إِنَّ الحَمْدَ للهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعيِنُهُ، وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعوُذُ بِاللهِ مِنْ شُروُرِ أَنْفُسِنا وَسَيِّئاتِ أَعْمالِنا، مَنْ يَهْدِهْ اللهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَليًّا مُرْشِدًا, وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسوُلُهُ.﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾آل عمران: 102.﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾النساء: 1.﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾الأحزاب: 70- 71.أما بعد:
فاتَّقوُا اللهَ أَيُّها المؤمِنوُنَ في السِّرِّ وَالعَلَنِ؛ كما أَمَركُمُ اللهُ تَعالَىَ، اتَّقوُهُ في الأَقْوالِ وَالأَعْمالِ وَالأَحْوالِ، في صِلَتِكُمْ بِهِ وَفي صِلَتِكُمْ بِالخلقِ.
أَيُّها المؤمنوُنَ, جَرَتْ حِكْمَةُ العليمِ الخبيرِ أَنْ يُفاوِتَ بَيْنَ خَلْقِهِ فِيما أَعْطاهُمْ مِنَ الأَمْوالِ وَالأَرْزاقِ وَفيما حَباهُمْ مِنَ المعاشِ وَفيما قَدَّرَ لَهُمْ مِنَ الآجالِ وَالعقوُلِ وَالأَفْهامِ، فاوَتَ اللهُ تَعالَىَ بَيْنَ النَّاسِ في الخِلْقَةِ واَلأَخْلاقِ، فاوَتَ بَيْنَهُمْ في القُوَىَ الظَّاهِرَةِ وَالباطِنَةِ، في قُوَىَ الأَذْهانِ وَقُوَىَ الأَبْدانِ؛ قالَ اللهُ تعالَىَ: ﴿نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ﴾الزخرف: 32 فَهذا غَنِيٌّ وَذاكَ فَقيِرٌ، وَهذا عالمٌ وذاكَ جاهلٌ، وذاكَ معُافىً وهذا مُبْتَلىً، ذاكَ قَوِيٌّ وهذا ضَعيفٌ، هذا مَريضٌ وذاكَ صَحيحٌ.
كُلُّ ذلكَ في التَّفاوُتِ بَيْنَ الخَلْقِ في صُوَرٍ وَأَلْوانٍ، وَصُنوُفٍ وَأنْواعٍ؛ قالَ اللهُ تعالَىَ: ﴿انظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَلآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلًا﴾الإسراء: 21.
عَبادَ اللهِ, إِنَّ للهَ تَعالَىَ في هذا التَّفاوُتِ بَيْنَ خَلْقِهِ حِكَمًا بالِغَةً وَأَسْرارًا باهِرةً؛ مِنْ تِلْكَ الحِكَمِ وَمِنْ تِلْكَ الغاياتِ ما ذَكَرَهُ اللهُ تَعالَىَ في قَوْلِهِ: ﴿وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا﴾الزخرف: 32 أَيْ: لِيُسَخِّرَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا في الأَعْمالِ لاحْتِياجِ هذا إِلَىَ ذاكَ وذاكَ إلَىَ هذا، فَيَسْتَخْدِمُ بَعْضُهْمْ بَعْضًا، فَيُسَخِّرُ الأَغْنِياءُ بِأَمْوالِهمُ الأُجَراءَ في أَعْمالهِمْ؛ في الحِرَفِ وَالصَّنائِعِ وَالأَعْمالِ، فَيَكوُنُ بَعْضُ الخَلْقِ لبَعْضٍ سَبَبًا لِلرِّزْقِ وَالمعاشِ كما يَكوُنُ بُعْضُهُمْ لِبَعْضٍ سَبَبًا لِإدْراكِ المراغبِ والمطالِبِ وَالمْحبوُباتِ، هذا بمالِهِ، وَذاكَ بِأَعْمالِهِ، فَيَلْتَئِمُ قَوامُ أَمْرِ العالمِ وَتُصْلَحُ أَحْوالُ النَّاسِ.
وَلَوْ تَساوَىَ النَّاسُ في الغِنَىَ أَوْ في الصِّحَّةِ أَوْ في المَرَضِ أَوْ في غَيْرِ ذَلِكَ مِنِ الأَحْوالِ، لَوْ اسْتَوَوْا في حالٍ مِنَ الأَحْوالُ لمْ يَحْتَجْ بَعْضِهِمْ إِلَىَ بَعْضِ، وَلَتَعَطَّلَتْ مَصالحُهُمْ وَمَنافِعُهُمْ، فَـللَّهِ حكْمَةٌ في تَنْويِعِ أَحْوالهِمْ وَتفاوُتِ ما بَيْنَهُمْ مِنْ الأَرْزاقِ وَالقِسْمَةِ.
أيها المؤمنونَ, إنَّ مِنْ حِكَمَ تَفاوُتِ الخَلْقِ في الأَرْزاقِ ما ذَكَرَهُ اللهُ تعالَى ﴿وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلائِفَ الأَرْضِ﴾الأنعام: 165 أَيْ: يَخْلُفَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، فَيَذْهَبَ جِيلٌ وَيَأْتيِ آخَرُ؛ ﴿وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ﴾الأنعام: 165 فَفَاوَتَ بَيْنَ الخَلْقِ في المنازلِ فيما يِكونُ منَ الهباتِ والعطايا والنِّعَمِ؛ ذَلِكَ كُلُّهُ ﴿لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُم﴾الأنعام: 165 أيْ: لْيَخْتَبِركُمْ في الَّذي أَنْعَمَ بِهِ عَلَيْكُمْ وَلِيَمْتَحِنَكُمْ فيما رَزَقَكُمْ مِنْ عَطاء أَوْ مَنْعٍ، مِنْ غِنىً أَوْ فَقْرٍ، مِنْ صِحَّةٍ أَوْ مَرَضٍ، مِنْ أَمْنٍ أَوْ خَوْفٍ، فاللهُ تَعَالَىَ يَبْتَلِيِ العبادَ فيما فاوَتَ بَيْنَهُمْ.
وَقَدْ جاءَ في صَحيحَ الإِمامِ مُسْلِمٍ مِنْ حديثِ أَبي سَعيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّىَ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -قالَ: «إِنَّ الدُّنْيَا حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ، وَإِنَّ اللهَ مُسْتَخْلِفُكُمْ فِيهَا، فَيَنْظُرُ كَيْفَ تَعْمَلُونَ »أَخرجه مسلم ح(2742)حُلْوَةٌ في مَذاقِها، خَضِرَةٌ في مَنْظَرِها وَمرآها فَتَجْذِبُ النُّفوُسَ طَعْمًا وَمَنْظرًا وَلَوْنًا، ثُمَّ قالَ - صَلَّىَ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «وإنَّ اللَّهَ مُستَخلفُكُم فيها» أي: جعلكم مُسْتَخْلَفينَ فيها «فَناظرٌ كيفَ تعمَلونَ، أَلا فاتَّقوا الدُّنيا«.
أَيُّها المؤِمِنوُنَ, إِنَّ مِنَ التَّفاوُتِ الذي يُخْتَبَرُ بِهِ النَّاسُ تَفاوُتُهُمْ في منازلهمْ بينَ أَرْبابِ أَمْوالٍ وَأَصْحابِ أَعْمالٍ، بَيْنَ أُجَراءَ وَمُسْتَأْجِرينَ، يَرْتَفِقُ بَعْضُهُمْ بِبِعْضٍ في الأَعْمالِ والمصالحِ والوظائِفِ وَالحوائِجِ، يَنْتَفِعُ هذا مِنْ هذا وذاكَ مِنْ هذا، يَنْتَفِعُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ بمالٍ أَوْ عَمَلٍ,.وفي هذا التَّفاوُتُ مِنْ الابْتلاءِ والاخْتِبارِ وَأَلْوانِ الامْتِحانِ لكُلِّ فِئَةٍ منَ الخَلْقِ، لِلعُمَّالِ وَأَصْحابِ الأَعْمالِ، لِلمُسْتَأْجِرينَ وَالمسْتَأْجَرينَ الأُجراءُ، كُلُّ أولئِكَ مُبْتَلَوْنَ مُخْتَبَروُنَ عَلَىَ خِلافِ أحْوالهِمْ، وَعَلَىَ ضوُءِ ذلِكَ يُرَتَّبُ الثوابُ والعِقابُ في الدُّنْيا وَالآخرِةِ ﴿فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ﴾البقرة: 283.أَيُّها المؤْمِنُوُنَ عِبادَ اللهِ, إِنَّ هذا التفاوُتَ بيْنَ الخَلْقِ في الأَرْزاقِ وَغَيْرِها لَيْسَ سَبَبًا وَلا مُسَوِّغًا لِعُلُوِّ المُعطَى علىَ الممنوعِ، لَيْسَ مُسَوِّغًا لِعُلُوِّ الغِنَيَ عَلَىَ الفَقيِرِ، وَلا لِعُلُوِّ القَوَيِّ عَلَىَ الضَّعيِفِ، وَلا لِعُلُوِّ الصَّحيحِ عَلَىَ المريضِ، وَلاَ لِعُلُوِّ صاحبِ المالِ عَلَىَ العُمَّالِ، فَالعُلُوُّ عَلَىَ الخَلْقِ وَالاسْتِكْبارِ عَلَيْهِمْ وَاحْتِقارِهِمْ بِسَبَبِ مالٍ أَوْ مَنْصِبٍ أَوْ جاهٍ أَوْ وَظيِفَةٍ أَوْ عَمَلٍ أَوْ جِنْسِيَّةٍ أَوْ غَيْرِ ذَلِكَ مِنْ كَبائِرِ الإِثْمِ وَعَظائِمِ الذُّنوُبِ وَهُوَ مِنْ خِصالِ الشَّرِّ.قالَ النَّبِيُّ - صَلَّىَ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «بحَسْبِ امرِئٍ مِن الشرِّ أن يَحْقِرَ أخاه المسلمَ»أخرجه مسلم ح(2564(أي: يكفي الواحد من الشر أن يتسرب إلى قلبه احتقار أخيه المسلم؛ ذاك أن الاحتقار علو على الخلق سواء احتقره للونه أو لنسبه أو لقلة ذات يده بفقره أو لكونه يشتغل في وظيفة متدنية أو غير ذلك من الأسباب التي يعلو بها بعض الناس على بعض, وقد تكون مسوغًا لبعض الناس أن يحتقر غيره «بحَسْبِ امرِئٍ مِن الشرِّ أن يَحْقِرَ أخاه المسلمَ» فَلا تَحْقِرَنَّ أَحَدًا أَيُّها المؤْمِنُ.
واحْذَرْ؛ فَإِنَّ مِنَ شُروُرِ ذَلِكَ وَشُروُرِ الاحْتِقارِ وَالعُلُوِّ عَلَىَ الخَلْقِ أَنْ يَدْعوُكَ إِلَىَ البَغْيِ وَالظُّلْمِ وَالاعْتداءِ وَالبَخْسِ لحقوُقِهْمْ؛ فالعامِلُ والخادِمُ سَخَّرَهُ اللهُ لكَ وسخَّركَ لَهُ فلا تَحْتَقِرْهُ أَوْ تَتَكَبَّرْ عَلَيْهِ، بَلْ أَكْرِمْهُ وَأَحْسِنْ إِلَيْهِ، فَهُوَ أخوُكَ مَهْما دَنَتْ مَنْزِلَتُهُ أَوْ تَدَنَّىَ نَسَبُهُ أَوْ اخْتَلَفَ لَوْنُهُ، فَمَهْما كَثُرَ مالُكَ وَعَلَتْ مَنْزِلَتُكَ وَكَثُرَ عُمَّالُكَ فاعْلَمْ أَنَّكَ عَبْدٌ للهِ خوَّلكَ اللهُ هذا المالَ وَاسْتَخْلَفَكَ فيهِ، فَاتَّقِ اللهَ في الدُّنْيا كَما قالَ النَّبِيُّ - صَلَّىَ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «إِنََّّ الدُّنِيا خَضِرَةٌ حُلوةٌ، وَإنَّ اللَّهَ مُستَخلِفُكُمْ فيها فَناظرٌ كَيْفَ تَعْمَلونَ أَلَا فاتَّقوُا الدُّنيا»أخرجه مسلم ح(2742).
أَيُّها المؤْمِنوُنَ, قالَ النَّبِيُّ - صَلَّىَ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في بَيانِ صِلَةِ العامِلِ بِصاحِبِ العَمَلِ قالَ: «هم: إخْوانُكُمْ», «خَوَلُكُمْ» وَهذا في نَوْعٍ مِنَ العَمَلِ وَهُوَ الخِدْمَةُ، هُمْ إِخْوانُكُمْ أَيْ خُدَّامُكُمْ مَنْ يَعْمَلُ في خِدْمَتِكُمْ في أَيْ نَوْعٍ أَوْ مَنْزِلَةٍ مِنْ منازِلِ الخِدْمَةِ، هُمْ: «إِخْوَانُكُمْ وَخَوَلُكُمْ، جَعَلَهُمُ اللهُ تَحْتَ أَيْدِيكُمْ، فَمَنْ كَانَ أَخُوهُ تَحْتَ يَدَيْهِ، فَلْيُطْعِمْهُ مِمَّا يَأْكُلُ، وَلْيُلْبِسْهُ مِمَّا يَلْبَسُ»أخرجه البخاري ح(30), وح(6050), ومسلم(1661), ولفظُهُ لمسلمٍفَلا يَعْلوُ عَلَيْهِ لِطعامٍ أَوْ لِباسٍ.
عِبادَ اللهُ, إِنَّ مِنْ حَقِّ العامِلِ وَالخَادِمِ أَلَّا يُكَلَّفَ مِنَ العَمَلِ ما لا يُطيِقُ وَأَنْ يُعانَ فيِما يَشُقُّ عَلَيْهِ مِنْ الأَعْمالِ؛ فَقَدْ قَالَ النَّبِيُّ - صَلَّىَ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في بِيانِ حُقوُقِ الخُدَّامِ بَعْدما سَبَقَ: «ولا تُكَلِّفُوهُمْ ما يَغْلِبُهُمْ» أَيْ: لا تحُمِّلوُهْمْ مِنْ العَمَلِ ما يَشُقُّ عَلَيْهِمْ وَينوءوُنَ بِهِ «فإنْ كَلَّفْتُمُوهُمْ فأعِينُوهُمْ»أخرجه البخاري ح(30), وح(6050), ومسلم(1661) أَيْ: فَلا تَتركوُهُمْ يَتَحَمَّلوُنَ ذَلِكَ بمفْرَدِهِمْ، بَلْ أَعِينوُهُمْ بما يَرْفَعُ عَنْهُمْ المشَقَّةَ وَالأَذَىَ وَالكَدَرَ
عبادَ اللهِ, إِنَّ مِنْ حَقِّ الخادِمِ وَالعامِلِ أَنْ يَصْبِرَ عَلَىَ ما يَكوُنُ مِنْ قُصوُرِهِ أَوْ تَقْصيِرِهِ؛ فَإِنَّ بَني آدَمَ مَجبوُلوُنَ عَلَىَ الخَطَأ وَالقُصوُرِ وَالتَّقْصيرِ: «كلُّ ابنِ آدمَ خَطاءٌ وخيرُ الخطائينَ التَّوابونَ»الترمذي ح(2499), وَقالَ: غريب. وقالَ الحافظُ إسنادُهُ قوي. البلوغ ح(1477),وَقَدْ قالَ أَنَسُ بْنُ مالكٍ يَصِفُ حالَهُ مَعَ النَّبِيِّ - صَلَّىَ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «خدَمتُ النَّبيَّ عشرَ سنينَ فما قالَ لي: أفٍّ قطُّ»مسلم ح(2309), والترمذي ح(2015), ولفظه له, أَيْ: ما قالَ لي كَلِمةَ تَضَجُّرٍ قَطُّ، وَأَدْنَىَ ما يَكوُنُ مِنْ كَلماتِ التَّضَجُّرِ أُفٌ، ما قالَها لَهُ خِلالَ هذهِ المدَّةِ الطَّويِلَةِ مَعَ صِغَرِ سِنِّ أَنَسٍ، وَصِغَرُ السِّنِّ جَدير وَقريَبٌ أَنْ يَحْصُلَ مِنْهُ مِنَ الهفواتِ ما يَحْتاجُ إِلَىَ أَنْ يُقالَ لَهُ في بَعْضِ المقاماتِ: أُفٍّ، إِلَّا أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّىَ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ما قالَها لهذا الصَّغيِرِ طيِلةَ هذهِ السَّنواتِ مِنْ خدْمَتِهِ: «خَدَمْتُ رَسوُلَ اللهِ صلىَ اللهُ عليهِ وسلمَ عشرَ سنواتٍ، فما قالَ لي: أُفٍّ، وَلا: لِمَ صنعت؟، ولا: أَلا صَنَعْتَ» فَلَمْ يُعاتِبْهُ في شَيْءٍ - صَلَّىَ اللهُ عَليْهِ وَسَلَّم -، وهذا لا يعْني أَلَّا يُرْشَدَ العاملُ أوِ الخادمُ إِلَىَ ما يَجِبُ، أَوْ ألَّا يُوَجَّهَ إِلَىَ ما فيهِ خَيْرهُ وصلاحُهُ وَإنْجازُ مُهِمَّتِهِ، وَلاَ أَلَّا يُقَوَّمَ أَوْ يُنْصَحَ فَإِنَّ الدَّينَ النَّصيحَةُ، لَكِنْ فَرْقٌ بَيْنَ التَعْييبِ وَالتَّقْويِمِ، وَفَرْقٌ بَيْنَ النَّصيحَةِ وَالتَّثْريِبِ، فالتَّقْويمُ والنَّصيحَةُ مطلوُبََةٌ، أَمَّا التَّعييبُ والتَّثْريِبُ وَالتَّضَجُّرُ الَّذي يُوَصِّلُ رِسالةً بِالتَّأَفُّفِ وَعَدَمِ الرِّضا وَالكَراهَةِ وَالبُغْضِ فهذا مِمَّا يَنْبَغِيِ أَنْ يَتَنَزَّهَ عَنْهُ الِإنْسانُ، فَلَيْسَ مِنْ كَمالِ الأَخْلاقِ؛ فَإِنَّ النَّبِيَّ - صَلَّىَ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - جَبَلَهُ اللهُ وَحباهُ فَضائِلَ الأخْلاقِ وكمالَها. وكَانَ مِنْ ذَلِكَ أَنَّهُ لمْ يعاتِبْ خادِمَهُ طِيلِةَ هذهِ السَّنواتِ الطويلةِ.
الَّلهُمَّ صَلِّ عَلَىَ مُحَمَّدٍ وَعَلَىَ آلِ مُحَمَّدٍ كما صَلَّيْتَ عَلَىَ إِبْراهِيمَ وَعَلَىَ آلِ إِبْراهيمَ إِنَّكَ حميدٌ مجيدٌ، أقوُلُ هذا القَوْلَ وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ العظيمَ ليِ وَلَكُمْ فاسْتَغْفروُهُ؛ إِنَّهُ هُوَ الغَفورُ الرَّحيمُ.
***
الخطبة الثانية:
الحَمْدُ للهِ حَمْدًا كَثيرًا طَيِّبًا مُباركًا فيِهِ، حَمْدًا يُرضيِهِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا اللهُ لا شَريكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنِّ مُحَمَّدًا عَبْدُ اللهِ وَرَسوُلُهُ. اللهم صلِّ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنِ اتَّبَعَ سُنَّتَهُ وَاقْتَفَىَ أَثَرَهُ بِإِحسانٍ إِلَىَ يَوْمِ الدِّيِنِ.
أَمَّا بَعْدُ:
فاتَّقوُا اللهَ عِبادَ اللهِ، اتَّقوُا اللهَ تَعالَىَ، فَتَقْواُه تَحْمِلُ عَلَىَ كُلِّ بِرٍّ، وَتَنْهَىَ عَنْ كُلِّ وِزْرٍ، تَحْمِلُ عَلَىَ كُلِّ خيْرٍ، وَتَكُفُّ عَنْ كُلِّ شَرٍّ ﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ﴾الطلاق: 2- 3، ﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا﴾الطلاق: 4، ﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا﴾الطلاق: 5.
عِبادَ اللهِ, إِنَّ مِنْ حقِّ العامِلِ والخادِمِ أَنْ يُوَفَّىَ أَجْرَهُ فَقَدْ أَلْزَمَ النَّبِيُّ - صَلَّىَ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - صاحِبَ العَمَلِ أَنْ يُسارعِ َفي إِيفاءِ العامِلِ الخادِمِ أَجْرَهُ الَّذي يَسْتَحِقُّهُ؛ فَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُما قالَ رَسوُلُ اللهِ - صَلَّىَ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «أَعطُوا الأجيرَ أجْرَه قبلَ أن يَجِفَّ عَرَقُه»ابن ماجة(2443), وَهُوَ: حسنٌ لغيرهِ وَهذِهِ إشارةٌ إلىَ المبادرَةِ في إيفاءِ الحقوقِ، كَما أَنَّكَ اسْتَوْفَيْتَ ما لَكَ فابْذُلْ ما عَلَيْكَ، وَاحْذَرْ أَنْ تَكوُنَ مِنَ المطَفِّفينَ الَّذينَ قالَ فِيِهِمْ جَلَّ في عُلاهُ: ﴿وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ﴾المطففين: 1 من هم؟ ﴿الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ﴾المطففين: 2 يَأْخذوُنَ كُلَّ ما لهُمْ إِذا كانَ الحَقُّ لهُمْ، ﴿وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ﴾المطففين: 3 إذا أَعْطوُا الناسَ حَقوُقَهُمْ إذا لَزِمَتْهُمْ حقوقُ ﴿وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ﴾المطففين: 3 أَيْ: يُنْقِصوُنَ إِمَّا بمُماطَلَةِ أَوْ بِتَأَخُّرٍ أَوْ بِإِنْقاصِ الحَقِّ أَوْ بِعَدِمِ إِيفائِهِ.
فاتَّقوُا اللهَ عِبادَ اللهِ، وَاجْتهِدوُا في إِيفاءِ العُمَّالِ حُقوُقِهِمْ؛ فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ خِصالِ أَهْلِ التَّقْوَىَ، وَقَدْ ذَكَرَ النَّبِيُّ - صَلَّىَ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في أَسْبابِ الفَرَجِ أَنَّ رَجُلًا كانَ مِنْ الثَّلاثَةِ الَّذينَ أُغْلِقَ عَلَيْهِمْ الغارُ فَسَأَلوُا اللهَ تعالَىَ بِأَعْمالٍ صالحَةٍ فَقالَ أَحَدُهُمْ: «اللهم إنِّي اسْتأجرتُ أجراءَ، فأعطيتُهم أجرَهم، غيرَ رجلٍ واحدٍ ترك الذي له وذهب» أَيْ: تَرْكُ أُجْرَةِ عَمَلِهِ وَلَمْ يَسْتَوْفِها «فَثَمَّرْتُ أجرَه حتى كثُرتْ منه الأموالُ، فجاءني بعد حينٍ» أَيْ: جاءَ العامِلُ بَعْدَ زَمَنٍ وَبُرْهَةٍ مِنَ الزَّمانِ «فقال: يا عبدَ اللهِ أدِّني أجري، فقلتُ له: كل ما ترى من أجرِك من الإبلِ والبقرِ والغنمِ والرقيقِ، فقال: يا عبدَ اللهِ لا تستهزئُ بي» يَعْني أَعْطِني الأُجْرَةَ الَّتي في ذِمَّتِكَ وَلا تُكْثِرْ عَلَيَّ مِنَ الكلامِ الَّذي هُوَ سُخْرِيَةٌ فَقالَ لَهُ الرَّجُلُ: «إني لا أستهزئُ بك، فأخذَه كلَّه» الِإبِلُ وَالبَقَرُ وَالرَّقيقُ «فاستاقَه فلم يتركْ منه شيئًا» كَما أَنَّهُ لمْ يُكافِئْ هذا عَلَىَ تَثْنِيَتِهِ وَتَقْديِرِ أُجْرَتِهِ وَإِعْطائِهِ مُقابِلَ عَمَلِهِ في تنميةِ هذا المالَ «فاستاقَه فلم يتركْ منه شيئًا، اللهمَّ فإن كنتُ فعلتُ ذلك ابتغاءَ وجْهِك فأفْرِجْ عنّا ما نحن فيه، فانفرَجتِ الصخرةُ، فخرجوا يمشونَ»البخاري ح(2272), ومسلم ح(2743) فَفَرَّجَ اللهُ تَعالَىَ عَنْهُمْ الصَّخْرةَ فَخَرَجوُا مِنَ الغارِ يَمْشوُنَ، فَأداءُ الحُقوقِ إِلىَ العُمالِ مما يُفَرِّجُ اللهُ بِهِ الكُرُبات وَيُزيلُ بِهِ المكروُهاتِ وَيُغيِثُ بِهِ العَبْدَ في الضوائِقِ وَالملمَّاتِ.
أََيُّها المؤْمِنوُنَ, إِنَّ بَخْسَ العُمَّالِ حُقوُقُهُمْ مِنْ كَبائِرِ الذُّنوبِ وَمِنْ عَظائمِ الِإثْمِ، وَقَدْ قالَ النَّبِيُّ - صَلَّىَ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فيما جَاءَ في الصَّحيحِ مِنْ حديثِ أَبي هُرَيْرَةَ: «قالَ اللَّهُ تَعالى: ثَلاثَةٌ أنا خَصْمُهُمْ يَومَ القِيامَةِ، رَجُلٌ أعْطى بي ثُمَّ غَدَرَ» أَيْ: رَجُلٌ أَعْطَىَ عَهْدًا وَوَثَّقَهُ بِاللهِ فَجَعَلَهُ يمينًا لِإِثْباتِ حَقٍّ أَوْ وَفاءٍ بِأَمْرٍ لَكِنَّهُ غَدَرَ فَلْمْ يَفِ؛ فَهذا اللهُ خَصْمُهُ يَوَمَ القِيامَةِ، «ورَجُلٌ باعَ حُرًّا فأكَلَ ثَمَنَهُ» أَيْ: أَخَذَ حُرًّا وَبَاعَهُ في سوُقِ الرَّقيقِ وَأَكَلَ ثَمَنَهُ، أَمَّا الثَّالِثُ وَهُوَ مَوْضِعُ الاسْتِشْهادِ قالَ - صَلَّىَ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «ورَجُلٌ اسْتَأْجَرَ أجِيرًا فاسْتَوْفى منه» أَيْ: قَبَضَ مِنْهُ عَمَلَهُ «ولَمْ يُعْطِهِ أجْرَهُ» هذا ثالِثُ الَّذينَ يَكوُنُ اللهُ تعالَىَ خَصْمُهُمْ يَوْمَ القِيامَةِ «ورَجُلٌ اسْتَأْجَرَ أجِيرًا فاسْتَوْفى منه, وَلَمْ يُعْطِ أَجْرَهُ»البخاري ح(2227)أَخَذَ الَّذي لَهُ مْنْهُ وَلَمْ يُعْطِهِ أَجْرَهُ.
فاتَّقوُا اللهَ عِبادَ اللهِ, وَأَوْفوُا العُمَّالَ حقوُقَهُمْ، وَأَوْفوُا بِكُلِّ ما بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِنَ العقوُدِ، فَإِنَّ مِنَ الظُّلْمِ وَالبَخْسِ أَنْ يَأْتي العامِلُ عَلَىَ حالٍ أَوْ وَصْفٍ أَوْ عَلَىَ عَمَلٍ أَوْ اتِّفاقٍ؛ فَإِذا وَصَلَ تَغَيَّرتْ الأُموُرُ إِمَّا في قَدْرِ راتِبٍ أَوْ في صِفَةِ العَمَلِ أَوْ في مكانِهِ أَوْ غَيْرِ ذَلِكَ منَ الشُّؤوُنِ المتَعَلِّقَةِ بعقوُدِ العُمَّالِ وَالشُّروُطِ الَّتي بَيْنَهُمْ وَبيْن أَصْحابِ العَمَلِ.
اتَّقوُا اللهَ تَعالَىَ، وَبادِروُا إِلَىَ أَداءِ الأَمانةِ والوفاءِ بالحُقوُقِ، كَما أَنَّ عَلَىَ العامِلِ أَنَّ يَتَّقِيِ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - وَأَنْ يَبَرَّ بما أُوُكِلَ إِلَيْهِ وَأَنْ يَفِيِ ما عاقَدَ عَلَيْهِ؛ فَإِنَّ اللهَ تَعَالَىَ سائِلُهُ، وَقَدْ قالَ تعالَىَ: ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا﴾النساء: 58 وقال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾الأنفال: 27 فَلْيَبْذُلِ العامِلُ جهْدَهُ في أداءِ الحَقِّ الَّذي عَلَيْهِ وَلْيَسْأَلِ اللهَ الَّذي لَهُ وَمَنْ اتَّقَىَ اللهَ جَعَلَ لَهُ مَخْرَجًا وَرَزَقَهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ.
الَّلهُمَّ أَلْهِمْنا رُشْدَنا وَقِنا شَرَّ أَنْفُسِنا، أَعِنَّا عَلَىَ إِبْراءِ ذِمَّتِنا مِنْ حقوُقِ العِبادِ يا ربَّ العالمينَ، الَّلهُمَّ أَبْرِئْنا مِنْ حقوُقِ العبادِ يا رَبَّ العالمينَ، الَّلهُمَّ ما عَجَزْنا عَنْ إِبْرائِهِ مِنْ حَقِّ الخَلْقِ فَتَفَضَّلْ عَلْينا بِتَحَمُّلِهِ عَنَّا يا قَوِيُّ يا عَزيزُ يا رَحْمنُ يا رَحيمُ يا ربَّ العالمينَ.
ربَّنا ظَلَمْنا أَنْفُسَنا وَإْنْ لمْ تَغْفِرْ لَنا وَتَرْحَمْنا لَنَكوُنَنَّ مِنَ الخاسِرينَ.
الَّلهُمَّ آمِنَّا في أَوْطانِنا وَأَصْلِحْ أَئِمَّتَنا وَوُلاةَ أُموُرِنا، وَاجْعَلْ وِلايَتَنا فِيِمَنْ خَافَكَ وَاتَّقاكَ وَاتَّبَعَ رِضاكَ، الَّلهُمَّ وَفِّقْ وَلِيَّ أَمْرِنا خادِمَ الحرَمَيْنِ الشَّريفيْنِ وَوَليَّ عَهْدِهِ إِلَىَ ما تُحِبُّ وَتَرْضَىَ، سَدِّدْهُمْ في الأَقْوالِ وَالأَعْمالِ اجْعَلْ لهُمْ مِنْ لَدُنْكَ سُلْطانًا نَصيرًا يا ذا الجَلالِ وَالِإكْرامِ، أَعِزَّ بهِمُ الحَقَّ وَأَظْهِرْ بهِمُ الدِّيِنَ وَأَعْلِ بهِمْ رايةَ الِإسْلامِ يا حَيُّ يا قَيُّوُمُ، الَّلهُمَّ وَادْفَعْ عَنْ بِلادِنا وَعَنْ بِلادِ المسْلمينَ كُلَّ سوُء وَشَرٍّ، الَّلهُمَّ مَنْ أَرادَنا وَأرادَ المسلمينَ بِفِتْنَةٍ أَوْ شَرٍّ أَوْ فَسادٍ فاجْعَلْ شَرَّهُ وَتَدْبيِرهِ في نَحْرِهِ وَاجْعَلْ دائرَةَ السُّوُءِ عَلَيْهِ.
الَّلهُمَّ انْصُرْ جنوُدَنا المقاتلينَ وَجنودَنا الذينَ يَحْرسوُنَ أَمْنَنَا، الَّلهُمَّ احْفَظْهُمْ بحفظِكَ وَاكْلأْهُمْ بِرعايَتِكَ، الَّلهُمَّ وَفِّقْ العُلماءَ واَلآمرينَ بالمعروفِ وَالنَّاهينَ عَنِ المنْكَرِ، وَاحفَظْ بِلادَنا مِنَ الفسادِ وَالشَّرِّ، وَقِنا كُلَّ ذي شَرٍّ يا رَبَّ العالمينَ.
ربَّنا اغْفِرْ لنا ولإخوانِنا الَّذينَ سَبقوُنا بالإيمانِ وَلا تَجْعَلْ في قُلوُبَنا غلًّا للذين آمنوا ربَّنا إِنَّكَ رؤوُفٌ رَحيمٌ.