ما رَأيُكُم في كَثْرَةِ إطلاقِ الألقابِ والأوصافِ مِثْلَ: عَلَّامَةٍ وإمامٍ ومُحدِّثٍ عَلَى العُلَماءِ وطَلبَةِ العِلمِ؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الأعضاء الكرام ! اكتمل اليوم نصاب استقبال الفتاوى.
وغدا إن شاء الله تعالى في تمام السادسة صباحا يتم استقبال الفتاوى الجديدة.
ويمكنكم البحث في قسم الفتوى عما تريد الجواب عنه أو الاتصال المباشر
على الشيخ أ.د خالد المصلح على هذا الرقم 00966505147004
من الساعة العاشرة صباحا إلى الواحدة ظهرا
بارك الله فيكم
إدارة موقع أ.د خالد المصلح
خزانة الأسئلة / منوع / إطلاق الألقاب مثل علامة أو إمام
ما رأيكم في كثرة إطلاق الألقاب والأوصاف مثل علامة وإمام ومحدث على العلماء وطلبة العلم؟
السؤال
ما رَأيُكُم في كَثْرَةِ إطلاقِ الألقابِ والأوصافِ مِثْلَ: عَلَّامَةٍ وإمامٍ ومُحدِّثٍ عَلَى العُلَماءِ وطَلبَةِ العِلمِ؟
ما رأيكم في كثرة إطلاق الألقاب والأوصاف مثل علامة وإمام ومحدث على العلماء وطلبة العلم؟
الجواب
الحَمدُ لِلَّهِ، وصَلَّى اللهُ وسَلَّمَ وبارَكَ عَلَى رَسُولِ اللهِ، وعَلَى آلِهِ وصَحبِهِ.
أمَّا بَعْدُ:
فإجابَةً عَنْ سُؤالِكَ نَقولُ وباللهِ تَعالَى التَّوفيقُ:
الَّذي أرَى أنَّهُ يَنبَغي تَرشيدُ إطلاقِ مِثْلِ هذِهِ الأوصافِ؛ فإنَّهُ مِنَ المُلاحَظِ في هذِهِ الأزمانِ المُتأخِّرَةِ الإسرافُ في إطلاقِ الألقابِ؛ كالعلَّامَةِ والإمامِ والمُحدِّثِ وما أشبَهَ ذَلِكَ، وهَذا فِيهِ ضَرَرٌ مِنْ جِهَتَيْنِ:
الأُولَى: المَوصوفُ بهذِهِ الأوصافِ؛ فإنَّهُ يُخشَى عَلَيْهِ الاغتِرارُ بِها والرُّكونُ إلَيْها.
والثَّاني: سامِعُ وقارِئُ هذِهِ الأوصافِ؛ فإنَّها تهونُ في نَظَرِهِ إذا رَآها تُبذَلُ وتُقالُ في حَقِّ كُلِّ أحَدٍ.
وأذكُرُ أنَّ شَيْخَنا مُحمَّدَ العُثيمِينِ - رَحِمَهُ اللهُ - كانَ يُشدِّدُ في استِعمالِ بَعْضِ هذِهِ الألفاظِ مَعَ الأئمَّةِ الكِبارِ والعُلَماءِ الَّذينِ لَهُم قدَمُ سَبْقٍ ولِسانُ صِدْقٍ، فكانَ إذا قَرأَ الطَّالِبُ عَلَيْهِ في كِتابِ الكافي مَثَلًا فقالَ: "يَقولُ الإمامُ ابنُ قُدامَةَ" يُنبِّهُهُ بأنَّهُ لا يُوصَفُ بالإمامَةِ إلَّا مَنْ كانَ كالإمامِ أحمدَ والشافِعيِّ وأشباهِهِما.
وقَدْ رَوَى الإمامُ أحمدُ -رَحِمَهُ اللهُ- عَنْ مالِكِ بنِ دينارٍ كَلِمَةً ما أجمَلَها!، قالَ مالِكٌ رَحِمَهُ اللهُ: مُذْ عَرفْتُ الناسَ لم أفْرَحْ بمَدحِهِم ولم أكرَهْ مَذمَّتَهُم. قِيلَ: ولمَ ذاكَ؟ قالَ: "لأنَّ حامِدَهُم مُفرِطٌ وذامَّهُم مُفرِّطٌ".
وقَدْ قالَ الإمامُ أحمدُ -رَحَمِهُ اللهُ- للمَروذيِّ لَمَّا قالَ لَهُ: إنِّي لأرْجُو أنْ يَكونَ يُدعَى لَكَ في جَميعِ الأمصارِ، فقالَ الإمامُ أحمدُ رَحِمَهُ اللهُ: يا أبا بَكْرٍ، إذا عَرَفَ الرَّجُلُ نَفْسَهُ فما يَنفَعُهُ كَلامُ الناسِ.
أخوكم/
خالد المصلح
13/11/1424هـ
الحَمدُ لِلَّهِ، وصَلَّى اللهُ وسَلَّمَ وبارَكَ عَلَى رَسُولِ اللهِ، وعَلَى آلِهِ وصَحبِهِ.
أمَّا بَعْدُ:
فإجابَةً عَنْ سُؤالِكَ نَقولُ وباللهِ تَعالَى التَّوفيقُ:
الَّذي أرَى أنَّهُ يَنبَغي تَرشيدُ إطلاقِ مِثْلِ هذِهِ الأوصافِ؛ فإنَّهُ مِنَ المُلاحَظِ في هذِهِ الأزمانِ المُتأخِّرَةِ الإسرافُ في إطلاقِ الألقابِ؛ كالعلَّامَةِ والإمامِ والمُحدِّثِ وما أشبَهَ ذَلِكَ، وهَذا فِيهِ ضَرَرٌ مِنْ جِهَتَيْنِ:
الأُولَى: المَوصوفُ بهذِهِ الأوصافِ؛ فإنَّهُ يُخشَى عَلَيْهِ الاغتِرارُ بِها والرُّكونُ إلَيْها.
والثَّاني: سامِعُ وقارِئُ هذِهِ الأوصافِ؛ فإنَّها تهونُ في نَظَرِهِ إذا رَآها تُبذَلُ وتُقالُ في حَقِّ كُلِّ أحَدٍ.
وأذكُرُ أنَّ شَيْخَنا مُحمَّدَ العُثيمِينِ - رَحِمَهُ اللهُ - كانَ يُشدِّدُ في استِعمالِ بَعْضِ هذِهِ الألفاظِ مَعَ الأئمَّةِ الكِبارِ والعُلَماءِ الَّذينِ لَهُم قدَمُ سَبْقٍ ولِسانُ صِدْقٍ، فكانَ إذا قَرأَ الطَّالِبُ عَلَيْهِ في كِتابِ الكافي مَثَلًا فقالَ: "يَقولُ الإمامُ ابنُ قُدامَةَ" يُنبِّهُهُ بأنَّهُ لا يُوصَفُ بالإمامَةِ إلَّا مَنْ كانَ كالإمامِ أحمدَ والشافِعيِّ وأشباهِهِما.
وقَدْ رَوَى الإمامُ أحمدُ -رَحِمَهُ اللهُ- عَنْ مالِكِ بنِ دينارٍ كَلِمَةً ما أجمَلَها!، قالَ مالِكٌ رَحِمَهُ اللهُ: مُذْ عَرفْتُ الناسَ لم أفْرَحْ بمَدحِهِم ولم أكرَهْ مَذمَّتَهُم. قِيلَ: ولمَ ذاكَ؟ قالَ: "لأنَّ حامِدَهُم مُفرِطٌ وذامَّهُم مُفرِّطٌ".
وقَدْ قالَ الإمامُ أحمدُ -رَحَمِهُ اللهُ- للمَروذيِّ لَمَّا قالَ لَهُ: إنِّي لأرْجُو أنْ يَكونَ يُدعَى لَكَ في جَميعِ الأمصارِ، فقالَ الإمامُ أحمدُ رَحِمَهُ اللهُ: يا أبا بَكْرٍ، إذا عَرَفَ الرَّجُلُ نَفْسَهُ فما يَنفَعُهُ كَلامُ الناسِ.
أخوكم/
خالد المصلح
13/11/1424هـ