×
العربية english francais русский Deutsch فارسى اندونيسي اردو

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الأعضاء الكرام ! اكتمل اليوم نصاب استقبال الفتاوى.

وغدا إن شاء الله تعالى في تمام السادسة صباحا يتم استقبال الفتاوى الجديدة.

ويمكنكم البحث في قسم الفتوى عما تريد الجواب عنه أو الاتصال المباشر

على الشيخ أ.د خالد المصلح على هذا الرقم 00966505147004

من الساعة العاشرة صباحا إلى الواحدة ظهرا 

بارك الله فيكم

إدارة موقع أ.د خالد المصلح

مشاركة هذه الفقرة WhatsApp Messenger LinkedIn Facebook Twitter Pinterest AddThis

نقل الإمام النووي رحمه الله تعالى في كتابه رياض الصالحين  في باب الاقتصاد في الطاعة: حديث أنس رضي الله عنه قال: دخل النبي صلى الله عليه وسلم   المسجد فإذا حبل ممدود بين الساريتين، فقال:  «ما هذا الحبل؟» قالوا: هذا حبل لزينب، فإذا فترت  تعلقت به. فقال النبي صلى الله عليه وسلم : «حلوه، ليصل أحدكم نشاطه فإذا فتر فليرقد». متفق عليه

الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين أما بعد:-

صلوا نشاطكم:

حديث أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه فيما أخبر من حبل زينب زوج النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وكانت ذات عبادة وجد في الطاعة حتى إنها ربطت رضي الله تعالى عنها حبلا بين ساريتين من سواري مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما رآه النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما هذا؟ مستغربا وجود هذا الحبل بهذه الصفة في هذا المكان، فقالوا: إنه لزينب تصلي فإذا عجزت أمسكت به وصلت، أي أنها تستعين بالإمساك به على القيام للصلاة رضي الله تعالى عنها.

فقال النبي صلى الله عليه وسلم : «حلوه» أي أزيلوا ربطه من هذا الموضع، «ليصل أحدكم نشاطه» يعني ما دام على حال من النشاط والقوة، «فإذا فتر فليرقد» أي إذا أصابه النعاس أو جاءه النوم فليرقد أي فليعطي نفسه حظها من النوم، فإن الله تعالى إنما أراد من العبد الإقبال عليه في حال نشاطه وحضور قلبه وصفاء ذهنه، لا أن يتكلف الإنسان من التطوعات والمستحبات ما يكون شاقا عليه يأتي به صورة وقد غاب معنى، أي يأتي به في الصورة أنه يصلي وفي المعنى أنه غائب لغلبة نوم أو نحوه.

ولهذا في حديث عائشة رضي الله تعالى عنها قال النبي صلى الله عليه وسلم : «إذا نعس أحدكم وهو يصلي، فليرقد حتى يذهب عنه النوم، فإن أحدكم إذا صلى وهو ناعس لا يدري لعله يذهب يستغفر فيسب نفسه»+++[صحيح البخاري (212)]--- وهذا معنى أنه بلغ به ثقل النوم مبلغا لا يعي ما يقول.

منع الوقوف بين يدي الله حال غياب العقل:

 وقد منع الله عز وجل المؤمنين من الوقوف بين يديه حال إبهام وغياب أذهانهم إلى درجة أن لا يدري ما يقول قال الله تعالى: ﴿يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون﴾+++[النساء:43]---، وسكارى هنا للعلماء في تفسيرها قولان:

سكارى من الخمر، وقيل سكارى من النوم.

والمعنى والله أعلم واحد فإن الله عز وجل نهى عن القيام بين يديه حال غياب العقل؛ لأن الصلاة منوطة بحضور العقل إذ هي مناجاة بين العبد وربه، فإذا غاب العقل وغطي بما يحجبه وأصبح الإنسان لا يستبين ما يقول فإنه لا يشرع له حينئذ أن يصلي، وقد جاء فيما رواه مسلم من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا قام أحدكم من الليل فاستعجم القرآن» أي أصبح على حال لا يستبين ما يقول، «فلم يدر ما يقول، فليضطجع» +++صحيح مسلم (787)--- فأمر صلى الله عليه وسلم أن يترك الإنسان الصلاة في هذه الحال لكونه قد أصابه من الغياب ما لا يدرك معه ما يقول.

يسر الشريعة ألا يكلف العبد إلا ما يطيق:

وهذا من يسر الشريعة ورفقها والقصد في العبادة والتدين لذا أمر الله تعالى به، أن لا يكلف الإنسان نفسه ما لا يطيق، لكن لو أنه أراد أن يواصل في صلاته فذهب يبحث عما يبعد عنه النوم من غسل بماء بارد أو تغيير لمكان أو نحو ذلك، فهذا لا يمنع، إنما الممنوع أن يواصل الصلاة في حال إرهاقه وعجزه عن إدراك ما يقرأ وما هو فيه من عظيم المناجاة والوقوف بين يدي الله عز وجل.

فقوله: «فليرقد» ليس على وجه الوجوب، إنما المقصود ليعطي نفسه حظها من الراحة حتى يقبل على الصلاة وهو حاضر النفس لقوله صلى الله عليه وسلم : «لا يدري لعله يذهب يستغفر فيسب نفسه»، وترك الصلاة في هذه الحال إن كان في النوافل فلا خلاف بين أهل العلم أنه يترك الصلاة في ما إذا كانت نافلة.

لكن هل هذا يشمل الفريضة أيضا بمعنى إذا كان قد صلى فريضة وغلبه فيها النوم هل يترك الصلاة وينام؟

الجواب: لا يترك الصلاة في هذه الحال إن خشي أن تخرج الصلاة عن وقتها لقول الله عز وجل : ﴿إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا﴾ +++[النساء:103]--- لكن يدافع النوم بما يدفع أثره ويخففه ويذهب غياب القلب، ولا سيما أن صلاة الفرض مبنية على التخفيف وعدم الإطالة بخلاف صلاة الليل التي مبناها على الطول والامتداد، فلذلك فرق العلماء بين الفرض والنفل، فقوله صلى الله عليه وسلم : فليجلس ونحو ذلك هو محمول على الاستحباب فيما إذا كان النعاس ليس غالبا ويتمكن الإنسان من حضور قلبه ومدافعة النوم، وعلى الوجوب فيما يتعلق بصلاة النافلة إذا كان ذلك يفضي إلى غياب الذهن وعدم عقل ما يقول.

وأما بالنسبة للفرض فالفرض كذلك لكن مقيد بما إذا لم يفضي ترك الصلاة إلى خروج الوقت، وبهذا قال جمهور العلماء، أما إذا كان يفضي إلى خروج الوقت ففي هذه الحال إما أن يكون معذورا فيجوز له الجمع فيما يجمع من الصلوات، وأما أن لا يكون معذورا كالصلاة التي لا يمكن أن تجمع لما بعدها، ففي هذه الحال يفعل ما يكون من أسباب إزالة النوم ليؤدي الصلاة في وقتها.

اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما يا عليم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

المشاهدات:4376

نقل الإمام النووي ـ رحمه الله تعالى ـ في كتابه رياض الصالحين  في باب الاقتصاد في الطاعة: حديث أنس ـ رضي الله عنه ـ قَالَ: دَخَلَ النَّبيُّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ  المَسْجِدَ فَإِذَا حَبْلٌ مَمْدُودٌ بَيْنَ السَّارِيَتَيْنِ، فَقَالَ:  «مَا هَذَا الحَبْلُ؟» قالُوا: هَذَا حَبْلٌ لِزَيْنَبَ، فَإِذَا فَتَرَتْ  تَعَلَّقَتْ بِهِ. فَقَالَ النَّبيُّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ: «حُلُّوهُ، لِيُصلِّ أَحَدُكُمْ نَشَاطَهُ فَإِذَا فَتَرَ فَلْيَرْقُدْ». مُتَّفَقٌ عَلَيهِ

الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين أما بعد:-

صلوا نشاطكم:

حديث أنس بن مالك ـ رضي الله تعالى عنه ـ فيما أخبر من حبل زينب زوج النبي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ وكانت ذات عبادة وجدٍ في الطاعة حتى إنها ربطت ـ رضي الله تعالى عنها ـ حبلاً بين ساريتين من سواري مسجد رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فلما رآه النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: ما هذا؟ مستغربًا وجود هذا الحبل بهذه الصفة في هذا المكان، فقالوا: إنه لزينب تصلي فإذا عجزت أمسكت به وصلت، أي أنها تستعين بالإمساك به على القيام للصلاة رضي الله تعالى عنها.

فقال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: «حُلُّوهُ» أي أزيلوا ربطه من هذا الموضع، «لِيُصلِّ أَحَدُكُمْ نَشَاطَهُ» يعني ما دام على حالٍ من النشاط والقوة، «فَإِذَا فَتَرَ فَلْيَرْقُدْ» أي إذا أصابه النعاس أو جاءه النوم فليرقد أي فليعطي نفسه حظها من النوم، فإن الله ـ تعالى ـ إنما أراد من العبد الإقبال عليه في حال نشاطه وحضور قلبه وصفاء ذهنه، لا أن يتكلف الإنسان من التطوعات والمستحبات ما يكون شاقًا عليه يأتي به صورةً وقد غاب معنىً، أي يأتي به في الصورة أنه يصلي وفي المعنى أنه غائب لغلبة نومٍ أو نحوه.

ولهذا في حديث عائشة ـ رضي الله تعالى عنها ـ قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: «إِذَا نَعَسَ أَحدُكم وهو يُصَلِّي، فَلْيَرْقُدْ حتَّى يَذْهَبَ عَنْه النَّومُ، فإِنَّ أحَدَكُمْ إذَا صَلَّى وهو نَاعِسٌ لا يَدْرِي لعلَّه يَذْهبُ يَسْتَغْفِرُ فَيَسُبَّ نَفْسَه»[صحيح البخاري (212)] وهذا معنى أنه بلغ به ثقل النوم مبلغًا لا يعي ما يقول.

منع الوقوف بين يدي الله حال غياب العقل:

 وقد منع الله ـ عز وجل ـ المؤمنين من الوقوف بين يديه حال إبهام وغياب أذهانهم إلى درجة أن لا يدري ما يقول قال الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ[النساء:43]، وسكارى هنا للعلماء في تفسيرها قولان:

سكارى من الخمر، وقيل سكارى من النوم.

والمعنى ـ والله أعلم ـ واحد فإن الله ـ عز وجل ـ نهى عن القيام بين يديه حال غياب العقل؛ لأن الصلاة منوطةٌ بحضور العقل إذ هي مناجاةٌ بين العبد وربه، فإذا غاب العقل وغطي بما يحجبه وأصبح الإنسان لا يستبين ما يقول فإنه لا يشرع له حينئذٍ أن يصلي، وقد جاء فيما رواه مسلم من حديث أبي هريرة أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: «إذا قامَ أحدُكم منَ اللَّيلِ فاستعجمَ القرآنُ» أي أصبح على حال لا يستبين ما يقول، «فَلَمْ يَدْرِ ما يقولُ، فَلْيَضْطَجِعْ» صحيح مسلم (787) فأمر ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن يترك الإنسان الصلاة في هذه الحال لكونه قد أصابه من الغياب ما لا يدرك معه ما يقول.

يسر الشريعة ألا يكلف العبد إلا ما يطيق:

وهذا من يسر الشريعة ورفقها والقصد في العبادة والتدين لذا أمر الله تعالى به، أن لا يكلف الإنسان نفسه ما لا يطيق، لكن لو أنه أراد أن يواصل في صلاته فذهب يبحث عما يبعد عنه النوم من غسلٍ بماءٍ بارد أو تغيير لمكان أو نحو ذلك، فهذا لا يمنع، إنما الممنوع أن يواصل الصلاة في حال إرهاقه وعجزه عن إدراك ما يقرأ وما هو فيه من عظيم المناجاة والوقوف بين يدي الله عز وجل.

فقوله: «فَلْيَرْقُدْ» ليس على وجه الوجوب، إنما المقصود ليعطي نفسه حظها من الراحة حتى يقبل على الصلاة وهو حاضر النفس لقوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: «لا يَدْرِي لعلَّه يَذْهبُ يَسْتَغْفِرُ فَيَسُبَّ نَفْسَه»، وترك الصلاة في هذه الحال إن كان في النوافل فلا خلاف بين أهل العلم أنه يترك الصلاة في ما إذا كانت نافلة.

لكن هل هذا يشمل الفريضة أيضًا بمعنى إذا كان قد صلى فريضةً وغلبه فيها النوم هل يترك الصلاة وينام؟

الجواب: لا يترك الصلاة في هذه الحال إن خشي أن تخرج الصلاة عن وقتها لقول الله ـ عز وجل ـ: ﴿إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا[النساء:103] لكن يدافع النوم بما يدفع أثره ويخففه ويذهب غياب القلب، ولا سيما أن صلاة الفرض مبنية على التخفيف وعدم الإطالة بخلاف صلاة الليل التي مبناها على الطول والامتداد، فلذلك فرق العلماء بين الفرض والنفل، فقوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: فليجلس ونحو ذلك هو محمولٌ على الاستحباب فيما إذا كان النعاس ليس غالبًا ويتمكن الإنسان من حضور قلبه ومدافعة النوم، وعلى الوجوب فيما يتعلق بصلاة النافلة إذا كان ذلك يفضي إلى غياب الذهن وعدم عقل ما يقول.

وأما بالنسبة للفرض فالفرض كذلك لكن مقيد بما إذا لم يفضي ترك الصلاة إلى خروج الوقت، وبهذا قال جمهور العلماء، أما إذا كان يفضي إلى خروج الوقت ففي هذه الحال إما أن يكون معذورًا فيجوز له الجمع فيما يجمع من الصلوات، وأما أن لا يكون معذورًا كالصلاة التي لا يمكن أن تجمع لما بعدها، ففي هذه الحال يفعل ما يكون من أسباب إزالة النوم ليؤدي الصلاة في وقتها.

اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علمًا يا عليم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

الاكثر مشاهدة

4. لبس الحذاء أثناء العمرة ( عدد المشاهدات93876 )
6. كيف تعرف نتيجة الاستخارة؟ ( عدد المشاهدات89754 )

مواد تم زيارتها

التعليقات


×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف