×
العربية english francais русский Deutsch فارسى اندونيسي اردو

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الأعضاء الكرام ! اكتمل اليوم نصاب استقبال الفتاوى.

وغدا إن شاء الله تعالى في تمام السادسة صباحا يتم استقبال الفتاوى الجديدة.

ويمكنكم البحث في قسم الفتوى عما تريد الجواب عنه أو الاتصال المباشر

على الشيخ أ.د خالد المصلح على هذا الرقم 00966505147004

من الساعة العاشرة صباحا إلى الواحدة ظهرا 

بارك الله فيكم

إدارة موقع أ.د خالد المصلح

مشاركة هذه الفقرة WhatsApp Messenger LinkedIn Facebook Twitter Pinterest AddThis

يقول المصنف رحمه الله تعالى :

عن أبي عبد الله ويقال: أبو عبد الرحمن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: عليك بكثرة السجود، فإنك لن تسجد لله سجدة إلا رفعك الله بها درجة، وحط عنك بها خطيئة». رواه مسلم+++حديث رقم (488)---.

الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.

أما بعد:

هذا الحديث حديث ثوبان رضي الله تعالى عنه وهو مولى رسول الله، ومعنى مولى رسول الله أي أن النبي صلى الله عليه وسلم أعتقه بعد رق، كان رقيقا فأعتقه صلى الله عليه وسلم وكان يخدم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم.

قصة هذا الحديث: 

أن معدان بن أبي طلحة سأل ثوبان فقال: أخبرني بعمل يحبه الله أو يقربني إلى الله أو يدخلني الجنة، فقال سألت عن هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم أي أن ثوبان سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن عمل يحبه الله أو يدخله الجنة، فقال صلى الله عليه وسلم : «عليك بكثرة السجود».

عليك أي: ألزم، واجتهد في كثرة السجود، والمراد بكثرة السجود كثرة الصلاة؛ لأنه لا يكون السجود إلا في صلاة سواء أن كانت نفلا أو فرضا، وكذلك يدخل في سجود التلاوة، وكذلك سجود الشكر وهما مستقلان عن الصلاة، وذكر السجود هنا إشارة إلى شرف الصلاة وذكر السجود على وجه الخصوص من أركان الصلاة؛ لأنه أشرفها، وأعظمها، فقد أمر الله تعالى به في قوله: ﴿واسجد واقترب+++[العلق:19]---.

السجود عبادة جميع الخلائق:

والسجود يتميز عن سائر العبادات أنها عبادة تشترك فيها جميع المخلوقات، فلله يسجد ما في السماوات وما في الأرض على اختلاف صفة السجود في المخلوقات، وهو من أشرف العبادات؛ لأنه يظهر تمام الذل والخضوع لله عز وجل والافتقار إليه حيث يضع الإنسان أشرف ما فيه في موضع وطء الأقدام وهو الأرض ذلا لله وخضوعا له، ولهذا كان محبوبا لله وكان مما يوجب دخول الجنة كما دل عليه الحديث.

ما يناله الإنسان بالسجود:

وبين النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث ما يناله لإنسان بالسجود، فإنك لن تسجد لله سجدة إلا رفعك الله بها درجة، وحط بها عنك خطيئة فذكر نفعين وأجرين من السجود أنه مدارج الدرجات، فبه يرتقي الإنسان ويرتفع عند رب العالمين، وأيضا يتخفف من السيئات حيث يحط الله تعالى به عن العبد الخطايا في كل سجدة يسجدها الإنسان يرفعه الله بها درجة، ويحط بها عنه خطيئة.

اختلاف الدرجات باختلاف حالهم في السجود:

ومعلوم أن ذلك يختلف باختلاف سجود الناس طولا وقصرا، فكلما طال السجود وكان القلب ففيه حاضرا كان الرفع فيه أعظم، والحط فيه أجل وأكبر، وهذا يبين أن الناس وإن اشتركوا في الأجر لكن الأجر قد يكون متفاوتا، فليس سجود من أطال السجود خاضعا خاشعا كمن يجد سجودا خفيفا في الأجر والثواب، فالله لا يضيع عمل عامل من ذكر أو أنثى وهو يحصي الدقيق والجليل ﴿يا بني إنها إن تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة أو في السموات أو في الأرض يأت بها الله+++[لقمان:16]---.

فلا يستويان، وعلى هذا ينحل إشكال أيهما أفضل: كثرة السجود أم طول القيام، فإن الأفضل أن تكون الصلاة معتدلة، فإذا أطال القيام أطار الركوع وأطال السجود.

وأما ما يتعلق بما الذي يناسب الإنسان هل يكثر الركعات أو يكثر القراءة ويطيل الركوع والسجود؟

فهذا يختلف باختلاف أحوال الناس ونشاطهم، وفي كلا خير. لكن السنة أن يطيل القيام، والركوع، والسجود، ويكون قيامه وركوعه وسجوده قريبا من سواء. والسجود أيها الإخوة أقرب ما يكون فيه العبد من ربه، في الدنيا وبه يقرب منه في الآخرة، فإن الجنة دار المتقين سقفها عرش الرحمن كما جاء في الحديث الشريف، وبه تعلو المرتبة والمنزلة، ويدرك به الإنسان المطلوب فإنه موضع الدعاء.

ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم : «وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء، فقمن أن يستجاب لكم»+++[صحيح مسلم (479)]--- فجدير بالمؤمن أن يستحضر هذه المعاني وهو واضع جبهته لله، حوائج الناس كثيرة فبثوها لربكم في سجودكم، وابشروا أن الله تعالى لا يخيب رجاءكم، ولا يرد سؤالكم، فما من داع إلا ويعود من الله بالفضل والعطاء والهبات، إما الإجابة، وإما صرف الشر عنه بنظير ما دعا، وإما أن يدخرها له في الآخرة.

الموازنة بين فضيلة السجود والقيام:

ومن فوائد هذا الحديث في بعد ما يتقدم مما يتعلق بفضيلة السجود والموازنة بينه وبين القيام أن المطلوب من المؤمن الاستكثار من الصالحات، وهذا هو مقصود الديانة، فمقصود الشريعة كلها أن تستكثر من الصالحات ما استطعت، فأنت في الدنيا في دار عمل فلا تبخل على نفسك بعمل صالح دق أو جل، واستكثر منه ما استطعت، ولذا قال: «عليك بكثرة السجود»، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : «لا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه»، النوافل بعد الفرائض.

فلنستكثر من الصالحات، تسبيح، وتحميد، وركوع، وسجود، وذكر، وتلاوة، وفي كل ذلك خير شرح صدر، وتولي الرب للعبد، وتيسير أمر، ورفعة في الآخرة وفوز وسبق، أسأل الله أن يستعملني وإياكم في طاعته، وأن يجعلني وإياكم من أوليائه، وأن يعيننا على ذكره، وشكره، وحسن عبادته، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

المشاهدات:3384

يقول المصنف ـ رحمه الله تعالى ـ:

عن أبي عبد اللَّه ويُقَالُ: أبُو عبْدِ الرَّحمنِ ثَوْبانَ موْلى رسولِ اللَّهِ ـ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم ـ قال: سمِعْتُ رسولَ اللَّه ـ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم ـ يقول: عليكَ بِكَثْرةِ السُّجُودِ، فإِنَّك لَنْ تَسْجُد للَّهِ سجْدةً إلاَّ رفَعكَ اللَّهُ بِهَا درجةً، وحطَّ عنْكَ بِهَا خَطِيئَةً». رواه مسلمحديث رقم (488).

الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.

أما بعد:

هذا الحديث حديث ثوبان ـ رضي الله تعالى عنه ـ وهو مولى رسول الله، ومعنى مولى رسول الله أي أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أعتقه بعد رق، كان رقيقًا فأعتقه ـ صلى الله عليه وسلم ـ وكان يخدم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم.

قصة هذا الحديث: 

أن معدان بن أبي طلحة سأل ثوبان فقال: أخبرني بعمل يحبه الله أو يقربني إلى الله أو يدخلني الجنة، فقال سألت عن هذا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أي أن ثوبان سأل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن عمل يحبه الله أو يدخله الجنة، فقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ: «عليكَ بِكَثْرةِ السُّجُود».

عليك أي: ألزم، واجتهد في كثرة السجود، والمراد بكثرة السجود كثرة الصلاة؛ لأنه لا يكون السجود إلا في صلاة سواء أن كانت نفلًا أو فرضًا، وكذلك يدخل في سجود التلاوة، وكذلك سجود الشكر وهما مستقلان عن الصلاة، وذكر السجود هنا إشارة إلى شرف الصلاة وذكر السجود على وجه الخصوص من أركان الصلاة؛ لأنه أشرفها، وأعظمها، فقد أمر الله ـ تعالى ـ به في قوله: ﴿وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ[العلق:19].

السجود عبادة جميع الخلائق:

والسجود يتميز عن سائر العبادات أنها عبادة تشترك فيها جميع المخلوقات، فلله يسجد ما في السماوات وما في الأرض على اختلاف صفة السجود في المخلوقات، وهو من أشرف العبادات؛ لأنه يظهر تمام الذل والخضوع لله ـ عز وجل ـ والافتقار إليه حيث يضع الإنسان أشرف ما فيه في موضع وطء الأقدام وهو الأرض ذلًا لله وخضوعًا له، ولهذا كان محبوبًا لله وكان مما يوجب دخول الجنة كما دل عليه الحديث.

ما يناله الإنسان بالسجود:

وبيَّن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في هذا الحديث ما يناله لإنسان بالسجود، فإنك لن تسجد لله سجدة إلا رفعك الله بها درجة، وحط بها عنك خطيئة فذكر نفعين وأجرين من السجود أنه مدارج الدرجات، فبه يرتقي الإنسان ويرتفع عند رب العالمين، وأيضًا يتخفف من السيئات حيث يحط الله ـ تعالى ـ به عن العبد الخطايا في كل سجدة يسجدها الإنسان يرفعه الله بها درجة، ويحط بها عنه خطيئة.

اختلاف الدرجات باختلاف حالهم في السجود:

ومعلوم أن ذلك يختلف باختلاف سجود الناس طولًا وقصرًا، فكلما طال السجود وكان القلب ففيه حاضًرا كان الرفع فيه أعظم، والحط فيه أجل وأكبر، وهذا يبين أن الناس وإن اشتركوا في الأجر لكن الأجر قد يكون متفاوتًا، فليس سجود من أطال السجود خاضعًا خاشعًا كمن يجد سجودًا خفيفًا في الأجر والثواب، فالله لا يضيع عمل عامل من ذكر أو أنثى وهو يحصي الدقيق والجليل ﴿يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَوَاتِ أَوْ فِي الأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ[لقمان:16].

فلا يستويان، وعلى هذا ينحل إشكال أيهما أفضل: كثرة السجود أم طول القيام، فإن الأفضل أن تكون الصلاة معتدلة، فإذا أطال القيام أطار الركوع وأطال السجود.

وأما ما يتعلق بما الذي يناسب الإنسان هل يكثر الركعات أو يكثر القراءة ويطيل الركوع والسجود؟

فهذا يختلف باختلاف أحوال الناس ونشاطهم، وفي كلًا خير. لكن السنة أن يطيل القيام، والركوع، والسجود، ويكون قيامه وركوعه وسجوده قريبًا من سواء. والسجود أيها الإخوة أقرب ما يكون فيه العبد من ربه، في الدنيا وبه يقرب منه في الآخرة، فإن الجنة دار المتقين سقفها عرش الرحمن كما جاء في الحديث الشريف، وبه تعلو المرتبة والمنزلة، ويدرك به الإنسان المطلوب فإنه موضع الدعاء.

ولذلك قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: «وأَمَّا السُّجُودُ فَاجْتَهِدُوا في الدُّعَاءِ، فَقَمِنٌ أنْ يُسْتَجَابَ لَكُمْ»[صحيح مسلم (479)] فجدير بالمؤمن أن يستحضر هذه المعاني وهو واضع جبهته لله، حوائج الناس كثيرة فبثوها لربكم في سجودكم، وابشروا أن الله ـ تعالى ـ لا يخيب رجاءكم، ولا يرد سؤالكم، فما من داع إلا ويعود من الله بالفضل والعطاء والهبات، إما الإجابة، وإما صرف الشر عنه بنظير ما دعا، وإما أن يدخرها له في الآخرة.

الموازنة بين فضيلة السجود والقيام:

ومن فوائد هذا الحديث في بعد ما يتقدم مما يتعلق بفضيلة السجود والموازنة بينه وبين القيام أن المطلوب من المؤمن الاستكثار من الصالحات، وهذا هو مقصود الديانة، فمقصود الشريعة كلها أن تستكثر من الصالحات ما استطعت، فأنت في الدنيا في دار عمل فلا تبخل على نفسك بعمل صالح دق أو جل، واستكثر منه ما استطعت، ولذا قال: «عليكَ بِكَثْرةِ السُّجُود»، وقد قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: «لا يزالُ عبدي يتقرَّبُ إليَّ بالنَّوافلِ حتَّى أحبَّهُ»، النوافل بعد الفرائض.

فلنستكثر من الصالحات، تسبيح، وتحميد، وركوع، وسجود، وذكر، وتلاوة، وفي كل ذلك خير شرح صدر، وتولي الرب للعبد، وتيسير أمر، ورفعة في الآخرة وفوز وسبق، أسأل الله أن يستعملني وإياكم في طاعته، وأن يجعلني وإياكم من أوليائه، وأن يعيننا على ذكره، وشكره، وحسن عبادته، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

الاكثر مشاهدة

3. لبس الحذاء أثناء العمرة ( عدد المشاهدات91555 )
6. كيف تعرف نتيجة الاستخارة؟ ( عدد المشاهدات87257 )

مواد تم زيارتها

التعليقات


×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف