الْحَمْدُ لِلَّهِ، وَصَلَّى اللَّهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.
أَمَّا بَعْدُ:
فَلَا يَجُوزُ الْخَلْوَةُ بِخَطِيبَتِك وَلَا مَسُّهَا حَتَّى تَعْقِدَ عَلَيْهَا؛ لِأَنَّهَا أَجْنَبِيَّةٌ مِنْك، فَأُوصِيك بِتَقْوَى اللَّهِ وَالْبُعْدِ عَنْ ذَلِكَ؛ لِئَلَّا تَقَعَ فِيمَا وَقَعْتَ فِيهِ مِنْ تَقْبِيلٍ، وَعَلَيْك بِكَثْرَةِ الصَّلَاةِ فِي اللَّيْلِ؛ فَقَدْ جَاءَ رَجُلٌ إلَى النَّبِيِّ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إنِّي عَالَجْتُ امْرَأَةً فِي أَقْصَى الْمَدِينَةِ، وَفِي رِوَايَةٍ: قَبَّلْتُهَا، وَإِنِّي أَصَبْتُ مِنْهَا مَا دُونَ أَنْ أَمَسَّهَا، فَأَنَا هَذَا، فَاقْضِ فِي مَا شِئْتَ.
فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: لَقَدْ سَتَرَكَ اللَّهُ لَوْ سَتَرْتَ نَفْسَكَ.
قَالَ: فَلَمْ يَرُدَّ النَّبِيُّ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ شَيْئًا، فَقَامَ الرَّجُلُ فَانْطَلَقَ، فَأَتْبَعَهُ النَّبِيُّ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ رَجُلًا دَعَاهُ وَتَلَا عَلَيْهِ هَذِهِ الْآيَةَ: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ} +++[هُودٍ:114]---.
فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذِهِ لَهُ خَاصَّةٌ؟ قَالَ: «بَلْ لِلنَّاسِ كَافَّةً».+++أخرجه البخاري (526)، ومسلم (2763)--- رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ـ وَاللَّفْظُ لِمُسْلِمٍ.
أَمَّا إذَا عَقَدْتَ عَلَيْهَا فَهِيَ زَوْجَتُك، فَلَك تَقْبِيلُهَا وَالِاسْتِمْتَاعُ بِهَا، وَلَوْ قَبْلَ إعْلَانِ الدُّخُولِ، وَاَللَّهُ الْمُوَفِّقُ.