×
العربية english francais русский Deutsch فارسى اندونيسي اردو

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الأعضاء الكرام ! اكتمل اليوم نصاب استقبال الفتاوى.

وغدا إن شاء الله تعالى في تمام السادسة صباحا يتم استقبال الفتاوى الجديدة.

ويمكنكم البحث في قسم الفتوى عما تريد الجواب عنه أو الاتصال المباشر

على الشيخ أ.د خالد المصلح على هذا الرقم 00966505147004

من الساعة العاشرة صباحا إلى الواحدة ظهرا 

بارك الله فيكم

إدارة موقع أ.د خالد المصلح

مرئيات المصلح / دروس المصلح / الحديث وعلومه / رياض الصالحين / 15- باب المحافظة على الأعمال / (2) حديث " لا تكن مثل فلان كان يقوم من الليل فترك قيام الليل"

مشاركة هذه الفقرة WhatsApp Messenger LinkedIn Facebook Twitter Pinterest AddThis

يقول المصنف رحمه الله تعالى: عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من نام عن حزبه من الليل، أو عن شيء منه فقرأه ما بين صلاة الفجر وصلاة الظهر، كتب له كأنما قرأه من الليل» رواه مسلم.

الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على البشير النذير والسراج المنير نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين أما بعد.

لزوم المحافظة على صالح الأعمال: فهذا الحديث حديث عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه بين فيه النبي صلى الله عليه وسلم ما ينبغي أن يكون عليه المؤمن من المحافظة على صالح العمل ولو كان من النوافل فقال صلى الله عليه وسلم : «من نام عن حزبه من الليل، أو عن شيء منه» حزبه أي ما قدره وفرضه من عبادة سواء كانت صلاة أو تلاوة للقرآن أو كان وردا من ذكر الله عز وجل ونحو ذلك، والأغلب والله تعالى أعلم في الحزب المراد هنا هو الصلاة؛ لأنه قيدها صلى الله عليه وسلم بوقت تقضى فيه.

وقد جاء بيان ذلك في بعض الروايات الأخرى «من نام عن حزبه من الليل، أو عن شيء منه» أي أو عن شيء مما جرت عادته أن يعمله وأن يقرأه وأن يصلي به في الليل كأن يكون مثلا يصلي إحدى عشرة ركعة ونام ولم يتمكن إلا من صلاة ثلاث ركعات، فهذا نام عن شيء من حزبه، «فقرأه ما بين صلاة الفجر وصلاة الظهر» أي أتى به ما بين هاتين الصلاتين وهو الوقت الممتد بين طلوع الشمس وارتفاعها قيد رمح وبين زوالها، «كتب له كأنما قرأه من الليل»  كتب له أي ثبت له من الأجر كأنما قرأه من الليل يعني كما لو صلاه في الليل.

هذا الحديث فيه مشروعية قضاء النوافل، وقضاء النوافل للعلماء فيه قولان:

-من أهل العلم من يثبت قضاء النافلة مطلقا سواء كانت وترا أو كانت من الرواتب أو كانت صلاة الضحى، فكل ما جرى عمل الإنسان عليه من النوافل إذا فاته قضاه لقوله صلى الله عليه وسلم : « فقرأه ما بين صلاة الفجر وصلاة الظهر، كتب له كأنما قرأه من الليل»، وهذا فيه دلالة على مشروعية القضاء للحزب الفائت من العبادة ولو كانت نافلة.

-ومن أهل العلم من يقول: إن القضاء إنما يكون فيما جاءت به السنة مما قضاه النبي صلى الله عليه وسلم من النوافل، وليس في كل نافلة، فالنوافل كالضحى مثلا إذا فاتت تكون سنة فات محلها ولا تقضى، وأما ما جاء قضاؤه من النوافل كالرواتب وصلاة الليل فإنه يقضى.

والأقرب والله تعالى أعلم أنه يشرع قضاء كل نافلة؛ لأن المعنى في ذلك واحد مما جرى به عمل الإنسان وسن له إدامته، كل ما سن له إدامته من العمل وجرى عليه عمل الإنسان فإنه يقضى، أما ما كان يسن أن يأتي به أحيانا ويتركه أحيانا فهذا إذا فات يكون مما سن تركه كصلاة الضحى مثلا.

العبادة في الليل أفضل من النهار:

وقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم : «كتب له كأنما قرأه من الليل» دليل على أن العبادة في الليل أفضل منها في غيره  وذلك أن الليل يواطأ فيه القلب اللسان, فيكون أعظم أجرا وأوفر ثوابا وجعلت الصلاة في النهار عدل الصلاة في الليل في حال الفوات، وأما في غير حال الفوات، فإن صلاة الليل أفضل.

كيف يفعل من فاته حزبه من الليل؟

وفيه من الفوائد: أن قضاء ما فاته من حزبه من الليل يكون ما بين صلاة الفجر إلى الظهر، فإذا امتد الفوات إلى ما بعد الظهر هل يقضيه بعد الظهر أو لا؟ إن كان على وجه الاختيار لا يقضيه بمعنى أنه يتمكن من القضاء في الضحى؛ لكنه تركه إلى ما بعد صلاة الظهر يقال له هنا: فاتك وقت القضاء؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم حده بما بين صلاة الفجر إلى صلاة الظهر.

لكن لو أنه نسي ولم يذكره إلا بعد الظهر أو غلب بشغل لا يتمكن من الانفكاك منه، ولم يتمكن من القضاء إلا بعد الظهر فالذي يظهر والله تعالى أعلم أنه يشرع القضاء؛ لعموم قول النبي صلى الله عليه وسلم : «من نام عن صلاة أو نسيها فليصلها إذا ذكرها»+++[صحيح مسلم(684) بلفظ قريب]--- فالتوقيت في حال الاختيار أنه إذا كان يمكنه أن يقضي ما فاته من صلاة الليل ما بين صلاة الفجر وصلاة الظهر, فإنه لا يفوته عن هذا الوقت.

أما إذا نسي أو غلب على هذا الوقت فإنه يقضيه ما بعد ذلك لعموم قول النبي صلى الله عليه وسلم : «من نام عن صلاة أو نسيها فليصلها إذا ذكرها» وأيضا لكونه قد جاء في الوتر من حديث أبي سعيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من نام عن وتره أو نسيه فليصله إذا ذكره»+++[مسند أحمد (11263)]---.

ينبغي للمؤمن أن يحرص على العمل الصالح: هذا كله إشارة إلى أنه ينبغي للمؤمن أن يحرص على العمل الصالح, وألا يفرط فيه وأنه ما فاته منه فإنه يستدركه، وهذا إشارة إلى أنه يدرك بعمله أعظم ما يدركه بنيته إذا أمكنه العمل، فإن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث أبي الدرداء وحديث عائشة رضي الله عنهما أنه صلى الله عليه وسلم قال: «من أتى فراشه وهو ينوي أن يقوم يصلي من الليل ، فغلبته عيناه حتى أصبح كتب له ما نوى وكان نومه صدقة عليه من ربه»+++ سنن النسائي(1787)--- هذا كتب له ما نوى أي من الأجر لكن يشرع له القضاء حتى يكون الأجر على أوفر ما يكون.

لكن لو أنه نام هل نقول: فاتك الخير؟ الجواب: كتب له ما نوى بنيته وكان نومه صدقة أي فضل وإحسان من الله عليه، ولكنه يندب له أن يقضيه حتى يتحقق له الثواب على نحو يوافق فيه ما نواه العمل، والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

المشاهدات:1621

يقول المصنف رحمه الله تعالى: عَنْ عُمَرَ بنِ الخطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْه قَالَ: قَالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم: «مَنْ نَامَ عَنْ حِزْبِه مَنَ اللَّيلِ، أو عَنْ شَيءٍ مِنْه فَقَرَأَه ما بين صَلاةِ الفجرِ وصلاةِ الظهرِ، كُتِبَ له كأنَّما قَرأَه مَنَ اللَّيلِ» رواه مسلم.

الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على البشير النذير والسراج المنير نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين أما بعد.

لزوم المحافظة على صالح الأعمال: فهذا الحديث حديث عمر بن الخطاب ـ رضي الله تعالى عنه ـ بين فيه النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ما ينبغي أن يكون عليه المؤمن من المحافظة على صالح العمل ولو كان من النوافل فقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ: «مَنْ نَامَ عَنْ حِزْبِه مَنَ اللَّيلِ، أو عَنْ شَيءٍ مِنْه» حزبه أي ما قدره وفرضه من عبادة سواءً كانت صلاةً أو تلاوةً للقرآن أو كان وردًا من ذكر الله عز وجل ونحو ذلك، والأغلب والله ـ تعالى أعلم ـ في الحزب المراد هنا هو الصلاة؛ لأنه قيدها ـ صلى الله عليه وسلم ـ بوقتٍ تقضى فيه.

وقد جاء بيان ذلك في بعض الروايات الأخرى «مَنْ نَامَ عَنْ حِزْبِه مَنَ اللَّيلِ، أو عَنْ شَيءٍ مِنْه» أي أو عن شيء مما جرت عادته أن يعمله وأن يقرأه وأن يصلي به في الليل كأن يكون مثلاً يصلي إحدى عشرة ركعة ونام ولم يتمكن إلا من صلاة ثلاث ركعات، فهذا نام عن شيءٍ من حزبه، «فَقَرَأَه ما بين صَلاةِ الفجرِ وصلاةِ الظهرِ» أي أتى به ما بين هاتين الصلاتين وهو الوقت الممتد بين طلوع الشمس وارتفاعها قيد رمح وبين زوالها، «كُتِبَ له كأنَّما قَرأَه مَنَ اللَّيلِ»  كتب له أي ثبت له من الأجر كأنما قرأه من الليل يعني كما لو صلاه في الليل.

هذا الحديث فيه مشروعية قضاء النوافل، وقضاء النوافل للعلماء فيه قولان:

-من أهل العلم من يثبت قضاء النافلة مطلقًا سواء كانت وترًا أو كانت من الرواتب أو كانت صلاة الضحى، فكل ما جرى عمل الإنسان عليه من النوافل إذا فاته قضاه لقوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: « فَقَرَأَه ما بين صَلاةِ الفجرِ وصلاةِ الظهرِ، كُتِبَ له كأنَّما قَرأَه مَنَ اللَّيلِ»، وهذا فيه دلالة على مشروعية القضاء للحزب الفائت من العبادة ولو كانت نافلة.

-ومن أهل العلم من يقول: إن القضاء إنما يكون فيما جاءت به السنة مما قضاه النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ من النوافل، وليس في كل نافلة، فالنوافل كالضحى مثلاً إذا فاتت تكون سنة فات محلها ولا تقضى، وأما ما جاء قضاؤه من النوافل كالرواتب وصلاة الليل فإنه يقضى.

والأقرب ـ والله تعالى أعلم ـ أنه يشرع قضاء كل نافلة؛ لأن المعنى في ذلك واحد مما جرى به عمل الإنسان وسنَّ له إدامته، كل ما سنَّ له إدامته من العمل وجرى عليه عمل الإنسان فإنه يقضى، أما ما كان يسن أن يأتي به أحيانًا ويتركه أحيانًا فهذا إذا فات يكون مما سنَّ تركه كصلاة الضحى مثلاً.

العبادة في الليل أفضل من النهار:

وقول النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ: «كُتِبَ له كأنَّما قَرأَه مَنَ اللَّيلِ» دليل على أن العبادة في الليل أفضل منها في غيره  وذلك أن الليل يواطأ فيه القلب اللسان, فيكون أعظم أجرًا وأوفر ثوابًا وجعلت الصلاة في النهار عدل الصلاة في الليل في حال الفوات، وأما في غير حال الفوات، فإن صلاة الليل أفضل.

كيف يفعل من فاته حزبه من الليل؟

وفيه من الفوائد: أن قضاء ما فاته من حزبه من الليل يكون ما بين صلاة الفجر إلى الظهر، فإذا امتد الفوات إلى ما بعد الظهر هل يقضيه بعد الظهر أو لا؟ إن كان على وجه الاختيار لا يقضيه بمعنى أنه يتمكن من القضاء في الضحى؛ لكنه تركه إلى ما بعد صلاة الظهر يقال له هنا: فاتك وقت القضاء؛ لأن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ حده بما بين صلاة الفجر إلى صلاة الظهر.

لكن لو أنه نسي ولم يذكره إلا بعد الظهر أو غلب بشغلٍ لا يتمكن من الانفكاك منه، ولم يتمكن من القضاء إلا بعد الظهر فالذي يظهر ـ والله تعالى أعلم ـ أنه يشرع القضاء؛ لعموم قول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: «مَن نام عن صلاةٍ أو نسِيها فلْيُصلِّها إذا ذكَرها»[صحيح مسلم(684) بلفظ قريب] فالتوقيت في حال الاختيار أنه إذا كان يمكنه أن يقضي ما فاته من صلاة الليل ما بين صلاة الفجر وصلاة الظهر, فإنه لا يفوته عن هذا الوقت.

أما إذا نسي أو غلب على هذا الوقت فإنه يقضيه ما بعد ذلك لعموم قول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: «مَن نام عن صلاةٍ أو نسِيها فلْيُصلِّها إذا ذكَرها» وأيضًا لكونه قد جاء في الوتر من حديث أبي سعيد أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: «مَنْ نَامَ عَنْ وِتْرِهِ أَوْ نَسِيَهُ فَلْيُصَلِّهِ إذَا ذَكَرَهُ»[مسند أحمد (11263)].

ينبغي للمؤمن أن يحرص على العمل الصالح: هذا كله إشارة إلى أنه ينبغي للمؤمن أن يحرص على العمل الصالح, وألا يفرط فيه وأنه ما فاته منه فإنه يستدركه، وهذا إشارة إلى أنه يدرك بعمله أعظم ما يدركه بنيته إذا أمكنه العمل، فإن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في حديث أبي الدرداء وحديث عائشة ـ رضي الله عنهما ـ أنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: «مَن أتى فراشَه وَهوَ ينوي أن يقومَ يصلِّي منَ اللَّيلِ ، فغلَبتهُ عيناهُ حتَّى أصبحَ كُتِبَ لَه ما نَوى وَكانَ نومُهُ صدقةً عليهِ من ربِّهِ» سنن النسائي(1787) هذا كتب له ما نوى أي من الأجر لكن يشرع له القضاء حتى يكون الأجر على أوفر ما يكون.

لكن لو أنه نام هل نقول: فاتك الخير؟ الجواب: كتب له ما نوى بنيته وكان نومه صدقة أي فضل وإحسان من الله عليه، ولكنه يندب له أن يقضيه حتى يتحقق له الثواب على نحوٍ يوافق فيه ما نواه العمل، والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

الاكثر مشاهدة

4. لبس الحذاء أثناء العمرة ( عدد المشاهدات93795 )
6. كيف تعرف نتيجة الاستخارة؟ ( عدد المشاهدات89655 )

التعليقات


×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف