ما حُكْمُ الصَّلاةِ في المساجِدِ الَّتي بِها قُبُورٌ؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الأعضاء الكرام ! اكتمل اليوم نصاب استقبال الفتاوى.
وغدا إن شاء الله تعالى في تمام السادسة صباحا يتم استقبال الفتاوى الجديدة.
ويمكنكم البحث في قسم الفتوى عما تريد الجواب عنه أو الاتصال المباشر
على الشيخ أ.د خالد المصلح على هذا الرقم 00966505147004
من الساعة العاشرة صباحا إلى الواحدة ظهرا
بارك الله فيكم
إدارة موقع أ.د خالد المصلح
خزانة الأسئلة / صلاة / حكم الصلاة في المساجد التي بها قبور
ما حكم الصلاة في المساجد التي بها قبور؟
السؤال
ما حُكْمُ الصَّلاةِ في المساجِدِ الَّتي بِها قُبُورٌ؟
ما حكم الصلاة في المساجد التي بها قبور؟
الجواب
الحَمْدُ للهِ، وَصَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ وَبارَكَ عَلَى رَسُولِ اللهِ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ.
أَمَّا بَعْدُ:
فَإِجابَةً عَلَى سُؤالِكَ نَقُولُ وَبِاللهِ تَعالَى التَّوْفِيقُ: حَكَى غَيْرُ واحِدٍ مِنْ أَهْلِ العِلْمِ الاتِّفاقَ عَلَى أَنَّهُ لا يُبْنَى المسْجِدُ عَلَى قَبْرٍ لما جاءَ مِنَ النُّصُوصِ الكَثِيرَةِ في النَّهْيِ عَنْ ذَلِكَ مِنْها ما رَواهُ مُسْلِمٌ([1]) مِنْ حَدِيثِ جُنْدُبِ بْنِ عَبْدِ اللهِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قالَ: «إِنَّ مَنْ كانَ قَبْلَكُمْ كانُوا يَتَّخِذُونَ قُبُورَ أَنْبِيائِهِمْ وَصالِحِيهِمْ مَساجِدَ، أَلا فَلا تَتَّخِذُوا القُبُورَ مَساجِدَ، إِنِّي أَنْهاكُمْ عَنْ ذَلِكَ». وَقَدْ لَعَنَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنِ اتَّخَذُوا قُبُورَ الأَنْبِياءِ مَساجِدَ؛ فَفِي "الصَّحِيحَيْنِ"([2]) وَغَيْرِهِما مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُما أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قالَ: «لَعْنَةُ اللهِ عَلَى اليَهُودِ وَالنَّصارَىَ اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيائِهِمْ مَساجِدَ، يُحَذِّرُ ما صَنَعُوا». وَكَذَلِكَ جاءَ اللَّعْنُ في حَدِيثِ عائِشَةَ في "الصَّحِيحَيْنِ"([3])، فَإِنْ كانَ المسْجِدُ قَدْ بُنِيَ عَلَى قَبْرِ فَالواجِبُ هَدْمُ المسْجِدِ.
أَمَّا إِنْ كانَ المسْجِدُ قَدْ بُنِيَ قَبْلًا ثُمَّ أُدْخِلَ فِيهِ القَبْرُ، فالواجِبُ نَبْشُ القَبْرِ وَدَفْنُ الميِّتِ في مَقابِرِ المسْلِمِينَ. أَمَّا حُكْمُ الصَّلاةِ في المساجِدِ المبْنِيَّةِ عَلَى القُبُورِ فَهُوَ مَنْهِيُّ عَنْهُ؛ إِمَّا نَهْيَ تَحْرِيمٍ أَوْ نَهْيَ كَراهَةٍ عِنْدَ أَهْلِ العِلْمِ، وَالَّذِي يَتَرَجَّحُ أَنَّ النَّهْيَ لِلتَّحْرِيمِ فِيما إِذا كانَ المسْجِدِ مَبْنِيًّا عَلَى القُبُورِ، أَمَّا إِذا كانَ القَبْرُ حادِثًا في المسْجِدِ فَإِنَّ الصَّلاةَ فِيهِ صَحِيحَةٌ وَالواجِبُ إِخْراجُ القَبْرِ مِنْهُ بِنَبْشِهِ، فَإِنْ كانَتْ المدَّةُ طَويلَةً يَغْلِبُ عَلَى الظَّنِّ أَنَّ الأَرْضَ أَكَلَتْهُ فَإِنَّهُ يَكْفِي تَغْييرُ صُورَتِهِ بِإزالَةِ صُورَةِ القَبْرِ وَتَسْوِيَتِهِ بِالأَرْضِ. وَاللهُ أَعْلَمُ.
أخوكم/
خالد المصلح
10/03/1425هـ
-
([1]) "صَحِيحُ مُسْلِمٍ" (532).
([2]) صَحِيحُ البُخارِيِّ" (436)، وَمُسْلِمٍ (531) .
([3]) البُخارِيُّ (1330) وَمُسْلِمٌ (529).
الحَمْدُ للهِ، وَصَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ وَبارَكَ عَلَى رَسُولِ اللهِ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ.
أَمَّا بَعْدُ:
فَإِجابَةً عَلَى سُؤالِكَ نَقُولُ وَبِاللهِ تَعالَى التَّوْفِيقُ: حَكَى غَيْرُ واحِدٍ مِنْ أَهْلِ العِلْمِ الاتِّفاقَ عَلَى أَنَّهُ لا يُبْنَى المسْجِدُ عَلَى قَبْرٍ لما جاءَ مِنَ النُّصُوصِ الكَثِيرَةِ في النَّهْيِ عَنْ ذَلِكَ مِنْها ما رَواهُ مُسْلِمٌ([1]) مِنْ حَدِيثِ جُنْدُبِ بْنِ عَبْدِ اللهِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قالَ: «إِنَّ مَنْ كانَ قَبْلَكُمْ كانُوا يَتَّخِذُونَ قُبُورَ أَنْبِيائِهِمْ وَصالِحِيهِمْ مَساجِدَ، أَلا فَلا تَتَّخِذُوا القُبُورَ مَساجِدَ، إِنِّي أَنْهاكُمْ عَنْ ذَلِكَ». وَقَدْ لَعَنَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنِ اتَّخَذُوا قُبُورَ الأَنْبِياءِ مَساجِدَ؛ فَفِي "الصَّحِيحَيْنِ"([2]) وَغَيْرِهِما مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُما أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قالَ: «لَعْنَةُ اللهِ عَلَى اليَهُودِ وَالنَّصارَىَ اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيائِهِمْ مَساجِدَ، يُحَذِّرُ ما صَنَعُوا». وَكَذَلِكَ جاءَ اللَّعْنُ في حَدِيثِ عائِشَةَ في "الصَّحِيحَيْنِ"([3])، فَإِنْ كانَ المسْجِدُ قَدْ بُنِيَ عَلَى قَبْرِ فَالواجِبُ هَدْمُ المسْجِدِ.
أَمَّا إِنْ كانَ المسْجِدُ قَدْ بُنِيَ قَبْلًا ثُمَّ أُدْخِلَ فِيهِ القَبْرُ، فالواجِبُ نَبْشُ القَبْرِ وَدَفْنُ الميِّتِ في مَقابِرِ المسْلِمِينَ. أَمَّا حُكْمُ الصَّلاةِ في المساجِدِ المبْنِيَّةِ عَلَى القُبُورِ فَهُوَ مَنْهِيُّ عَنْهُ؛ إِمَّا نَهْيَ تَحْرِيمٍ أَوْ نَهْيَ كَراهَةٍ عِنْدَ أَهْلِ العِلْمِ، وَالَّذِي يَتَرَجَّحُ أَنَّ النَّهْيَ لِلتَّحْرِيمِ فِيما إِذا كانَ المسْجِدِ مَبْنِيًّا عَلَى القُبُورِ، أَمَّا إِذا كانَ القَبْرُ حادِثًا في المسْجِدِ فَإِنَّ الصَّلاةَ فِيهِ صَحِيحَةٌ وَالواجِبُ إِخْراجُ القَبْرِ مِنْهُ بِنَبْشِهِ، فَإِنْ كانَتْ المدَّةُ طَويلَةً يَغْلِبُ عَلَى الظَّنِّ أَنَّ الأَرْضَ أَكَلَتْهُ فَإِنَّهُ يَكْفِي تَغْييرُ صُورَتِهِ بِإزالَةِ صُورَةِ القَبْرِ وَتَسْوِيَتِهِ بِالأَرْضِ. وَاللهُ أَعْلَمُ.
أخوكم/
خالد المصلح
10/03/1425هـ
-------
([1]) "صَحِيحُ مُسْلِمٍ" (532).
([2]) صَحِيحُ البُخارِيِّ" (436)، وَمُسْلِمٍ (531) .
([3]) البُخارِيُّ (1330) وَمُسْلِمٌ (529).