×
العربية english francais русский Deutsch فارسى اندونيسي اردو

نموذج طلب الفتوى

لم تنقل الارقام بشكل صحيح

خزانة الأسئلة / منوع / لماذا ترك الصحابة هذه الصور معلقةً؟

مشاركة هذه الفقرة WhatsApp Messenger LinkedIn Facebook Twitter Pinterest AddThis

ما الجواب عما ذكره المؤرخون من أن الصحابة رضي الله عنهم دخلوا أماكن وبلدانًا فيها تماثيل ولم يزيلوها، وقد ذكرها الطبري في تاريخه (2/ 464) و (4/ 478). وكان على جدران إيوان كسرى صور ملونة بالحجم الطبيعي، مرسومة بدقة فائقة، وما تزال هذه الصور إلى يومنا هذا. فهذه لم تكن مدفونة في الرمل طبعًا، بل هذا القصر دخله عدد من الصحابة وأقاموا فيه. فكيف لم يروا الصور وهي واضحة ما تزال لهذا اليوم؟! أما عدم القدرة على الهدم فبديله الطمس (أي للصور). وهذا لا يحتاج لا لنفقة كبيرة ولا لتسخير عدد هائل من الناس. ومن السهل أن يأمر الحاكم بطلاء الجدران من جديد. فلم يبق إلا أنهم فهموا أحاديث طمس الصور بأنها خاصة بما كان له قدسية أو ما كان يُعبَد من غير الله. وهذه الصور استمرت مشاهَدة يصفها المؤرخون والأدباء كما ذكرها ياقوت الحموي في معجم البلدان (1/ 295). وكذلك وصف لنا البحتري هذه الصور بأنها من الدقة بحيث يكاد يتخيلها حقيقة فيلمسها بيده ليتأكد أنها مجرد صورة؛ كما في إحدى قصائده، فلم أبقوا تلك الصور؟

المشاهدات:4885

السؤال

ما الجَوابُ عمَّا ذَكرَهُ المُؤرِّخونَ مِنْ أنَّ الصَّحابَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُم- دَخلُوا أماكِنَ وبُلدانًا فِيها تَماثيلُ ولم يُزيلُوها، وقَدْ ذَكرَها الطَّبَريُّ في تاريخِهِ (2/ 464) و (4/ 478). وكانَ عَلَى جُدرانِ إيوانِ كِسْرَى صِوَرٌ مُلوَّنَةٍ بالحَجْمِ الطَّبيعيِّ، مَرسومَةٌ بدِقَّةٍ فائقَةٍ، وما تَزالُ هذِهِ الصُّوَرُ إلى يَوْمِنا هَذا. فهذِهِ لم تَكُنْ مَدفونَةً في الرَّمْلِ طَبعًا، بَلْ هَذا القَصْرُ دَخلَهُ عدَدٌ مِنَ الصَّحابَةِ وأقاموا فِيهِ. فكَيْفَ لم يَرَوُا الصُّوَرَ وهِيَ واضِحَةٌ ما تَزالُ لهَذا اليَوْمِ؟! أمَّا عَدَمُ القُدرَةِ عَلَى الهدْمِ فبَديلُهُ الطَّمْسُ (أي للصُّورِ). وهَذا لا يَحتاجُ لا لنِفقَةٍ كَبيرةٍ ولا لتَسخيرِ عَددٍ هائِلٍ مِنَ الناسِ، ومِنَ السَّهْلِ أنْ يأمُرَ الحاكِمُ بطِلاءِ الجُدرانِ مِنْ جَديدٍ.

فلم يَبْقَ إلَّا أنَّهُم فَهِموا أحاديثَ طَمْسِ الصُّورِ بأنَّها خاصَّةٌ بما كانَ له قُدسيَّةٌ أو ما كانَ يُعبَدُ مِنْ غَيْرِ اللهِ. وهذِهِ الصُّوَرُ استَمرَّتْ مُشاهَدةً يَصفُها المُؤرِّخونَ والأُدباءُ كما ذَكرَها يَاقوتُ الحَمَويُّ في مُعجَمِ البُلدانِ (1/ 295). وكذَلِكَ وَصفَ لَنا البُحتُريُّ هذِهِ الصُّورَ بأنَّها مِنَ الدِّقَّةِ بحَيثُ يَكادُ يَتخيَّلُها حَقيقَةً فيَلمَسُها بيَدِهِ ليَتأكَّدَ أنَّها مُجرَّدُ صُورَةٍ؛ كما في إحدَى قَصائدِهِ، فلِمَ أبْقَوا تِلْكَ الصُّوَرِ؟

الجواب

الحَمدُ لِلَّهِ، وصَلَّى اللهُ وسَلَّمَ وبارَكَ عَلَى رَسُولِ اللهِ، وعَلَى آلِهِ وصَحبِهِ.
أمَّا بَعْدُ:
فإجابَةً عَنْ سُؤالِكَ نَقولُ وباللهِ تَعالَى التَّوفيقُ:
ما ذَكرْتَهُ مَحلُّ إشكالٍ، جَوابُهُ كما يَلي:
أوَّلًا: أنَّ ما دَلَّتْ عَلَيْهِ النُّصوصُ مِنْ تَحريمِ التَّصويرِ لم يَتَّفقْ أهلُ العِلمِ عَلَى مَناطِ التَّحريمِ فِيها، وإنْ كانَ عامَّةُ العُلَماءِ ذَهَبوا إلى تَحريمِ التَّماثيلِ والصُّوَرِ المُجسَّمَةِ سَواءً كانَتْ مما عُبِدَ مِنْ دُونِ اللهِ أو لا، واستَثنَى بَعضُهُم ما كانَ مِنْها لُعَبًا للأطفالِ.
ثانيًا: أنَّ الثابِتَ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- مِنْ فِعلِهِ وعُمومِ قَوْلِهِ وُجوبُ إزالَةِ كُلِّ صُورَةٍ؛ فإنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- قَدْ فَعلَ ذَلِكَ بنَفسِهِ لَمَّا دَخلَ مَكَّةَ، وبَعَثَ بِهِ أصحابَهُ كما في حَديثِ عَلَيٍّ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- في قَوْلِهِ لأبي الهياجِ: «ألَا أبعثُكَ عَلَى ما بَعثَني عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ-: ألَّا تَدَعَ تِمثالًا إلَّا طَمَستَهُ، ولا قَبرًا مُشرِفًا إلَّا سَوَّيْتَهُ» رَواهُ مُسلِمٌ. فقَولُهُ وفِعلُهُ مُقدَّمٌ عَلَى قَوْلِ غَيرِهِ وفِعلِهِ.
 ثالثًا: أنَّهُ إنْ ثَبتَ أنَّ الصحابَةَ أبَقَوا تِلْكَ التَماثيلَ فإنَّها قَضيَّةُ عَيْنٍ تَرِدُ عَلَيْها احتِمالاتٌ عَديدةٌ، فلا يسوغُ تَرْكُ ما دَلَّتْ عَلَيْهِ النُّصوصُ لمِثلِ ذَلِكَ.

أخوكم/

خالد المصلح

18/10/1424هـ


الاكثر مشاهدة

2. جماع الزوجة في الحمام ( عدد المشاهدات46445 )
6. الزواج من متحول جنسيًّا ( عدد المشاهدات32845 )
7. مداعبة أرداف الزوجة ( عدد المشاهدات32529 )
10. حكم قراءة مواضيع جنسية ( عدد المشاهدات23054 )
11. حكم استعمال الفكس للصائم ( عدد المشاهدات22879 )
12. ما الفرق بين محرَّم ولا يجوز؟ ( عدد المشاهدات22870 )
15. وقت قراءة سورة الكهف ( عدد المشاهدات17185 )

مواد تم زيارتها

التعليقات

×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف