقرة:132]وقوله: {ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ}.[النجل:123]

وعن ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن لكل نبي ولاة من النبيين، وأنا وليي منهم أبي إبراهيم وخليل ربي. ثم قرأ: {إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ} رواه الترمذي.[ال عمران:68]

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله لا ينظر إلى أجسامكم، ولا إلى أموالكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم».[صحيح مسلم(2564)]

لهما عن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أنا فرطكم على الحوض، وليرفعن إلي رجال من أمتي، حتى إذا أهويت لأناولهم. احتجبوا دوني، فأقول: أي رب أصحابي. فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك».[صحيح البخاري(7049)، ومسلم(2297)]

ولهما عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «وددت أنا قد رأينا إخواننا. قالوا: أو لسنا إخوانك يا رسول الله؟ قال: أنتم أصحابي، وإخواني الذين لم يأتوا بعد. قالوا: فكيف تعرف من لم يأت بعد من أمتك؟ قال: أرأيتم لو أن رجلا له خيل غرا محجلة بين ظهراني خيل دهم بهم ألا يعرف خيله؟ قالوا: بلى. قال: فإنهم يأتون غرًّا محجلين من الوضوء. وأنا فرطهم على الحوض. ألا ليذادن رجال يوم القيامة عن حوضي كما يذاد البعير الضال. أناديهم: ألا هلم. فيقال: إنهم بدلوا بعدك. فأقول: سُحقا سحقا»[صحيح مسلم(249)]

وللبخاري: «بينما أنا قائم إذا زمرة حتى إذا عرفتهم وعرفوني خرج رجل من بيني وبينهم فقال: هلم فقلت أين؟ قال: إلى النار والله. قلت: وما شأنهم؟ قال: إنهم ارتدوا بعدك على أدبارهم القهقرى. ثم إذا زمرة - فذكر مثله – قال: فلا أراه يخلص منهم إلا مثل همل النعم»[صحيح البخاري(6587)]

ولهما في حديث ابن عباس رضي الله عنهما: "فأقول كما قال العبد الصالح: {وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ}[صحيح البخاري(3349)، ومسلم(2860)]، ولهما مرفوعا: «ما من مولود يولد إلا على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه، كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء، هل تحسون فيها من جدعاء، حتى تكونوا أنتم تجدعونها». ثم قرأ أبو هريرة: {فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا} متفق عليه.[صحيح البخاري(1358)، ومسلم(2658)]

وعن حذيفة رضي الله عنه قال: «كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير. وأنا أسأله عن الشر، مخافة أن يدركني. فقلت: يا رسول الله: إنا كنا في جاهلية وشر، فجاءنا الله بهذا الخير، فهل بعد هذا الخير من شر؟ قال: نعم. فقلت: وهل بعد هذا الشر من خير؟ قال: نعم، وفيه دخن. قلت وما دخنه؟ قال: قوم يستنون بغير سنتي، ويهتدون بغير هديي، تعرف منهم وتنكر. قلت: فهل بعد هذا الخير من شر؟ قال. نعم. فتنة عمياء، ودعاة على أبواب جهنم؛ مَنْ أجابَهم إليها قذفوه فيها. قلت: يا رسول الله، صفهم لنا. قال: قوم من جلدتنا، ويتكلمون بألسنتنا. قلت: يا رسول الله ما تأمرني إن أدركت ذلك؟ قال: تلزم جماعة المسلمين وإمامهم. قلت: فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام؟ قال: فاعتزل تلك الفرق كلها، ولو أن تعض على أصل شجرة حتى يأتيك الموت وأنت على ذلك"[صحيح البخاري(3606)، ومسلم(1847)] أخرجاه، وزاد مسلم: «ثم ماذا؟ قال: ثم يخرج الدجال، معه نهر ونار. فمن وقع في ناره وجب أجره وحط وزره، ومن وقع في نهره وجب وزره وحط أجره. قلت: ثم ماذا؟ قال: هي قيام الساعة»[لم أقف على هذه الزيادة عند مسلم، وهي عند أبي داود(4244)، بسند صحيح] وقال أبو العالية: "تعلموا الإسلام فإذا تعلمتموه فلا ترغبوا عنه. وعليكم بالصراط المستقيم، فإنه الإسلام. ولا تتحرفوا عن الصراط يمينا ولا شمالا. وعليكم بسنة نبيكم. وإياكم وهذه الأهواء".[رواه ابن وضاح في كتاب "البدع" (ص77)، والآجري في "الشريعة" برقم (19)، وأبو نعيم في "الحلية" (2/218(] انتهى. تأمل كلام أبي العالية هذا، ما أجله! واعرف زمانه الذي يحذر فيه من الأهواء التي من اتبعها فقد رغب عن الإسلام، وتفسير الإسلام بالسنة، وخوفه على أعلام التابعين وعلمائهم من الخروج عن السنة والكتاب، يتبين لك معنى قوله تعالى: {إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ}.[البقرة:131]، وقوله: {وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}.[البقرة:132]، وقوله تعالى: {وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلاَّ مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ}.[البقرة:130] وأشباه هذه الأصول الكبار التي هي أصل الأصول، والناس عنها في غفلة. وبمعرفته يتبين معنى الأحاديث في هذا الباب وأمثالها؛ وأما الإنسان الذي يقرؤها وأشباهها وهو آمن مطمئن أنها لا تناله، ويظنها في قوم كانوا فبادوا. {أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَاللَّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ}.[الأعراف:99]

وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: "خط لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطا. ثم قال: «هذا سبيل الله. ثم خط خطوطا عن يمينه وعن شماله. ثم قال: هذه سبل، على كل سبيل منها شيطان يدعو إليه، وقرأ: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ}"» رواه أحمد والنسائي.[مسند أحمد(4142)، وسنن ابن ماجه(11)]

هذا الباب باب قول الله تعالى: ﴿فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا[الروم: 30]، أطال المؤلف –رحمه الله-بذكر ما فيه من النصوص والآثار والبيان والشرح لأهميته وغرضه وغايته، بيان أن الإسلام هو الدين الذي فطر الله تعالى عليه الناس، وأنه دين النبيين صلوات الله وسلامه عليه، وأن الثبات عليه سلوك للصراط المستقيم، وأن الخروج عنه موجب للهلاك.

هذه المعاني الأربع هي ما دارت عليه هذه النصوص، وقررته الآية التي ذكرها في الترجمة ﴿فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا[الروم: 30] ، إقامة الوجه بإفراد الله تعالى بالعبادة، والإخلاص له في العمل، والاجتهاد في طاعته، فقوله: ﴿فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا[الروم: 30]، أي: غير مائل ولا ذاهب إلى طريق المخالفين من المشركين الذين جنفوا عن السبيل، وأن هذا الذي أمرت به من إقامة وجهك للدين حنيفًا، بإخلاص القصد لله، وإفراده بالعبادة هو الفطرة التي فطر الناس عليها، كما قال تعالى:  ﴿فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا[الروم: 30]، يبين ذلك ما جاء في الصحيحين من حديث أبي هريرة قوله –صلى الله عليه وسلم-: «كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ علَى الفِطْرَةِ، فأبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ، أوْ يُنَصِّرَانِهِ، أوْ يُمَجِّسَانِهِ»[صحيح البخاري(1358)، ومسلم(2658)] ، الآية التي تليه قوله الله تعالى: ﴿وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ[البقرة: 132]، وصى بها أي: بالتوحيد والإسلام والإخلاص لله –عز وجل-والنأي عن الشرك ﴿وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ[البقرة: 132]، أي: ويعقوب وصى بها بنيه.

وقوله: ﴿ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا[النحل: 123]، فما جاء به النبي –صلى الله عليه وسلم-جار على ما أوصى الله تعالى به إبراهيم، وما كانت عليه ملته من إفراد الله تعالى بالعبادة.

والحديث -حديث عبد الله بن مسعود- يوافق الآية في الدلالة حيث قال –صلى الله عليه وسلم-: «إنَّ لكلِّ نبيٍّ وُلاةً مِن النَّبيِّينَ» ، يعني ما يقرب إليهم ويحبهم «وإنَّ وَليِّي منهم أبي وخَليلُ ربي إبراهيمُ» وليي: يعني من أُحبُّه وأقربه منهم أبي إبراهيم وخليل ربي «ثُمَّ قرَأَ: {إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ} [آل عمران: 68]»[أخرجه الترمذي في سننه(2995)، وأحمد في مسنده(3800)، وصححه الألباني في صحيح الجامع(2158) ] أي صاروا على طريقه ﴿وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ[آل عمران: 68].

وفيه ما تقدم من أن ما جاء به النبي –صلى الله عليه وسلم-موافق لملة إبراهيم في عبادة الله وحده لا شريك له، وحديث أبي هريرة: «بَدَأَ الإسْلَامُ غَرِيبًا، وَسَيَعُودُ كما بَدَأَ غَرِيبًا، فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ»[صحيح مسلم(145)]، تقرير أن توحيد الله –عز وجل-يبدأ على هذا النحو في رسالة النبي –صلى الله عليه وسلم-غريبًا؛ لكثرة الشرك والمخالفة، ثم يأذن الله بظهوره وانتشاره بين الناس، ثم يعود غريبًا كما بدأ، وذلك في آخر الزمان.

قال: فطوبى للغرباء، وهذا بيان الأجر المرتب على لزوم ملة إبراهيم، والسير على هدي سيد المرسلين، ولزوم الإسلام، وله أيضًا -يعني أبي هريرة-: «إِنَّ اللهَ لا ينظرُ إلى أَجْسامِكُمْ، ولا إلى صُورِكُمْ، ولكنْ ينظرُ إلى قُلوبِكُمْ وأعمالكم»[صحيح مسلم(2564)]، بيان أن نظر الله –عز وجل-إلى ما في القلوب من إخلاص العمل له وإقامة الدين له بالتوحيد محبة وتعظيمًا «إِنَّ اللهَ لا ينظرُ إلى أَجْسامِكُمْ، ولا إلى صُورِكُمْ، ولكنْ ينظرُ إلى قُلوبِكُمْ وأعمالكم» ، والقلوب هي محل التوحيد، والجوارح هي ثمرته وأثره بالأعمال التي تكون طاعة له وانقيادًا لأمره، ولهم من حديث ابن عباس «أنا فَرَطُكُمْ علَى الحَوْضِ»أي: سابقكم على الحوض، فهو المتقدم –صلى الله عليه وسلم-يتقدم الأمة إلى الحوض، والحوض هو الحوض المورود الذي وُعِده النبي –صلى الله عليه وسلم-يوم القيامة، ثم ذكر –صلى الله عليه وسلم-ورود أمته عليه بقوله: «أنا فَرَطُكُمْ علَى الحَوْضِ»، فمعنى هذا أنهم سيوردون عليه؛ لأنه سابقهم، واللاحق يأتي بعد السابق، ثم قال في صنف ممن يأتون ويردون عليه –صلى الله عليه وسلم-قال: «لَيُرْفَعَنَّ إلَيَّ رِجالٌ مِنكُمْ، حتَّى إذا أهْوَيْتُ لِأُناوِلَهُمُ» يعني من الحوض «اخْتُلِجُوا دُونِي» يعني: حيل بينهم وبيني «فأقُولُ: أيْ رَبِّ» ،نداء يا ربي! "أي" بمعنى "يا" «أصْحابِي» أي: هؤلاء أصحابي فيشفع لهم بوصف الصحبة، ويمكن أن يكون المراد بأصحابي هنا أي: على الطريق بالانتساب إلى الإسلام فيشمل أصحابه الذين رأوه، ومن صار على طريقه كما قال الله تعالى: ﴿مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ[الفتح: 29]، فقوله: ﴿وَالَّذِينَ مَعَهُ﴾يشمل أصحابه الذين رأوه، ومن أسلم بعد ذلك.

قال: فيقال: «إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك» والذي يظهر -والله أعلم- أن المراد بالأصحاب هنا: من آمن به ممن أدركه ورآه كما دلت عليه بقية الأحاديث «إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك»[صحيح البخاري(7049)، ومسلم(2297)] أي: من الخروج عن صراطك وطريقك، والإحداث بعده، أعظمه ما كان في زمن الصحابة من الردَّة التي عمت العرب إلا من سلمه الله تعالى، وهذا كان أعظم الإحداث.

قال: ولهما -أي للبخاري ومسلم- عن أبي هريرة قال: «ودِدْتُ أنَّا قدْ رَأَيْنا إخْوانَنا قالوا: أوَلَسْنا إخْوانَكَ؟ يا رَسولَ اللهِ، قالَ: أنتُمْ أصْحابِي وإخْوانُنا الَّذِينَ لَمْ يَأْتُوا بَعْدُ فقالوا: كيفَ تَعْرِفُ مَن لَمْ يَأْتِ بَعْدُ مِن أُمَّتِكَ؟ يا رَسولَ اللهِ، فقالَ: أرَأَيْتَ لو أنَّ رَجُلًا له خَيْلٌ غُرٌّ مُحَجَّلَةٌ بيْنَ ظَهْرَيْ خَيْلٍ دُهْمٍ بُهْمٍ» ليس فيهم غر ولا تحجيل «ألا يَعْرِفُ خَيْلَهُ؟ قالوا: بَلَى يا رَسولَ اللهِ، قالَ: فإنَّهُمْ يَأْتُونَ غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِنَ الوُضُوءِ، وأنا فَرَطُهُمْ علَى الحَوْضِ ألا لَيُذادَنَّ رِجالٌ عن حَوْضِي كما يُذادُ البَعِيرُ الضَّالُّ أُنادِيهِمْ ألا هَلُمَّ» يذادن أي: يمنعون كما يزاد البعير الضال، يعني يصرف عن الرعية التي يقصد جمعها «فيُقالُ: إنَّهُمْ قدْ بَدَّلُوا بَعْدَكَ فأقُولُ: سُحْقًا سُحْقًا»[ صحيح مسلم(249)] ، وهذا الحديث يشمل التبديل الحاصل ممن آمن به وارتد من أصحابه الذين آمنوا به ثم ارتدوا، ويشمل التبديل الذي حصل ممن سار على طريقة وترك الهدى الذي كان عليه ممن لم يدركه –صلى الله عليه وسلم-؛ لأنه لم يخص التبديل بأصحابه، بل عم ذلك بمن تقدم ذكرهم من أصحابه وإخوانه.

وعند البخاري: «بَيْنَا أَنَا قَائِمٌ إِذَا زُمْرَةٌ، حَتَّى إِذَا عَرَفْتُهُمْ وعرفوني» عرفتهم بماذا؟ بالغرة والتحجيل «وعرفوني» بما ميزه الله تعالى به وخصه «خَرَجَ رَجُلٌ مِنْ بَيْنِي وَبَيْنِهِمْ، فَقَالَ: هَلُمَّ، فَقُلْتُ: أَيْنَ؟ قَالَ: إِلَى النَّارِ وَاللَّهِ، قُلْتُ: وَمَا شَأْنُهُمْ؟ قَالَ: إِنَّهُمُ ارْتَدُّوا بَعْدَكَ عَلَى أَدْبَارِهِمْ القَهْقَرَى. ثُمَّ إِذَا زُمْرَةٌ، حَتَّى إِذَا عَرَفْتُهُمْ خَرَجَ رَجُلٌ مِنْ بَيْنِي وَبَيْنِهِمْ، فَقَالَ: هَلُمَّ، قُلْتُ أَيْنَ؟ قَالَ: إِلَى النَّارِ وَاللَّهِ، قُلْتُ: مَا شَأْنُهُمْ؟ قَالَ: إِنَّهُمُ ارْتَدُّوا بَعْدَكَ عَلَى أَدْبَارِهِمْ القَهْقَرَى، فَلاَ أُرَاهُ يَخْلُصُ مِنْهُمْ إِلَّا مِثْلُ هَمَلِ النَّعَمِ»[صحيح البخاري(6587)] يعني القليل منهم، هذا المقصود بهمل النعم، وهي القليل من الإبل التي لا صاحب لها، المرسلة التي لا صاحب لها.

قال: ولهما في حديث ابن عباس فأقول كما قال العبد صالح: ﴿وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً مَا دُمْتُ فِيهِمْ[المائدة:117] وهذا يشمل أصحابه -رضي الله تعالى عنهم- فكان شاهدًا عليهم ما دام فيهم، فلما توفي –صلى الله عليه وسلم-أمرهم إلى الله ، من ثبت نجا، وهذا عالم الصحابة رضي الله عنهم، ومن ارتد فقد خاب وخسر.

قال: وله عنه مرفوعًا: «فأبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ، أوْ يُنَصِّرَانِهِ، أوْ يُمَجِّسَانِهِ »[سبق] الحديث.

 وهذا بيان لمعنى الآية التي افتتح بها المؤلف –رحمه الله-الباب، ثم ذكر حديث حذيفة الطويل في سؤاله عن الشر وعما يكون من حال الناس وذكر فيه ما يجري من الأحداث في آخر الزمان حيث قال: وما دخنه؟ قال: «قوم يستنون بغير سنتي» أي: بغير ما يكون عليه من الهدي «ويهدون بغير هديي، تعرف منهم وتنكر»، فذمهم –صلى الله عليه وسلم-بوصف ما كانوا عليه من الدخن، وهو ما كان غير خالص من الخير.

قال: وقلت بعد هذا الخير من شر؟ قال: «نعم فتنة عمياء، ودعاة على أبواب جهنم»، فتنة عمياء أي: لا تميز فتصيب الكثيرين، لا يميزون فيها بين الحق والباطل، «ودعاة على أبواب جهنم، من أجابهم إليها قذفوها فيها» وهم كل من دعا إلى طريق غير هدي النبي –صلى الله عليه وسلم-في الاعتقاد أو في العمل.

قلت: يا رسول الله صفهم لنا، أي بيِّن لنا شأنهم قال: «قوم من جلدتنا، ويتكلمون بألسنتنا» قلت يا رسول الله فما تأمرني إن أدركت ذلك؟ قال: «تلزم جماعة المسلمين وإمامهم» تلزم السواد الأعظم من أهل الإسلام وأئمتهم، فلا تخرج عليهم قلت: «فإن لم يكن لهم جماعة وإمام؟» بأن انفرط العقد، وأصبح الناس فوضى لا سراة لهم، قال: «فاعتزل تلك الفرق» أي ذلك التفرق الذي حصل بافتراق المسلمين وعدم اجتماعهم

قال: «ولو أن تعض على أصل شجرة، حتى يأتيك الموت وأنت على ذلك»[صحيح البخاري(3606)، ومسلم(1847)] وفيه التحذير من طرائق البدعة بكل صورها، وأن مآلها إلى هلاك، وأن الإنسان ينفرد بالسنة خير من أن يتورط في تلك الأهواء المختلفة.

«ثم يخرج الدجال، معه نهر ونار» وهذا أوج الفتنة ومنتهاها، «فمن وقع في ناره وجب أجره» أي ثبت وحط وزره بمغفرة الذنوب والخطايا «ومن وقع في نهره وجب وزره» أي: ثبت إثمه «وحط أجره»[سبق] لأنه بدد ما كان من صالح عمله، لاتباعه الدجال وكفره بالله –عز وجل-.

قلت: ثم ماذا؟ قال: هي القيامة ثم ذكر عن أبي العالية نقلًا من ضرورة تعلم الإسلام، ولزوم الصراط المستقيم، وعدم الانحراف عنه، والتحذير من الأهواء، والمقصود بالأهواء البدع، عقب الشيخ على كلام أبي العالية بأنه كلام جليل يستوجب الوقوف عنده، والنظر فيه لتضمنه مجمل ما دلت عليه الآيات السابقة من الوصايا.

ثم ختم المؤلف –رحمه الله-الباب بذكر حديث ابن مسعود في بيان خطورة السبل الخارجة عن الصراط المستقيم.

 قال وعن ابن مسعود قال: «خط لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطا، ثم قال: هذا سبيل الله، ثم خط خطوطا عن يمينه وعن شماله ثم قال: هذه سبل، على كل سبيل منها شيطان يدعو إليه»، أي: يزينه ويرغب فيه، ويحث عليه، ويصد عن الصراط المستقيم، وقرأ: ﴿وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ[الأنعام:153]، وهذا دال على ما تقدم من إقامة الوجه لله والثبات على الصراط المستقيم، والنأي بالنفس عن كل محدثة وبدعة، نأتي إن شاء الله تعالى على بقية النصوص بعد الصلاة بإذن الله.  

 

الاكثر مشاهدة

3. لبس الحذاء أثناء العمرة ( عدد المشاهدات91422 )
6. كيف تعرف نتيجة الاستخارة؟ ( عدد المشاهدات87223 )

مواد تم زيارتها

التعليقات


×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف