يُوجَدُ عِنْدَنَا فِي مِصْرَ إِشَاعَةٌ مُفَادُها أَنَّ السَّيِّدَةَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهْاَ أَرْضَعَتْ خَادِمَهَا بِتَصْرِيحٍ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟!!
خزانة الأسئلة / حديث / حديث إرضاع عائشة بإذن النبي
يوجد عندنا في مصر إشاعة مفادها أن السيدة عائشة رضي الله عنها أرضعت خادمها بتصريح من النبي صلى الله عليه وسلم؟!!
السؤال
يُوجَدُ عِنْدَنَا فِي مِصْرَ إِشَاعَةٌ مُفَادُها أَنَّ السَّيِّدَةَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهْاَ أَرْضَعَتْ خَادِمَهَا بِتَصْرِيحٍ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟!!
يوجد عندنا في مصر إشاعة مفادها أن السيدة عائشة رضي الله عنها أرضعت خادمها بتصريح من النبي صلى الله عليه وسلم؟!!
الجواب
الْحَمْدُ للهِ، وَصَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَى رَسُولِ اللهِ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ.
أَمَّا بَعْدُ:
فَإِجَابَةً عَنْ سُؤَالِكَ نَقُولُ وَبِاللهِ تَعَالَى التَّوْفِيْقُ
هَذِهِ القِصَّةُ لَيْسَتْ بِصَحِيحَةٍ، وَلَمْ تَرِدْ، وَالوَارِدُ قِصَّةُ سَالِمٍ مَولَى أَبِي حُذَيْفَةَ، وَذَلِكَ أَنَّ سَالِمًا مَولَى أَبِي حُذَيْفَةَ كَانَ قَدْ تََبَنَّاهُ أَبُو حُذَيْفَةَ قَبْلَ نَهْي اللهِ عَنِ التَّبَنِّي فِي قَوْلِهِ: {ادْعُوهُمْ لِآَبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ} [الأحزاب: 5] ، فَجَاءَتِ امْرَأَةُ أَبَي حُذَيْفَةَ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ؛ إِنَّ سالِمًا قَدْ بَلَغَ مَبْلَغَ الرِّجَالِ وَعَقَلَ مَا عَقَلُوا، وَإِنَّه يَدْخُلُ عَلَيَّ، وَإِنِّي أَظُنُّ أَنَّ فِي نَفْسِ أَبِي حُذَيْفَةَ شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَرْضِعِيهِ تَحْرُمِي عَلَيْهِ وَيَذْهَبِ الَّذِي فِي نَفْسِ أَبِي حُذَيْفَةَ».
وَهَذَا الحَدِيْثُ رَوَاهُ البُخَارِيُّ (5088) وَمُسْلِمٌ (1453) مِنْ حَدِيثِ القَاسِمِ بنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَائِشَةَ، فَهِيَ رَاوِيَةُ الحَدِيْثِ وَلَيْسَتْ صَاحِبَةَ القِصَّةِ.
وَقَدْ أَخَذَ جَمَاعَةٌ مِنْ أَهْلِ العِلْمِ مِنْ هَذَا الحَدِيْثِ أَنَّ رَضَاعَ الكَبِيْرِ يُحَرِّمُ، وَهُوَ مَذْهَبُ ابنِ حَزْمٍ مِنَ الظَّاهِرَيَّةِ، وَقَولُ جَمَاعَةٍ مِنَ الفُقَهَاءِ.
وَالَّذِي عَلَيْهِ جَمَاهِيْرُ العُلَمَاءِ مِنَ الفَقَهَاءِ وَالْمُحَدِّثِيْنَ وَغَيْرِهِمْ أَنَّ رَضَاعَ الكَبْيْرِ لَا يُحَرِّمُ، وَأَنَّ هَذَا الَّذِي تَضَمَّنَتْهُ هَذِهِ القِصَّةُ حَالَةٌ خَاصَّةٌ أَذِنَ بِهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِسَالِمٍ مَولَى أَبِي حُذَيْفَةَ، وَحَدَّدَ أَهْلُ العِلْمِ الرَّضَاعَ الْمُحَرِّمَ بِمَا كَانَ فِي الصِّغَرِ، عَلَى اخْتِلَافٍ بَيْنَهُمْ فِي تَحْدِيدِ المُدَّةِ المُؤثِّرَةِ.
الْحَمْدُ للهِ، وَصَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَى رَسُولِ اللهِ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ.
أَمَّا بَعْدُ:
فَإِجَابَةً عَنْ سُؤَالِكَ نَقُولُ وَبِاللهِ تَعَالَى التَّوْفِيْقُ
هَذِهِ القِصَّةُ لَيْسَتْ بِصَحِيحَةٍ، وَلَمْ تَرِدْ، وَالوَارِدُ قِصَّةُ سَالِمٍ مَولَى أَبِي حُذَيْفَةَ، وَذَلِكَ أَنَّ سَالِمًا مَولَى أَبِي حُذَيْفَةَ كَانَ قَدْ تََبَنَّاهُ أَبُو حُذَيْفَةَ قَبْلَ نَهْي اللهِ عَنِ التَّبَنِّي فِي قَوْلِهِ: {ادْعُوهُمْ لِآَبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ} +++ [الأحزاب: 5] --- ، فَجَاءَتِ امْرَأَةُ أَبَي حُذَيْفَةَ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ؛ إِنَّ سالِمًا قَدْ بَلَغَ مَبْلَغَ الرِّجَالِ وَعَقَلَ مَا عَقَلُوا، وَإِنَّه يَدْخُلُ عَلَيَّ، وَإِنِّي أَظُنُّ أَنَّ فِي نَفْسِ أَبِي حُذَيْفَةَ شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَرْضِعِيهِ تَحْرُمِي عَلَيْهِ وَيَذْهَبِ الَّذِي فِي نَفْسِ أَبِي حُذَيْفَةَ».
وَهَذَا الحَدِيْثُ رَوَاهُ البُخَارِيُّ +++ (5088) --- وَمُسْلِمٌ +++ (1453) --- مِنْ حَدِيثِ القَاسِمِ بنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَائِشَةَ، فَهِيَ رَاوِيَةُ الحَدِيْثِ وَلَيْسَتْ صَاحِبَةَ القِصَّةِ.
وَقَدْ أَخَذَ جَمَاعَةٌ مِنْ أَهْلِ العِلْمِ مِنْ هَذَا الحَدِيْثِ أَنَّ رَضَاعَ الكَبِيْرِ يُحَرِّمُ، وَهُوَ مَذْهَبُ ابنِ حَزْمٍ مِنَ الظَّاهِرَيَّةِ، وَقَولُ جَمَاعَةٍ مِنَ الفُقَهَاءِ.
وَالَّذِي عَلَيْهِ جَمَاهِيْرُ العُلَمَاءِ مِنَ الفَقَهَاءِ وَالْمُحَدِّثِيْنَ وَغَيْرِهِمْ أَنَّ رَضَاعَ الكَبْيْرِ لَا يُحَرِّمُ، وَأَنَّ هَذَا الَّذِي تَضَمَّنَتْهُ هَذِهِ القِصَّةُ حَالَةٌ خَاصَّةٌ أَذِنَ بِهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِسَالِمٍ مَولَى أَبِي حُذَيْفَةَ، وَحَدَّدَ أَهْلُ العِلْمِ الرَّضَاعَ الْمُحَرِّمَ بِمَا كَانَ فِي الصِّغَرِ، عَلَى اخْتِلَافٍ بَيْنَهُمْ فِي تَحْدِيدِ المُدَّةِ المُؤثِّرَةِ.