وَالِدَتِي الآنَ مُسِنَّةٌ، وَهِيَ - وَللهِ الحَمْدُ - تَقُومُ بِوَاجِبَاتِهَا الدِّينِيَّةِ عَلَى أَكْمَلِ وَجْهٍ. وَلَكِنَّهَا قَامَتْ بِعَمَلٍ قَبْلَ أَكْثَرَ مِنْ خَمْسَةٍ وَعِشْرِينَ عَامًا تُرِيدُ أَنْ تَعْرِفَ رَأْيَكُمْ فِيهِ، أَثَابَكُمْ اللهُ.
كَانَتِ الوَالِدَةُ فِي هَذِهِ الفَتْرَةِ تَعْمَلُ فِي مَجَالِ الزِّرَاعَةِ وَالفِلَاحَةِ بِشَكْلٍ عَامٍّ، وَقَدْ أَنْجَبَتِ البَنَاتِ وَالأَولَادَ، وَكَانَ كُلُّ مَولُودٍ لَا يَبْعُدُ عَنِ الآخَرِ أَكْثَرَ مِنْ تَسْعَةِ أَشْهُرٍ أَوْ سَنَةٍ، وَكَانَتِ الحَيَاةُ فِي تِلْكَ الفَتْرَةِ لَا تَعْرِفُ مَا يُعْرَفُ الآنَ بِحُبُوبِ مَنْعِ الحَمْلِ أَوْ مَا شَابَهَ ذَلِكَ، وَبَعْدَمَا أَنْجَبَتْ عَشْرَةً مِنْ أَوْلَادٍ وَبَنَاتٍ حَمَلَتْ بَعْدَ أَقَلَّ مِنْ تِسْعَةِ أَشْهُرٍ، وَلَكِنَّهَا أَحَسَّتْ بِالتَّعَبِ وَالإِجْهَادِ مِنَ الشَّقَاءِ وَالأَعْمَالِ القَائِمَةِ بِهَا، فَمَا كَانَ مِنْهَا إِلَّا أَنْ قَامَتْ فِي الشَّهْرِ الثَّالِثِ بِالتَّدْلِيكِ عَلَى بَطْنِهَا أَكْثَرَ مِنْ مَرَّةٍ حَتَّى نَزَلَ الجَنِينُ، وَلَكِنَّهَا نَدِمَتْ نَدَمًا شَدِيدًا عَلَيْهِ رَغْمَ الحَيَاةِ الصَّعْبَةِ الَّتِي كَانَتْ تَعِيشُهَا فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ؛ لِذَا أَرْجُو مِنْكُمْ أَنْ تُفيْدُونَا - جَزَاكُمُ اللهُ خَيْرًا - فِيْمَا يَتَعَلَّقُ بِهَذَا الجَنِينِ الَّذِي لَمْ يُعْرَفْ فِي هَذِهِ الفَتْرَةِ مِنَ الحَمْلِ هَلْ هُوَ طِفْلٌ أَوْ طِفْلَةٌ، وَهَلْ عَلَيْهَا كَفَّارَةٌ فِي ذَلِكَ؟ وَهَلْ يُعْتَبَرُ الجَنِينُ فِي هَذَا العَمَلِ كَقَتْلِ النَّفْسِ؟