قَالَ اللهُ تَعَالَى: {أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَاحَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ} مَا المَقْصُودُ بِجَنْبِ اللهِ؟ وَهَلْ هِيَ صِفَةٌ مِنْ صِفَاتِ اللهِ؟
خزانة الأسئلة / تفسير / المقصود بقوله تعالى : جنب الله
قال الله تعالى: {أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَاحَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ} [الزمر: 56] ما المقصودُ بجنبِ الله؟ وهل هي صفة من صفات الله؟
السؤال
قَالَ اللهُ تَعَالَى: {أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَاحَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ} مَا المَقْصُودُ بِجَنْبِ اللهِ؟ وَهَلْ هِيَ صِفَةٌ مِنْ صِفَاتِ اللهِ؟
قال الله تعالى: {أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَاحَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ} [الزمر: 56] ما المقصودُ بجنبِ الله؟ وهل هي صفة من صفات الله؟
الجواب
الحَمْدُ لِلهِ، وَصَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَى رَسُولِ اللهِ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ.
أَمَّا بَعْدُ:
فَإِجَابَةً عَلَى سُؤَالِكَ نَقُولُ وَبِاللهِ تَعَالَى التَّوفِيْقُ:
لِأَهْلِ العِلْمِ عِدَّةُ أَقْوَالٍ فِي مَعْنَى جَنْبِ اللهِ فَقِيْلَ: أَيْ فِي حَقِّ اللهِ، وَقِيْلَ: فِي أَمْرِ اللهِ، وَقِيْلَ: فِي جِهَةِ اللهِ، وَقِيْلَ: في جَانِبِ اللهِ.
وَكَونُ الجَنْبِ أُضِيْفَ إِلَى اللهِ لَا يَلْزَمْ أَنْ يَكُونَ صِفَةً لَهُ سُبْحَانَهُ؛ قَالَ شَيْخُ الإِسْلَامِ ابنُ تَيْمِيَةَ فِي "الجَوَابِ الصَّحِيْحُ لِمَنْ بَدَّلَ دِيْنَ المَسِيْحِ" (4/416) : بَلْ قَدْ يُضَافُ إلَيْهِ مِنَ الأَعْيَانِ المَخْلُوقَةِ وَصِفَاتِهَا القَائِمَةِ بِهَا مَا لَيْسَ بِصِفَةٍ لَهُ بِاتِّفَاقِ الخَلْقِ؛ كَبَيْتِ اللهِ وَنَاقَةِ اللهِ وَعِبَادِ اللهِ ... "، ثُمَّ قَالَ : " وَفِي القُرآنِ مَا يُبَيِّنُ أَنَّهُ لَيْسَ المُرَادُ بِالجَنْبِ مَا هُوَ نَظِيْرُ جَنْبِ الإِنْسَانِ فَإِنه قَالَ: {أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَاحَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ} [الزمر: 56] والتَّفْرِيْطُ لَيْسَ فِي شَيْءٍ مِنْ صِفَاتِ اللهِ عَزَّ وَجَلّ. وَالإِنْسَانُ إِذَا قَالَ : فُلانٌ قَدْ فَرَّطَ فِي جَنْبِ فُلَانٍ أَوْ جَانِبِهِ لَا يُرِيْدُ بِهِ أَنَّ التَّفْرِيْطَ وَقَعَ فِي شَيءٍ مِنْ نَفْسِ ذَلِكَ الشَّخْصِ، بَلْ يُرِيْدُ أَنَّهُ فَرَّطَ فِي جِهَتِهِ وَفِي حَقِّهِ "، ثُمَّ قَالَ: " وَإِذَا قُدِّر أَنَّ الإِضَافَةَ هُنَا تَتَضَمَّنُ صِفَةَ اللهِ كَانَ الكَلَامُ فِي هَذَا كَالكَلَامِ فِي سَائِرِ مَا يُضَافُ إِلَيْهِ تَعَالَى مِنْ الصِّفَاتِ" وَلَا يَلْزَمُ مِنْ ذَلِكَ لَازِمٌ بَاطِلٌ .
فَظَاهِرُ كَلَامِ الشَّيْخِ رَحِمَهُ اللهُ هُنَا أَنَّه لَمْ يَجْعَلِ الجَنْبَ صِفْةً لِلهِ تَعالَى، بَلْ قَالَ فِي الفَتَاوَى مَا هُوَ أَصْرَحُ فِي عَدَمِ دَلَالَةِ الآيَةِ عَلَى ذَلِكَ (6/14) : "وَقَدْ يَقُولُ بَعْضُ المُثْبِتَةِ دَلَّتْ هُنَا عَلَى الصِّفَةِ فَتَكُونُ دَالَّةً هُنَاكَ ؛ بَلْ لمَّا رَأَوا بَعْضَ النُّصُوصِ تَدُلُّ عَلَى صِفَةٍ جَعَلُوا كُلَّ آيَةٍ فِيْهَا مَا يَتَوَهَّمُونَ أَنَّهُ يُضافُ إِلَى اللهِ تَعَالَى إِضَافَةَ صِفَةٍ مِنْ آيَاتِ الصِّفَاتِ كَقَولِهِ تَعَالى : {فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ}؛ وَعَلَيْهِ فَإِنَّ هَذِهِ الآيَةَ لَيْسَتْ مِنْ آيَاتِ الصِّفَاتِ، وَاللهُ أَعْلَمُ.
الحَمْدُ لِلهِ، وَصَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَى رَسُولِ اللهِ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ.
أَمَّا بَعْدُ:
فَإِجَابَةً عَلَى سُؤَالِكَ نَقُولُ وَبِاللهِ تَعَالَى التَّوفِيْقُ:
لِأَهْلِ العِلْمِ عِدَّةُ أَقْوَالٍ فِي مَعْنَى جَنْبِ اللهِ فَقِيْلَ: أَيْ فِي حَقِّ اللهِ، وَقِيْلَ: فِي أَمْرِ اللهِ، وَقِيْلَ: فِي جِهَةِ اللهِ، وَقِيْلَ: في جَانِبِ اللهِ.
وَكَونُ الجَنْبِ أُضِيْفَ إِلَى اللهِ لَا يَلْزَمْ أَنْ يَكُونَ صِفَةً لَهُ سُبْحَانَهُ؛ قَالَ شَيْخُ الإِسْلَامِ ابنُ تَيْمِيَةَ فِي "الجَوَابِ الصَّحِيْحُ لِمَنْ بَدَّلَ دِيْنَ المَسِيْحِ" +++(4/416)--- : بَلْ قَدْ يُضَافُ إلَيْهِ مِنَ الأَعْيَانِ المَخْلُوقَةِ وَصِفَاتِهَا القَائِمَةِ بِهَا مَا لَيْسَ بِصِفَةٍ لَهُ بِاتِّفَاقِ الخَلْقِ؛ كَبَيْتِ اللهِ وَنَاقَةِ اللهِ وَعِبَادِ اللهِ ... "، ثُمَّ قَالَ : " وَفِي القُرآنِ مَا يُبَيِّنُ أَنَّهُ لَيْسَ المُرَادُ بِالجَنْبِ مَا هُوَ نَظِيْرُ جَنْبِ الإِنْسَانِ فَإِنه قَالَ: {أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَاحَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ} +++[الزمر: 56]--- والتَّفْرِيْطُ لَيْسَ فِي شَيْءٍ مِنْ صِفَاتِ اللهِ عَزَّ وَجَلّ. وَالإِنْسَانُ إِذَا قَالَ : فُلانٌ قَدْ فَرَّطَ فِي جَنْبِ فُلَانٍ أَوْ جَانِبِهِ لَا يُرِيْدُ بِهِ أَنَّ التَّفْرِيْطَ وَقَعَ فِي شَيءٍ مِنْ نَفْسِ ذَلِكَ الشَّخْصِ، بَلْ يُرِيْدُ أَنَّهُ فَرَّطَ فِي جِهَتِهِ وَفِي حَقِّهِ "، ثُمَّ قَالَ: " وَإِذَا قُدِّر أَنَّ الإِضَافَةَ هُنَا تَتَضَمَّنُ صِفَةَ اللهِ كَانَ الكَلَامُ فِي هَذَا كَالكَلَامِ فِي سَائِرِ مَا يُضَافُ إِلَيْهِ تَعَالَى مِنْ الصِّفَاتِ" وَلَا يَلْزَمُ مِنْ ذَلِكَ لَازِمٌ بَاطِلٌ .
فَظَاهِرُ كَلَامِ الشَّيْخِ رَحِمَهُ اللهُ هُنَا أَنَّه لَمْ يَجْعَلِ الجَنْبَ صِفْةً لِلهِ تَعالَى، بَلْ قَالَ فِي الفَتَاوَى مَا هُوَ أَصْرَحُ فِي عَدَمِ دَلَالَةِ الآيَةِ عَلَى ذَلِكَ+++ (6/14)--- : "وَقَدْ يَقُولُ بَعْضُ المُثْبِتَةِ دَلَّتْ هُنَا عَلَى الصِّفَةِ فَتَكُونُ دَالَّةً هُنَاكَ ؛ بَلْ لمَّا رَأَوا بَعْضَ النُّصُوصِ تَدُلُّ عَلَى صِفَةٍ جَعَلُوا كُلَّ آيَةٍ فِيْهَا مَا يَتَوَهَّمُونَ أَنَّهُ يُضافُ إِلَى اللهِ تَعَالَى إِضَافَةَ صِفَةٍ مِنْ آيَاتِ الصِّفَاتِ كَقَولِهِ تَعَالى : {فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ}؛ وَعَلَيْهِ فَإِنَّ هَذِهِ الآيَةَ لَيْسَتْ مِنْ آيَاتِ الصِّفَاتِ، وَاللهُ أَعْلَمُ.