الْحَمْدُ لِلَّهِ، وَصَلَّى اللَّهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.
أَمَّا بَعْدُ:
فَالَّذِي يَجِبُ عَلَى الْمَرْأَةِ أَلَّا تَمْتَنِعَ مِنَ الْفِرَاشِ إذَا دَعَاهَا زَوْجُهَا وَلَيْسَ عَلَيْهَا فِي ذَلِكَ ضَرَرٌ؛ فَقَدْ جَاءَ فِي ذَلِكَ نُصُوصٌ كَثِيرَةٌ، تَحَذِّرُ وَتَنْهَى الْمَرْأَةَ عَنْ عَدَمِ إجَابَةِ الزَّوْجِ إذَا دَعَاهَا لِفِرَاشِهِ، وَمِنْهَا مَا رَوَاهُ مُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ: «وَاَلَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا مِنْ رَجُلٍ يَدْعُو امْرَأَتَهُ إلَى فِرَاشِهِ فَتَأْبَى عَلَيْهِ إلَّا كَانَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ سَاخِطًا عَلَيْهَا حَتَّى يَرْضَى عَنْهَا»أخرجه البخاري (3237)، ومسلم (1436) .
فَأَرَى أَنْ تُذَكِّرَ زَوْجَتَكَ بِذَلِكَ إذَا كَانَتْ لَا تَعْلَمُهُ، وَأَنْ تَطْلُبَ مِنْهَا بَيَانَ سَبَبِ ذَلِكَ لِمُحَاوَلَةِ الْوُصُولِ إلَى حَلٍّ، كَمَا أُوصِيكَ بِحُسْنِ الْعِشْرَةِ وَتَفَقُّدِ حَالِكَ مِنْ حَيْثُ إِزَالَةُ مَا قَدْ يَكُونُ سَبَبًا لِنُفُورِ الْمَرْأَةِ مِنْك، فَإِنْ وَصَلْتَ إِلَى طَرِيقٍ مَسْدُودٍ، فَإِنْ كُنْتَ قَادِرًا عَلَى الزَّوَاجِ مِنْ أُخْرَى فَأَخْبِرْهَا بِأَنَّ امْتِنَاعَهَا مِنْ إجَابَتِك سَيَحْمِلُك عَلَى إِعْفَافِ نَفْسِك بِنِكَاحِ أُخْرَى. أَصْلَحَ اللَّهُ أَحْوَالَكُمْ.