الْحَمْدُ لِلَّهِ، وَصَلَّى اللَّهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.
أَمَّا بَعْدُ:
فَالْمِعْيَارُ الَّذِي يُعْرَفُ بِهِ الزَّوْجُ الْمُنَاسِبُ مَا جَعَلَهُ النَّبِيُّ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ سَبَبًا لِلْقَبُولِ، وَهُوَ اسْتِقَامَةُ الدِّينِ وَالْخُلُقِ؛ فَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ـ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ : «إذَا خَطَبَ إلَيْكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَزَوِّجُوهُ، إِلَا تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ عَرِيضٌ»أخرجه الترمذي (1084)، وابن ماجه (1967) . فَالْوَاجِبُ اعْتِبَارُ مَا ذَكَرَهُ النَّبِيُّ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ مِنَ النَّظَرِ فِي دِينِ الْمُتَقَدِّمِ، وَدِينُهُ يَتَبَيَّنُ بِمُحَافَظَتِهِ عَلَى الْوَاجِبَاتِ وَاجْتِنَابِهِ لِلْمَنْهِيَّاتِ.
وَالنَّظَرُ فِي خُلُقِهِ مِنْ حَيْثُ مُعَامَلَتُهُ مَعَ الْخَلْقِ فِي بَذْلِ الْخَيْرِ لَهُمْ، وَكَفِّ الشَّرِّ عَنْهُمْ، وَمُعَاشَرَتِهِمْ بِالْحُسْنَى.
وَأُوصِيكُمْ بِالسُّؤَالِ عَنْهُ وَالتَّحَرِّي عَنْ حَالِهِ، وَعَدَمِ الِاكْتِفَاءِ بِالتَّزْكِيَةِ الْعَامَّةِ، أَوْ مِمَّنْ لَمْ تَطُلْ مُعَاشَرَتُهُ وَمُعَايَشَتُهُ لَهُ.