الحَمدُ لِلَّهِ، وصَلَّى اللهُ وسَلَّمَ وبارَكَ عَلَى رَسُولِ اللهِ، وعَلَى آلِهِ وصَحبِهِ.
أمَّا بَعْدُ:
فأعانَكِ اللهُ وسدَّدَكِ ويَسَّرَ لَكِ الخَيْرَ حَيثُ كُنتِ.
أمَّا بِرُّ والِدَتِكِ بَعْدَ مَوْتِها فأعظَمُهُ الدُّعاءُ لها بالمَغفِرَةِ والرَّحمَةِ؛ لِما رَواهُ مُسلِمٌ مِنْ حَديثِ أبي هُرَيرَةَ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ -: «إِذَا مَاتَ ابْنُ آدَمَ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثٍ: صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ» فهَذا خَيْرُ ما تُوصلِيهِ لها وتَبَرِّيها بِهِ بَعْدَ مَوْتِها.
كمَا أنَّ مِنْ أبرِّ البِرِّ بالوالِدينِ صِلَةَ أهلِ وُدِّهِم ومَحبَّتِهِم بَعْدَ مَوْتِهِم؛ لِما رَوَى أحمدُ ومُسلِمٌ وغَيرُهُما مِنْ حَديثِ ابنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُما قالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- يَقولُ: «إِنَّ مِنْ أَبَرِّ الْبِرِّ صِلَةَ الرَّجُلِ أَهْلَ وُدِّ أَبِيهِ». وفي رِوايَةِ مُسلِمٍ: «إِنَّ مِنْ أَبَرِّ الْبِرِّ أَنْ يَصِلَ الرَّجُلُ أَهْلَ وُدِّ أَبِيهِ بَعْدَ أَنْ يُوَلِّيَ».
فاجتَهِدي في صِلَةِ كُلِّ الَّذينَ تُحِبُّهُم أُمُّكِ مِنَ الأقارِبِ وغَيْرِهِم، وأولاهُمْ بذَلِكَ إخوَتُكِ، وكَذلِكَ جَدَّتُكِ، وأمَّا كَيفيَّةُ الصِّلَةِ فبِكُلِّ ما تَستَطيعينَ مِنْ إحسانٍ مادِّيٍّ أو مَعنَويٍّ، بالزِّيارَةِ أو المُهاتَفَةِ أو المُراسَلَةِ أو غَيْرِ ذَلِكَ مِنْ وَسائِلِ الاتِّصالِ والإحسانِ. واللهُ أعلَمُ.
أخوكم/
خالد المصلح
18/09/1424هـ