هَلْ لِلمُفَرِّطِ في أَداءِ الصَّلَواتِ مِنْ تَوْبَةٍ؟ وَماذا عَلَيْهِ؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الأعضاء الكرام ! اكتمل اليوم نصاب استقبال الفتاوى.
وغدا إن شاء الله تعالى في تمام السادسة صباحا يتم استقبال الفتاوى الجديدة.
ويمكنكم البحث في قسم الفتوى عما تريد الجواب عنه أو الاتصال المباشر
على الشيخ أ.د خالد المصلح على هذا الرقم 00966505147004
من الساعة العاشرة صباحا إلى الواحدة ظهرا
بارك الله فيكم
إدارة موقع أ.د خالد المصلح
خزانة الأسئلة / صلاة / هل للمفَرط في أداء الصلوات من توبة؟
هل للمفَرِّط في أداء الصلوات من توبة؟ وماذا عليه؟
السؤال
هَلْ لِلمُفَرِّطِ في أَداءِ الصَّلَواتِ مِنْ تَوْبَةٍ؟ وَماذا عَلَيْهِ؟
هل للمفَرِّط في أداء الصلوات من توبة؟ وماذا عليه؟
الجواب
الحَمْدُ للهِ، وَصَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ وَبارَكَ عَلَى رَسُولِ اللهِ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ.
أَمَّا بَعْدُ:
فَإِجابَةً عَلَى سُؤالِكَ نَقُولُ وَبِاللهِ تَعالَى التَّوْفِيقُ:
قالَ اللهُ تَعالَى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [الزمر:53] وَهَذا يَنْتَظِمُ كُلَّ ذَنْبٍ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ دُونَ الشِّرْكِ فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُهُ إِلَّا التَّوْبَةُ مِنْهُ؛ قالَ اللهُ تَعالَى: {إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} [النساء: 48] فَتُبْ إِلَى اللهِ تَعالَى، وَارْجُ رَحْمَتَهُ وَعَفْوَهُ، وَأَكْثِرْ مِنَ الأَعْمالِ الصَّالِحَةِ لاسِيَّما صَلاةُ النَّافِلَةِ فَقَدْ أَخْرَجَ النَّسائِيُّ (467) مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قالَ: «أَوَّلُ ما يُحاسَبُ بِهِ العَبْدُ صَلاتُهُ، فَإِنَّ كانَ أَكْمَلَها، وَإِلَّا قالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: انْظُروا هَلْ لِعَبْدِي مِنْ تَطوُّعٍ؟ فَإِنَّ وُجِدَ لَهُ تَطَوُّعٌ قالَ: أَكْمِلُوا بِهِ الفَرِيضَةَ»، وَهُوَ عِنْدَ التِّرْمِذِيِّ وَأَبِي دَاوُدَ، وَرواهُ أَيْضًا عَنْ تَمِيمِ الدَّارِيِّ بِإِسْنادٍ صَحِيحٍ، كَما قالَ النَّوَوِيُّ في المجْمُوعِ شَرْحِ المهَذَّبُ (3/594): "وَهَذا الإِكْمالُ في قَوْلِهِ: «أَكْمِلُوا بِهِ الفَرِيضَةَ» يَتَناوَلُ ما نَقَصَ مُطْلَقًا". وَأَمَّا قَضاءُ تِلْكَ الصَّلَواتِ فَإِنَّهُ لا يَجِبُ عَلَى مَنْ تَرَكَها وَلا يَنْفَعُهُ قَضاؤُها وَلَوْ صَلَّاها أَلْفَ مَرَّةٍ، فَاللهُ تَعالَى قَدْ جَعَلَ الصَّلاةَ عَلَى أَهْلِ الِإيمانِ في أَوْقاتٍ مُعَيَّنَةٍ لا يَجُوزُ تَأْخِيرُها عَنْها مِنْ غَيْرِ عُذْرٍ، كَما لا يَجُوزُ تَقْدِيمُها عَلَيْها قالَ اللهُ تَعالَى: {إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا} [النِّساءُ: 103] وَبِهَذا قالَ ابْنُ حَزْمٍ وَاخْتارَهُ شَيْخُ الإِسْلامِ ابْنُ تَيْمِيَةَ، وَهُوَ أَظْهَرُ حُجَّةً وَأَقْوَى دَلِيلًا مِنَ القَوْلِ بِالقَضاءِ.
أخوكم/
خالد المصلح
26/10/1424هـ
الحَمْدُ للهِ، وَصَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ وَبارَكَ عَلَى رَسُولِ اللهِ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ.
أَمَّا بَعْدُ:
فَإِجابَةً عَلَى سُؤالِكَ نَقُولُ وَبِاللهِ تَعالَى التَّوْفِيقُ:
قالَ اللهُ تَعالَى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [الزمر:53] وَهَذا يَنْتَظِمُ كُلَّ ذَنْبٍ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ دُونَ الشِّرْكِ فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُهُ إِلَّا التَّوْبَةُ مِنْهُ؛ قالَ اللهُ تَعالَى: {إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} [النساء: 48] فَتُبْ إِلَى اللهِ تَعالَى، وَارْجُ رَحْمَتَهُ وَعَفْوَهُ، وَأَكْثِرْ مِنَ الأَعْمالِ الصَّالِحَةِ لاسِيَّما صَلاةُ النَّافِلَةِ فَقَدْ أَخْرَجَ النَّسائِيُّ (467) مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قالَ: «أَوَّلُ ما يُحاسَبُ بِهِ العَبْدُ صَلاتُهُ، فَإِنَّ كانَ أَكْمَلَها، وَإِلَّا قالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: انْظُروا هَلْ لِعَبْدِي مِنْ تَطوُّعٍ؟ فَإِنَّ وُجِدَ لَهُ تَطَوُّعٌ قالَ: أَكْمِلُوا بِهِ الفَرِيضَةَ»، وَهُوَ عِنْدَ التِّرْمِذِيِّ وَأَبِي دَاوُدَ، وَرواهُ أَيْضًا عَنْ تَمِيمِ الدَّارِيِّ بِإِسْنادٍ صَحِيحٍ، كَما قالَ النَّوَوِيُّ في المجْمُوعِ شَرْحِ المهَذَّبُ (3/594): "وَهَذا الإِكْمالُ في قَوْلِهِ: «أَكْمِلُوا بِهِ الفَرِيضَةَ» يَتَناوَلُ ما نَقَصَ مُطْلَقًا". وَأَمَّا قَضاءُ تِلْكَ الصَّلَواتِ فَإِنَّهُ لا يَجِبُ عَلَى مَنْ تَرَكَها وَلا يَنْفَعُهُ قَضاؤُها وَلَوْ صَلَّاها أَلْفَ مَرَّةٍ، فَاللهُ تَعالَى قَدْ جَعَلَ الصَّلاةَ عَلَى أَهْلِ الِإيمانِ في أَوْقاتٍ مُعَيَّنَةٍ لا يَجُوزُ تَأْخِيرُها عَنْها مِنْ غَيْرِ عُذْرٍ، كَما لا يَجُوزُ تَقْدِيمُها عَلَيْها قالَ اللهُ تَعالَى: {إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا} [النِّساءُ: 103] وَبِهَذا قالَ ابْنُ حَزْمٍ وَاخْتارَهُ شَيْخُ الإِسْلامِ ابْنُ تَيْمِيَةَ، وَهُوَ أَظْهَرُ حُجَّةً وَأَقْوَى دَلِيلًا مِنَ القَوْلِ بِالقَضاءِ.
أخوكم/
خالد المصلح
26/10/1424هـ