عِنْدَنَا فِي المِنْطَقَةِ بَعْدَ الصَّلَاةِ عَلَى الجَنَازَةِ وَفِي أَثْنَاءِ الدَّفْنِ يَقْرَؤُونَ القُرآنَ (يس) فِي المَقْبَرَةِ، فَهَلْ يَجُوزُ القِرَاءَةُ، أَيْ: قِرَاءَةُ القُرآنِ فِي المَقْبَرَةِ؟
خزانة الأسئلة / الجنائز / قراءة سورة (يس) في المقبرة
عندنا في المنطقة بعد الصلاة على الجنازة وفي أثناء الدفن يقرؤون القرآن (يس) في المقبرة، فهل يجوز القراءة، أي: قراءة القرآن في المقبرة؟
السؤال
عِنْدَنَا فِي المِنْطَقَةِ بَعْدَ الصَّلَاةِ عَلَى الجَنَازَةِ وَفِي أَثْنَاءِ الدَّفْنِ يَقْرَؤُونَ القُرآنَ (يس) فِي المَقْبَرَةِ، فَهَلْ يَجُوزُ القِرَاءَةُ، أَيْ: قِرَاءَةُ القُرآنِ فِي المَقْبَرَةِ؟
عندنا في المنطقة بعد الصلاة على الجنازة وفي أثناء الدفن يقرؤون القرآن (يس) في المقبرة، فهل يجوز القراءة، أي: قراءة القرآن في المقبرة؟
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
قِرَاءَةُ سُورَةِ يس جَاءَ الأَمْرُ بِهِ فِي أَحَادِيثَ مُتَعَدِّدة أَشْهَرُهَا مَا رَوَاهُ أَبُو دَاودَ وَغَيرُهُ مِنْ حَدِيثِ مَعْقِلِ بنِ يَسَارٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قَالَ: «اقْرَؤُوا يس عَلَى مَوتَاكُمْ»[سنن أبي داود(3121)]، وفي رواية: «اقْرَؤُوهَا عِنْدَ مَوتَاكُمْ يَعْنِي يس»[سنن ابن ماجه(1448)]. وَهَذَا الحَدِيثُ ذَهَبَ جُمْهُورُ العُلَمَاءِ إِلَى تَضْعِيفِه؛ فَقَالَ الدَارَقُطْنِيُّ: هَذَا حَدِيثٌ ضَعِيفُ الإِسْنَادِ، مَجُهُولُ المتْنِ، وَلَا يَصِحُّ فِي البَابَ شَيءٌ، وَقَدِ اخْتَلَفَ العُلَمَاءُ فِي مَعْنَى قَولِهِ: «اقْرَؤُوا يس عَلَى مَوتَاكُمْ»، فَمِنْهُمْ مَنْ قَالَ: إِنَّ المَقْصُودَ بِالحَدِيثِ قِرَاءَتُهَا حَالَ الاحْتِضَارِ، وَمِنْهُمْ مَنْ قَالَ: إِنَّهَا تُقْرَأُ بَعْدَ المَوتِ. وَالمَعْنَى الأَوَّلُ هُوَ الأَقْرَبُ إِلَى الصَّوَابِ. قَالَ ابنُ حِبَّانَ فِي بَيَانِ مَعْنَى الحَدِيثِ: أَرَادَ بِهِ مَنْ حَضَرَتْهُ المَنِيَّةُ لَا أَنَّ المَيِّتَ يُقرَأُ عَلَيْهِ، وَهُوَ نَظِيرُ قَولِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا رَوَاهُ مُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ وَأَبِي هُرَيْرَةَ: «لَقِّنُوا مَوتَاكُمْ لَا إِلَهَ إلَّا اللهُ».[صحيح مسلم(916)] فَإِنَّ أَمْرَهُ بِالتَّلْقِينِ المُرَادُ بِهِ نَفْعُ المَيِّتِ بِتَذْكِيرِهِ "لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ" لِتَكُونَ هَذِهِ الكَلِمَةُ آخِرَ كَلامِهِ مِنَ الدُّنْيَا، فَيَحْصُلُ لَهُ فَضْلُ كَونِ آخِرَ كَلَامِهِ مِنَ الدُّنْيَا "لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ" الَّذِي قَالَ فِيهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ كَانَ آخِرُ كَلَامِهِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَجَبَتْ لَهُ الجَنَّةُ»[سنن أبي داود(3116 )] كَمَا فِي حَدِيثِ مُعَاذٍ عِنْدَ أَحْمَدَ وَغَيرِهِ؛ وَلِذَلِكَ اسْتَحَبَّ جُمْهُورُ العُلَمَاءِ قِرَاءَةَ سُورَةِ يس عِنْدَ المُحْتَضِرِ، وَذَهَبَ بَعْضُهُمْ إِلَى اسْتِحْبَابِ قِرَاءَةِ هَذِهِ السُّورَةِ عَلَى القَبْرِ، لِحَدِيثٍ ضَعِيفٍ رَوَاهُ أَنَسُ بنُ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «مَنْ دَخَلَ المَقَابِرَ فَقَرَأَ سُورَةَ يس خَفَّفَ اللهُ عَنْهُمْ، وَكَانَ لَهُ بِعَدَدِ مِنْ دُفِنَ فِيهَا حَسَنَاتٍ» فَلَعَلَّ مَا تَذْكُرُهُ مِنْ فِعْلِ بَعْضِ النَّاسِ عِنْدَكُمْ مُستنِدٌ إِلَى هَذَا؛ عَلَى أَنَّ الإِمَامَ مالِكًا قَدْ كَرِهَ قِرَاءَةَ (يس) عِنْدَ المُحَتَضِرِ وَعَلَى القُبُورِ؛ لِأَنَّهُ لَيْسَ مِنْ عَمَلِ السَّلَفِ، كَمَا هُوَ مَعْرُوفٌ فِي كُتُبِ المَالِكِيَّةِ.
فَالَّذِي يَتَرَجَّحُ لِي هُوَ مَا ذَهَبَ إِلَيْهِ الإِمَامُ مَالِكٌ رَحِمَهُ اللهُ؛ لِأَنَّهُ لَمْ يَصِحَّ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيءٌ مِنْ ذَلِكَ، وَلَمْ يَعْمَلْ بِهِ أَحَدٌ مِنَ الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ.
أخوكم/
خالد المصلح
09/10/1424هـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قِرَاءَةُ سُورَةِ يس جَاءَ الأَمْرُ بِهِ فِي أَحَادِيثَ مُتَعَدِّدة أَشْهَرُهَا مَا رَوَاهُ أَبُو دَاودَ وَغَيرُهُ مِنْ حَدِيثِ مَعْقِلِ بنِ يَسَارٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قَالَ: «اقْرَؤُوا يس عَلَى مَوتَاكُمْ»+++[سنن أبي داود(3121)]---، وفي رواية: «اقْرَؤُوهَا عِنْدَ مَوتَاكُمْ يَعْنِي يس»+++[سنن ابن ماجه(1448)]---. وَهَذَا الحَدِيثُ ذَهَبَ جُمْهُورُ العُلَمَاءِ إِلَى تَضْعِيفِه؛ فَقَالَ الدَارَقُطْنِيُّ: هَذَا حَدِيثٌ ضَعِيفُ الإِسْنَادِ، مَجُهُولُ المتْنِ، وَلَا يَصِحُّ فِي البَابَ شَيءٌ، وَقَدِ اخْتَلَفَ العُلَمَاءُ فِي مَعْنَى قَولِهِ: «اقْرَؤُوا يس عَلَى مَوتَاكُمْ»، فَمِنْهُمْ مَنْ قَالَ: إِنَّ المَقْصُودَ بِالحَدِيثِ قِرَاءَتُهَا حَالَ الاحْتِضَارِ، وَمِنْهُمْ مَنْ قَالَ: إِنَّهَا تُقْرَأُ بَعْدَ المَوتِ. وَالمَعْنَى الأَوَّلُ هُوَ الأَقْرَبُ إِلَى الصَّوَابِ. قَالَ ابنُ حِبَّانَ فِي بَيَانِ مَعْنَى الحَدِيثِ: أَرَادَ بِهِ مَنْ حَضَرَتْهُ المَنِيَّةُ لَا أَنَّ المَيِّتَ يُقرَأُ عَلَيْهِ، وَهُوَ نَظِيرُ قَولِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا رَوَاهُ مُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ وَأَبِي هُرَيْرَةَ: «لَقِّنُوا مَوتَاكُمْ لَا إِلَهَ إلَّا اللهُ».+++[صحيح مسلم(916)]--- فَإِنَّ أَمْرَهُ بِالتَّلْقِينِ المُرَادُ بِهِ نَفْعُ المَيِّتِ بِتَذْكِيرِهِ "لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ" لِتَكُونَ هَذِهِ الكَلِمَةُ آخِرَ كَلامِهِ مِنَ الدُّنْيَا، فَيَحْصُلُ لَهُ فَضْلُ كَونِ آخِرَ كَلَامِهِ مِنَ الدُّنْيَا "لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ" الَّذِي قَالَ فِيهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ كَانَ آخِرُ كَلَامِهِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَجَبَتْ لَهُ الجَنَّةُ»+++[سنن أبي داود(3116 )]--- كَمَا فِي حَدِيثِ مُعَاذٍ عِنْدَ أَحْمَدَ وَغَيرِهِ؛ وَلِذَلِكَ اسْتَحَبَّ جُمْهُورُ العُلَمَاءِ قِرَاءَةَ سُورَةِ يس عِنْدَ المُحْتَضِرِ، وَذَهَبَ بَعْضُهُمْ إِلَى اسْتِحْبَابِ قِرَاءَةِ هَذِهِ السُّورَةِ عَلَى القَبْرِ، لِحَدِيثٍ ضَعِيفٍ رَوَاهُ أَنَسُ بنُ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «مَنْ دَخَلَ المَقَابِرَ فَقَرَأَ سُورَةَ يس خَفَّفَ اللهُ عَنْهُمْ، وَكَانَ لَهُ بِعَدَدِ مِنْ دُفِنَ فِيهَا حَسَنَاتٍ» فَلَعَلَّ مَا تَذْكُرُهُ مِنْ فِعْلِ بَعْضِ النَّاسِ عِنْدَكُمْ مُستنِدٌ إِلَى هَذَا؛ عَلَى أَنَّ الإِمَامَ مالِكًا قَدْ كَرِهَ قِرَاءَةَ (يس) عِنْدَ المُحَتَضِرِ وَعَلَى القُبُورِ؛ لِأَنَّهُ لَيْسَ مِنْ عَمَلِ السَّلَفِ، كَمَا هُوَ مَعْرُوفٌ فِي كُتُبِ المَالِكِيَّةِ.
فَالَّذِي يَتَرَجَّحُ لِي هُوَ مَا ذَهَبَ إِلَيْهِ الإِمَامُ مَالِكٌ رَحِمَهُ اللهُ؛ لِأَنَّهُ لَمْ يَصِحَّ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيءٌ مِنْ ذَلِكَ، وَلَمْ يَعْمَلْ بِهِ أَحَدٌ مِنَ الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ.
أخوكم/
خالد المصلح
09/10/1424هـ