بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، الْحَمْدُ لِلَّهِ وَصَلَّى اللَّهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ.
أَمَّا بَعْدُ:
فَالْأَوْلَى لِكُلِّ مَنْ أَرَادَ بِرَّ أَمْوَاتِهِ وَإِيصَالَ الْخَيْرِ إلَيْهِمْ أَنْ يَجْتَهِدَ فِي الدُّعَاءِ لَهُمْ، فَإِنَّهُ خَيْرُ مَا يَصِلُهُمْ بَعْدَ مَوْتِهِمْ، فَإِنَّ فِيهِ نَفْعًا لَهُمْ وَنَفْعًا لِلْحَيِّ؛ لِأَنَّهُ يُؤْجَرُ عَلَى دُعَائِهِ، وَيُقَالُ: وَلَك بِمِثْلٍ. أَمَّا الْأَعْمَالُ غَيْرُ الدُّعَاءِ فَالْمُنْتَفِعُ بِأَجْرِهَا هُمْ مَنْ أُهْدِيَ إلَيْهِ الْعَمَلُ فَقَطْ، أَمَّا الْأُضْحِيَّةُ فَإِنَّهَا إنَّمَا تُشَرَعُ لِلْأَحْيَاءِ، أَمَّا الْأَمْوَاتُ فَإِنَّهُمْ يَدْخُلُونَ فِيهَا تَبَعًا لِلْأَحْيَاءِ، إلَّا إنْ كَانُوا قَدْ أَوْصَوْا بِأُضْحِيَةٍ وَتَرَكُوا مَالًا لِذَلِكَ فَيُنَفَّذُ مَا أَوْصَوْا بِهِ مِنْ ذَلِكَ الْمَالِ، وَاَللَّهُ أَعْلَمُ.