مِنْ فَضْلِ اللهِ نَعْلَمُ أَنَّ عَقِيدَةَ السَّلَفِ هِيَ إِمْرَارُ صِفَاتِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَهَذَا وَاضِحٌ مِنْ كَثِيرٍ مِنَ النُّقُولاتِ عَنْهُمْ، وَلَكِنْ مَا الدَّلِيلُ عَلَى أَنَّهُمْ كَانُوا يُثْبِتُونَ المَعْنَى أَيْضًا وَيُفَوِّضُونَ الكَيْفِيَّةَ فَقَطْ؟ لِأَنَّ كَثِيْرًا مِمَّا نُقِلَ عَنِ السَّلَفِ يُوحِي أَنَّهُمْ كَانُوا يُفَوِّضُونَ المَعْنَى، وَهَذَا يَظْهَرُ مِنْ صِيَغِ كَلَامِهِمْ، كَقَوْلِهِمْ: "آمَنْتُ بِمَا جَاءَ عَنِ اللِه عَلَى مُرَادِ اللِه"، أَوْ كَقَولِهِمْ: "إِنَّ الَله اسْتَوَى عَلَى العَرْشِ كَمَا شَاءَ، وَيَقْرُبُ مِنْ خَلْقِهِ كَمَا شَاءَ، وَيَنْزِلُ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا كَمَا شَاءَ".. إِي نَعَمْ فِي أَلْفَاظِ كَلَامِهِمْ إِثْبَاتُ الصِّفَةِ، وِلَكِنَّي أَفْهَمُ أَنَّهُمْ يَتْرُكُونَ المَعْنَى لِلهِ عَزَّ وَجَلَّ.