الحَمْدُ للهِ، وَصَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ وَبارَكَ عَلَى رَسُولِ اللهِ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ.
أَمَّا بَعْدُ:
فَعَلَيْهَا تَجْتَهِدَ في نُصْحِهِ وَإِيقاظِهِ لِلصَّلاةِ، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَلا شَيْءَ عَلَيْهَا، وَعَلَيْها أَنْ تَنْصَحَهُ بِأَخْذِ الأَسْبابِ لِلاسْتِيقاظِ؛ مِنَ النُّومِ المبَكِّرِ، وَالعَزْمِ عَلَى القِيامِ لِلصَّلاةِ، وَمَعْرِفَةِ فَضِيلَةِ المحافَظَةِ عَلَى صَلاةِ الجَماعَةِ، وَما رُتِّبَ عَلَى ذَلِكَ مِنَ الأُجُورِ.
أَمَّا ثَورانُ شَهْوَتِهِ وَحاجَتُهُ إِلَى قَضاءِ وَطَرِهِ وَقْتَ الصَّلاةِ فَهُوَ مِنَ الأَعْذارِ الَّتي تُبِيحُ لَهُ التَّخَلُّفَ عَنْ صَلاةِ الجَماعَةِ؛ لِقَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيما رَواهُ مُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ عائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْها: «لا صَلاةَ بِحَضْرَةِ طَعامٍ وَلا وَهُوَ يُدافِعُهُ الأَخْبَثانِ» وَهَذا الَّذِي تَذْكُرِينَ في مَعْنَى ما ذَكَرَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لاشْتِغالِ القَلْبِ وَعَدَمِ فَراغِهِ؛ فَإِنَّ نَهْيَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الإِنْسانَ عَنِ الصَّلاةِ في هَذَيْنِ الحالَيْنِ لما فِيهِما مِنَ اشْتِغالِ القَلْبِ عَنِ الإِقْبالِ عَلَى الصَّلاةِ، وَلما قَدْ يُفْضِيانِ إِلَيْهِ مِنَ العَجَلَةِ عَنِ الإِكْمالِ الَّذِي قَدْ يُخِلُّ بِالصَّلاةِ، وَقالَ أَبُو الدَّرْداءِ: «إِنَّ مِنْ فِقْهِ الرَّجُلِ أَنْ يَبْدَأَ بِحاجَتِهِ فَيَقْضِيَها ثُمَّ يُقْبِلَ عَلَى صَلاتِهِ وَقَلْبُهُ فارِغٌ».
أخوكم/
خالد بن عبد الله المصلح
11/11/1424هـ