أَنَا شَابٌّ مُتَزَوِّجٌ وَلِي ثَلَاثَةُ أَطْفَالٍ، وَأُقِيمُ مَعَ أَبِي وَأُمِّي فِي بَيتٍ وَاحِدٍ يَقَعُ فِي مَكَانٍ بِجَانِبِ الطَّرِيقِ، وَكُلُّ النَّاسِ يَمْشُونَ فِي هَذَا الطَّرِيقِ، وَلِذَا حَذَّرْتُ زَوجَتِي بِأَلَّا تُطِلَّ مِنَ النَّافِذَةِ، أَوْ تَصْعَدَ فَوقَ البَيتِ كَي نَتَجَنَّبَ كَلَامَ النَّاسِ السَّيِّئَ، وَلِلْعِلْمِ إِنِّي أَثِقُ فِي زَوجَتِي كَثِيرًا، فَإِذَا بِهَا ذَاتَ مَرَّةٍ صَعَدَتْ فَوقَ سَطْحِ البَيتِ كَي تَضَعَ المَلَابِسَ تَجِفُّ، فَجَاءَ سَائِرٌ فِي الطَّرِيقِ فَرَآهَا فَوقَ المَنْزِلِ فَبَقِيَ يَنْظُرُ إِلَيهَا، فَجَرَتْ وَنَزَلَتْ إِلَى البَيتِ، وَلَمْ تُخْبِرْنِي بِمَا حَصَلْ. وَبَعْدَ مُدَّةٍ سَمِعْتُ بِالأَمْرِ فَوَبَّخْتُ زَوجَتِي؛ لِأَنَّهَا أَخْفَتْ عَلَيَّ الأَمْرَ، فَقُلْتُ لَهَا: هَذِهِ أَوَّلُ وَآخِرُ مَرَّةٍ تَصْعَدِينَ فَوقَ المَنْزِلِ فَأنَّبَتْنِي وَثَارَتْ فِي وَجْهِي، وَقَالَتْ: إِنَّهَا عَلَى صَوَابٍ فَغَضِبْتُ كَثِيرًا وَقُلْتُ لَهَا: إِذَا رَأَيتُكِ مَرَةً أُخْرَى فَوقَ المَنْزِلِ أَوْ رَأَيتُكَ مِنَ النَّافِذَةِ فَأَنْتِ طَالِقٌ، أَنْتِ طَالِقٌ، أَنْتِ طَالِقٌ، مَعَ العِلْمِ بِأَنَّهَا مُطِيعَةٌ، وَأَنَا أَثِقُ فِيهَا، وَإِنَّهُ لَا يُوجَدُ مَكَانٌ نَضَعُ فِيهِ المَلَابِسَ تَجِفُّ عِنْدَ غَسْلِهَا، وَمِنَ المُسْتَحِيلَاتِ أَنَّها لَنْ تَصْعَدَ إِلَى السَّطْحِ، أَوْ تُطْلَّ مِنَ النَّافِذَةِ؛ لِأَنَّهُ بَيْتُهَا وَالحَيَاةُ لَيْسَتْ أُسْبُوعًا أَوْ شَهْرًا حَتَّى تَتَجَنَّبَ مَا مَنَعْتُهَا مِنْهُ. وَلِذَا شَيْخَنَا الفَاضِل إِنِّي أَتَوَسَّلُ إِلَيكَ مَاذَا أَفْعَلُ؟ وَمَا حُكْمُ مَا إِذَا فعَلَتْ مَا مَنَعْتُهَا مِنْهُ؟ وَجَزَاكَ اللهُ خَيرًا.