مَا القَولُ الصَّحِيحُ عِنْدَمَا يُذكَرُ عَلِيُّ بنُ أَبِي طَالِبٍ؟ أَنَقُولُ: رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَوْ كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ؟ وَمَا أَصْلُ كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الأعضاء الكرام ! اكتمل اليوم نصاب استقبال الفتاوى.
وغدا إن شاء الله تعالى في تمام السادسة صباحا يتم استقبال الفتاوى الجديدة.
ويمكنكم البحث في قسم الفتوى عما تريد الجواب عنه أو الاتصال المباشر
على الشيخ أ.د خالد المصلح على هذا الرقم 00966505147004
من الساعة العاشرة صباحا إلى الواحدة ظهرا
بارك الله فيكم
إدارة موقع أ.د خالد المصلح
خزانة الأسئلة / السير والتاريخ / هل نقول رضي الله عنه أم كرم الله وجهه؟
ما القول الصحيح عندما يُذكر علي بن أبي طالب؟ أنقول: رضي الله عنه، أو كرَّم الله وجهه؟ وما أصل كرم الله وجهه؟
السؤال
مَا القَولُ الصَّحِيحُ عِنْدَمَا يُذكَرُ عَلِيُّ بنُ أَبِي طَالِبٍ؟ أَنَقُولُ: رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَوْ كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ؟ وَمَا أَصْلُ كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ؟
ما القول الصحيح عندما يُذكر علي بن أبي طالب؟ أنقول: رضي الله عنه، أو كرَّم الله وجهه؟ وما أصل كرم الله وجهه؟
الجواب
الحَمْدُ للهِ، وَصَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَى رَسُولِ اللهِ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ.
أَمَّا بَعْدُ:
فَإِجَابَةً عَلَى سُؤالِكَ نَقُولُ وَبِاللهِ تَعَالَى التَّوفِيقُ:
الأَصْلُ الَّذِي عَلَيْهِ عَمَلُ السَّلَفِ هُوَ التَّرَضِّي عَنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَمِيعًا، وَقَدْ صَارَ التَّرَضِّي عَنْهُم شِعَارًا لَهُمْ بِحَيْثُ إِذَا ذُكِرُوا تُرِضِّيَ عَنْهُمْ، وَعَلِيٌّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ مِنْ خَيْرِ الصَّحَابَةِ، بَلْ هُوَ أَفْضَلُ الأُمَّةِ بَعْدَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ أجمعين.
أَمَّا قَوْلُ: "كَرَّم اللهُ وَجْهَهُ" عِنْدَ ذِكْرِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فَإِنَّهُ يَكْثُرُ إِطْلَاقُهُ عِنْدَ ذِكْرِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، حَتَّى قَالَ ابنُ كَثِيرٍ فِي تَفْسِيرِ سُورَةِ الأَحْزَابِ عِنْدَ قَولِهِ: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [الأحزاب: 56]: "وَقَدَ غَلَبَ هَذَا فِي عِبَارَةِ كَثِيرٍ مِنَ النُّسَّاخِ لِلْكُتُبِ أَنْ يُفْرِدَ عَلِيًّا -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- بِأَنْ يُقَالَ: عَلَيْهِ السَّلَامُ دُونَ سَائِرِ الصَّحَابَةِ أَوْ كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ، وَهَذَا وَإِن كَانَ مَعْنَاهُ صَحِيحًا، لَكِنْ يَنْبَغِي أَنْ يُسَوَّى بَيْنَ الصَّحَابَةِ فِي ذَلِكَ، فَإِنَّ هَذَا مِنْ بَابِ التَّعْظِيمِ وَالتَّكْرِيمِ، فَالشَّيْخَانِ وَأَمِيرُ المُؤْمِنِينَ عُثْمَانُ أَوْلَى بِذَلِكَ مِنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ أَجْمَعِينَ" وَقَدْ نَقَلَ السَّفَّارِينِي فِي غِذَاءِ الأَلْبَابِ (1/33) كَلَامَ ابنِ كَثِيرٍ رَحِمَ اللهُ الجَمِيعَ، ثُمَّ قَالَ: "قُلْتُ: قَدْ ذَاعَ ذَلِكَ وَشَاعَ وَمَلأَ الطُّرُوسَ وَالأَسْمَاعَ. قَالَ الأَشْيَاخُ: وَإِنَّمَا خُصَّ عَلِيٌّ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - بِقَولِ: "كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ"؛ لِأَنَّهُ مَا سَجَدَ إِلَى صَنَمٍ قَطُّ، وَهَذَا - إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى لَا بَأْسَ بِهِ، وَاللهُ المُوَفِّقُ"، وَمَا ذَكَرَهُ فِي أَنَّهُ لَمْ يَسْجُدْ لِصَنَمٍ لَيْسَ خَاصًّا بِهِ، بَلْ ثَبَتَ ذَلِكَ لِغَيْرِهِ، فَالأَوْلَى أَلَّا يُخَصَّ عَلِيٌّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ بِذَلِكَ، وَقَدْ وَقَفْتُ عَلَى بَعْضِ الكُتُبِ فَيهَا ذِكْرُ "كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ" عِنْدَ ذِكْرِ عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - كَمَا فِي كِتَابِ "تَهْذِيبِ الآثَارِ" لِلطَّبَرِي، طَبَعَةُ المَدَنِيِّ (1/372)، وَكَذَا فِي مَوَاضِعَ عَدِيدَةٍ مِنَ الكِتَابِ، وَاللهُ أَعْلَمُ.
الحَمْدُ للهِ، وَصَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَى رَسُولِ اللهِ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ.
أَمَّا بَعْدُ:
فَإِجَابَةً عَلَى سُؤالِكَ نَقُولُ وَبِاللهِ تَعَالَى التَّوفِيقُ:
الأَصْلُ الَّذِي عَلَيْهِ عَمَلُ السَّلَفِ هُوَ التَّرَضِّي عَنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَمِيعًا، وَقَدْ صَارَ التَّرَضِّي عَنْهُم شِعَارًا لَهُمْ بِحَيْثُ إِذَا ذُكِرُوا تُرِضِّيَ عَنْهُمْ، وَعَلِيٌّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ مِنْ خَيْرِ الصَّحَابَةِ، بَلْ هُوَ أَفْضَلُ الأُمَّةِ بَعْدَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ أجمعين.
أَمَّا قَوْلُ: "كَرَّم اللهُ وَجْهَهُ" عِنْدَ ذِكْرِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فَإِنَّهُ يَكْثُرُ إِطْلَاقُهُ عِنْدَ ذِكْرِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، حَتَّى قَالَ ابنُ كَثِيرٍ فِي تَفْسِيرِ سُورَةِ الأَحْزَابِ عِنْدَ قَولِهِ: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} +++[الأحزاب: 56]---: "وَقَدَ غَلَبَ هَذَا فِي عِبَارَةِ كَثِيرٍ مِنَ النُّسَّاخِ لِلْكُتُبِ أَنْ يُفْرِدَ عَلِيًّا -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- بِأَنْ يُقَالَ: عَلَيْهِ السَّلَامُ دُونَ سَائِرِ الصَّحَابَةِ أَوْ كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ، وَهَذَا وَإِن كَانَ مَعْنَاهُ صَحِيحًا، لَكِنْ يَنْبَغِي أَنْ يُسَوَّى بَيْنَ الصَّحَابَةِ فِي ذَلِكَ، فَإِنَّ هَذَا مِنْ بَابِ التَّعْظِيمِ وَالتَّكْرِيمِ، فَالشَّيْخَانِ وَأَمِيرُ المُؤْمِنِينَ عُثْمَانُ أَوْلَى بِذَلِكَ مِنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ أَجْمَعِينَ" وَقَدْ نَقَلَ السَّفَّارِينِي فِي غِذَاءِ الأَلْبَابِ +++(1/33)--- كَلَامَ ابنِ كَثِيرٍ رَحِمَ اللهُ الجَمِيعَ، ثُمَّ قَالَ: "قُلْتُ: قَدْ ذَاعَ ذَلِكَ وَشَاعَ وَمَلأَ الطُّرُوسَ وَالأَسْمَاعَ. قَالَ الأَشْيَاخُ: وَإِنَّمَا خُصَّ عَلِيٌّ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - بِقَولِ: "كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ"؛ لِأَنَّهُ مَا سَجَدَ إِلَى صَنَمٍ قَطُّ، وَهَذَا - إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى لَا بَأْسَ بِهِ، وَاللهُ المُوَفِّقُ"، وَمَا ذَكَرَهُ فِي أَنَّهُ لَمْ يَسْجُدْ لِصَنَمٍ لَيْسَ خَاصًّا بِهِ، بَلْ ثَبَتَ ذَلِكَ لِغَيْرِهِ، فَالأَوْلَى أَلَّا يُخَصَّ عَلِيٌّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ بِذَلِكَ، وَقَدْ وَقَفْتُ عَلَى بَعْضِ الكُتُبِ فَيهَا ذِكْرُ "كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ" عِنْدَ ذِكْرِ عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - كَمَا فِي كِتَابِ "تَهْذِيبِ الآثَارِ" لِلطَّبَرِي، طَبَعَةُ المَدَنِيِّ+++ (1/372)---، وَكَذَا فِي مَوَاضِعَ عَدِيدَةٍ مِنَ الكِتَابِ، وَاللهُ أَعْلَمُ.