بِفَضْلٍ مِنَ اللهِ فَإِنَّنِي مُهَنْدِسُ كُومْبُيُوتَر فِي شَرِكَةِ اتِّصَالَاتِ الهَاتِفِ النَّقَّالِ فِي مَدِينَةِ المَوْصِلِ، وَأَعْمَلُ فِي الشَّرِكَةِ كَمُدْخِلِ وَمُحَلِّلِ بَيَانَاتِ كُومْبُيُوتَر، وَهَذِهِ الشَّرِكَةُ مَدَنِيَّةٌ أَهْلِيَّةٌ وَلَيْسَتْ عَسْكَرِيَّةً، وَلَيْسَتْ لَهَا أَيَّةُ عَلَاقَةٍ بِالدَّوْلَةِ أوْ الاحْتِلَالِ، وَكَمَا تَعْلَمُونَ فَإِنَّ الظَرْفَ الحَالِي فِي بَلَدِنَا تَحْتَ ظِلِّ الاحْتِلَالِ الغَاشِمِ، فَإِنَّ هُنَاكَ أُمُورًا كَثِيْرةً غَامِضَةً تَحْصُلُ وَلَا أَحَدَ يَعْلَمُ تَفَاصِيلَهَا غَيْرُ اللهِ، فَمِنْ هَذِهِ الأُمُورِ قَبْلَ فَتْرَةٍ قُتِلَ أَحَدُ أَفْرَادِ شَرِكَتِنَا، وَهُدِّدْنَا بَالقَتْلِ أَيْضًا، وَبَعْدَ التَّهْدِيدِ أَهْلِي خَافُوا عَلَيَّ مِنَ المَخَاطِرِ وَيُرِيدُونَ الآنَ أَنْ يُخْرِجُونِي مِنْ عَمَلِي الَّذِي أَحْبَبْتُه كَثِيرًا، وَإِنِّنِي - وَالحَمْدُ للهِ - مُرتَاحٌ فِيهِ جِدًّا، إِلَّا إِنَّنِي لَدَيَّ إيمَانٌ قَوِيٌّ وَالحَمْدُ لِلهِ، وَلَمْ أَخَفْ يَومًا إِلَّا مِنَ الَّذِي خَلَقَنِي، فَأَرْجُو مِنْ سِيَادَتِكُمْ أَنْ تُوَضِّحُوا لِي إِنْ قُتِلْتُ أَثْنَاءَ عَمَلِي، وَنَحْنُ كَمَا نَعْلَمُ بِأَنَّ العَمَلَ عِبَادَةٌ فَهَلْ أَنَالُ الشَّهَادَةَ الَّتِي يَحْلُمُ بِهَا كُلُّ مُسْلِمٍ حُرٍّ؟ مَعَ العِلْمِ أَنَّنِي دَائِمًا أُخْرِجُ الزَّكَاةَ وَالصَّدَقَةَ مِنْ عَمَلِي، فَأَرْجُو مِنْ سِيَادَتِكُمْ أَنْ تُبَيِّنُوا لِيَ الحُكْمَ فِي هَذَا الأَمْرِ، وَمَاذَا أَفْعَلُ تِجَاهَ رَغْبَةِ أَهْلِي؟ مَعَ العِلْمِ بِأَنَّنِي لَوْ تَرَكْتُ العَمَلَ هُنَا فَقَدْ لَا أَجِدُ عَمَلًا مُطْلَقًا بِسَبَبِ الظُّرُوفِ الحَرِجَةِ الَّتِي فِي البَلَدِ، وَالعَطَالَةِ الكَبِيرَةِ الَّتِي يُعَانِي مِنْهَا جَمِيعُ مَنْ هُمْ بِسِنِّي، هَذَا وَأَشْكُرُ لَكُمْ سِعَةَ صُدُورِكُمْ وَاسْتَمَاعَكُمْ لِي.