قَالَ أَحَدُهُمْ وَهُوَ يَتَحَدَّثُ عَنْ أَمْرٍ قَدَ يَحْدُثُ وَهُوَ لا يُحِبُّهُ: (إِنْ حَدَثَ لَا قَدَّرَ اللهُ فَسَوْفَ...)، فَهَلْ فِي قَوْلِهِ ذَلِكَ مُخَالَفَةٌ شَرْعِيَّةٌ؟
خزانة الأسئلة / عقيدة / حكم قولنا: لا قدَّر الله
قال أحدهم وهو يتحدث عن أمر قد يحدث وهو لا يحبه: (إن حدث لا قَدَّرَ الله فسوف...)، فهل في قوله ذلك مخالفة شرعية؟
السؤال
قَالَ أَحَدُهُمْ وَهُوَ يَتَحَدَّثُ عَنْ أَمْرٍ قَدَ يَحْدُثُ وَهُوَ لا يُحِبُّهُ: (إِنْ حَدَثَ لَا قَدَّرَ اللهُ فَسَوْفَ...)، فَهَلْ فِي قَوْلِهِ ذَلِكَ مُخَالَفَةٌ شَرْعِيَّةٌ؟
قال أحدهم وهو يتحدث عن أمر قد يحدث وهو لا يحبه: (إن حدث لا قَدَّرَ الله فسوف...)، فهل في قوله ذلك مخالفة شرعية؟
الجواب
الحَمْدُ لِلهِ، وَصَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَى رَسُولِ اللهِ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ.
أَمَّا بَعْدُ:
فَإِجَابَةً عَنْ سُؤَالِكَ نَقُولُ وَبِاللهِ تَعَالَى التَّوفِيقُ:
لَمْ أَقِفْ عَلَى هَذَا الدُّعَاءِ فِيْمَا اطَّلَعْتُ عَلَيْهِ مِنْ كُتُبِ السُّنَّةِ، وَلَا فِي المَأْثُورِ عَنْ سَلَفِ الأُمَّةِ وَأَئِمَّتِهَا، وَالَّذِي يَظْهَرُ لِي أَنَّ الدَّاعِيَ بِذَلِكَ يَسْأَلُ اللهَ تَعَالَى ألَّا يَفْعَلَ بِهِ مَا يَكْرَهُ فِي مُسْتَقْبَلِ الأَمْرِ، وَمِثْلُ هَذَا المَعْنَى جَاءَ فِي الأَدْعِيَةِ الوَارِدَةِ فِي كِتَابِ اللهِ تَعَالَى وَفِي السُّنَّةِ، وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُ اللهِ تَعَالَى: {رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ} [آل عمران: 194]، وَقوْلُ إِبْرَاهِيمَ فِي دُعَائِهِ: {وَلا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ} [الشعراء: 87] ، وَمَا جَاءَ فِي آخِرِ سُوْرَةِ البَقَرَةِ: {رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا} [البقرة: 286] ، وَمِنْ ذَلِكَ دُعَاءُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا صَلَّى عَلَى الجَنَازَةِ: «اللَّهُمَّ لَا تَحْرِمْنَا أَجْرَهُ وَلَا تُضِلَّنَا بَعْدَهُ»[أخرجه أبوداود في سننه(3203)]، وَهُوَ عِنْدَ التِّرْمِذِيِّ وَغَيْرِهِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، وَذَلِكَ كَثِيرٌ فِي الكِتَابِ وَالسُّنَّةِ، فَهَذَا لَا بَأْسَ بِهِ، وَهُوَ مِنَ المَعَانِي المَشْرُوعَةِ فِي الدُّعَاءِ.
لَكِنَّ الدُّعَاءَ بِهَذَا اللفْظِ (لَا قَدَّرَ اللهُ) يُفَاِرقُ مَا ذَكَرْنَا مِنْ جِهَةِ أَنَّهُ سُؤَالُ اللهِ ألَّا يَكُونَ فَعَلَ لَا ألَّا يَفْعَلَ، وَبَيْنَهُمَا فَرْقٌ، فَسُؤَالُ اللهِ ألَّا يَكُونَ فَعَلَ لَا أَحْفَظُ لُهُ شَاهِدًا، وَلَا أَعْلَمُ أَنَّهُ وَرَدَ مَعَ البَحْثِ وَالطَّلَبِ، كَمَا أَنَّ السُّؤَالَ بِهَذا المَعْنَى مِمَّا دَلَّتِ السُّنَّةُ عَلَى عَدَمِ مَشْرُوعِيَّتِهِ؛ لِعَدَمِ فَائِدَتِهِ، فَإِنَّ أُمَّ حَبِيْبَةَ لمَّا قَالَتْ: اللهُمَّ أَمْتِعْنِي بِزَوجِي رَسُولِ اللهِ، وَبِأَبِي أَبِي سُفْيَانَ، وَبِأَخِي مُعَاوِيَةَ، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «قَدْ سَأَلْتِ اللَّهَ لِآجَالٍ مَضْرُوبَةٍ، وَأَيَّامٍ مَعْدُودَةٍ، وَأَرْزَاقٍ مَقْسُومَةٍ، لَنْ يُعَجِّلَ اللَّهُ شَيْئًا قَبْلَ حِلِّهِ، أَوْ يُؤَخِّرَ شَيْئًا عَنْ حِلِّهِ». وَالحَدِيْثُ عِنْدَ مُسْلِمٍ (2663)
فَالَّذِي يَظْهَرُ أَنَّهُ يَنْبَغِي تَرْكُ الدُّعَاءِ بِهَذِهِ الصِّيغَةِ، وَسُؤَالُ اللهِ دَفْعَ الضَّرَرِ وَالمَكْرُوهِ المُعَيَّنِ، وَاللهُ تَعَالَى أَعْلَمُ.
أخوكم/
خالد المصلح
الحَمْدُ لِلهِ، وَصَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَى رَسُولِ اللهِ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ.
أَمَّا بَعْدُ:
فَإِجَابَةً عَنْ سُؤَالِكَ نَقُولُ وَبِاللهِ تَعَالَى التَّوفِيقُ:
لَمْ أَقِفْ عَلَى هَذَا الدُّعَاءِ فِيْمَا اطَّلَعْتُ عَلَيْهِ مِنْ كُتُبِ السُّنَّةِ، وَلَا فِي المَأْثُورِ عَنْ سَلَفِ الأُمَّةِ وَأَئِمَّتِهَا، وَالَّذِي يَظْهَرُ لِي أَنَّ الدَّاعِيَ بِذَلِكَ يَسْأَلُ اللهَ تَعَالَى ألَّا يَفْعَلَ بِهِ مَا يَكْرَهُ فِي مُسْتَقْبَلِ الأَمْرِ، وَمِثْلُ هَذَا المَعْنَى جَاءَ فِي الأَدْعِيَةِ الوَارِدَةِ فِي كِتَابِ اللهِ تَعَالَى وَفِي السُّنَّةِ، وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُ اللهِ تَعَالَى: {رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ}+++ [آل عمران: 194]---، وَقوْلُ إِبْرَاهِيمَ فِي دُعَائِهِ: {وَلا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ} +++[الشعراء: 87]--- ، وَمَا جَاءَ فِي آخِرِ سُوْرَةِ البَقَرَةِ: {رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا} +++ [البقرة: 286]--- ، وَمِنْ ذَلِكَ دُعَاءُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا صَلَّى عَلَى الجَنَازَةِ: «اللَّهُمَّ لَا تَحْرِمْنَا أَجْرَهُ وَلَا تُضِلَّنَا بَعْدَهُ»+++[أخرجه أبوداود في سننه(3203)]---، وَهُوَ عِنْدَ التِّرْمِذِيِّ وَغَيْرِهِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، وَذَلِكَ كَثِيرٌ فِي الكِتَابِ وَالسُّنَّةِ، فَهَذَا لَا بَأْسَ بِهِ، وَهُوَ مِنَ المَعَانِي المَشْرُوعَةِ فِي الدُّعَاءِ.
لَكِنَّ الدُّعَاءَ بِهَذَا اللفْظِ (لَا قَدَّرَ اللهُ) يُفَاِرقُ مَا ذَكَرْنَا مِنْ جِهَةِ أَنَّهُ سُؤَالُ اللهِ ألَّا يَكُونَ فَعَلَ لَا ألَّا يَفْعَلَ، وَبَيْنَهُمَا فَرْقٌ، فَسُؤَالُ اللهِ ألَّا يَكُونَ فَعَلَ لَا أَحْفَظُ لُهُ شَاهِدًا، وَلَا أَعْلَمُ أَنَّهُ وَرَدَ مَعَ البَحْثِ وَالطَّلَبِ، كَمَا أَنَّ السُّؤَالَ بِهَذا المَعْنَى مِمَّا دَلَّتِ السُّنَّةُ عَلَى عَدَمِ مَشْرُوعِيَّتِهِ؛ لِعَدَمِ فَائِدَتِهِ، فَإِنَّ أُمَّ حَبِيْبَةَ لمَّا قَالَتْ: اللهُمَّ أَمْتِعْنِي بِزَوجِي رَسُولِ اللهِ، وَبِأَبِي أَبِي سُفْيَانَ، وَبِأَخِي مُعَاوِيَةَ، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «قَدْ سَأَلْتِ اللَّهَ لِآجَالٍ مَضْرُوبَةٍ، وَأَيَّامٍ مَعْدُودَةٍ، وَأَرْزَاقٍ مَقْسُومَةٍ، لَنْ يُعَجِّلَ اللَّهُ شَيْئًا قَبْلَ حِلِّهِ، أَوْ يُؤَخِّرَ شَيْئًا عَنْ حِلِّهِ». وَالحَدِيْثُ عِنْدَ مُسْلِمٍ +++ (2663) ---
فَالَّذِي يَظْهَرُ أَنَّهُ يَنْبَغِي تَرْكُ الدُّعَاءِ بِهَذِهِ الصِّيغَةِ، وَسُؤَالُ اللهِ دَفْعَ الضَّرَرِ وَالمَكْرُوهِ المُعَيَّنِ، وَاللهُ تَعَالَى أَعْلَمُ.
أخوكم/
خالد المصلح