لَا يَخْفَى عَلَيْكُم أَنَّ مِنْ أهَمِّ مَا يَجِبُ أَنْ يَعْتَنِيَ بِهِ طَالِبُ الْعِلْمِ- بَعْدَ إِخْلَاصِ النِّيَّةِ وَالْعَمَلِ بِالْعِلْمِ وَتَعْلِيمِهِ- هُوَ مَكْتَبَتُهُ، وَكَمَا مَرَّ عَلَيْكُمْ- وَفَّقَكُمْ اللَّهُ- أَنَّ هُنَاكَ بَعْضَ طَلَبَةِ الْعِلْمِ تَكُونُ أَحْوَالُهُمْ الْمَادِّيَّةُ لَا تَسْمَحُ لَهُمْ بِاقْتِنَاءِ جَمِيعِ الْكُتُبِ فِي الْمَذْهَبِ الْوَاحِدِ. فَلَوْ تَكَرَّمْتُمْ- أَثَابَكُمْ اللَّهُ- مِنْ خِلَالِ مَا قَرَأْتُمْ وَجَرَّبْتُمْ فِي كُتُبِ الْمَذَاهِبِ الْفِقْهِيَّةِ الْإِفَادَةَ بِمَا يُمْكِنُ أَنْ يَسْتَغْنِيَ بِهِ طَالِبُ الْعِلْمِ فِي كُلِّ مَذْهَبٍ.