بِسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ
لا أعلَمُ لهَذا التَّقسيمِ أصلًا مِنَ السُّنَّةِ أو مِنْ فِعْلِ الصَّحابَةِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُم، ولَعلَّهُم فَعلُوهُ تَخفيفًا عَلَى النَّاسِ لما ضَعُفَتِ الهِمَمُ أو يُمكِنُ أنْ يُعَدَّ أصلًا لَهُ فِيما ذَكَرَهُ الفُقَهاءُ الحَنابِلَةُ مِنْ كَراهيَةِ التطوُّعِ بَيْنَ التَّراويحِ، رَوَى الأثرمُ عَنْ أبي الدَّرداءِ: أنَّهُ أبْصَرَ قَوْمًا يُصَلُّونَ بَيْنَ التَّراويحِ، فقالَ: ما هذِهِ الصَّلاةُ؟ أتُصلِّي وإمامُكَ بَيْنَ يَديكَ؟ ليسَ مِنَّا مَنْ رَغِبَ عَنَّا، وأيضًا ما ذَكرَهُ الفُقَهاءُ مِنَ التَّعقيبِ وهُوَ التطوُّعُ بَعْدَ التَّراويحِ أو الوَتْر في جَماعَةٍ سَواءٌ طالَ الفَصْلُ أو قَصُرَ وقَبْلَها، وما ذَكرَهُ بَعْضُ فُقَهاءِ الشافِعيَّةِ مِنْ أنَّ التَّراويحَ سُمِّيَتْ بذَلِكَ؛ لأنَّهُم يَتروَّحونَ عَقِبَها أي: يَستريحُونَ مِنْ فِعْلِ الصَّلاةِ ويَطوفُونَ طَوافًا كامِلًا بَيْنَ تَرويحَتَيْنِ. ذَكرَهُ في حاشيَتَيْ قليُوبي وعَميرةَ، وكَذا ذَكرَهُ القاسِميُّ في أخبارِ مَكَّةَ (2/155) واللهُ أعلَمُ.
أخُوكُم/
خالِد بنُ عَبدِ اللهِ المُصلِح
17/09/1424هـ