ما حُكْمُ دَفْعِ الزَّكاةِ كرَواتِبَ لمُعَلِّمِي القُرْآنِ؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الأعضاء الكرام ! اكتمل اليوم نصاب استقبال الفتاوى.
وغدا إن شاء الله تعالى في تمام السادسة صباحا يتم استقبال الفتاوى الجديدة.
ويمكنكم البحث في قسم الفتوى عما تريد الجواب عنه أو الاتصال المباشر
على الشيخ أ.د خالد المصلح على هذا الرقم 00966505147004
من الساعة العاشرة صباحا إلى الواحدة ظهرا
بارك الله فيكم
إدارة موقع أ.د خالد المصلح
خزانة الأسئلة / زكاة / ما حكم دفع الزكاة كرواتب لمعلمي القرآن؟
ما حكم دفع الزكاة كرواتب لمعلمي القرآن؟
السؤال
ما حُكْمُ دَفْعِ الزَّكاةِ كرَواتِبَ لمُعَلِّمِي القُرْآنِ؟
ما حكم دفع الزكاة كرواتب لمعلمي القرآن؟
الجواب
الحَمدُ لِلَّهِ، وَصَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ وبارَكَ عَلَى رَسُولِ اللهِ، وَعَلَى آلِهِ وصَحبِهِ.
أمَّا بَعْدُ:
فإجابَةً عَنْ سُؤَالِكَ نَقولُ وباللهِ تَعالَى التَّوفيقُ:
مَصارِفُ الزَّكاةِ ذَكَرَها اللهُ تَعالَى في كِتابِهِ: ﴿إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاِبْنِ السَّبِيلِ﴾ [التَّوبَةُ: 60] هَؤُلاءِ هُمُ الأَصنافُ الثَّمانِيَةُ الَّذِينَ تُصْرَفُ فِيهِمُ الزَّكاةُ.
وهَلْ طَلَبُ العِلمِ أو ما يَتَعلَّقُ بِهِ مِنْ أبْوَابٍ، سَواءً كانَ في حِفْظِ القُرْآنِ أو حِفْظِ السُّنَّةِ أو تَعليمِ القُرْآنِ أو تَعْليمِ السُّنَّةِ أو سائِرِ العُلومِ الشَّرْعيَّةِ أو ما يَخدُمُها مِنَ العُلومِ كعُلومِ العَربيَّةِ، هَلْ تَدْخُلُ في هذِهِ الآيَةِ؟ تَدخُلُ عِنْدَ جَماعَةٍ مِنَ العُلَماءِ في قَوْلِهِ تَعالَى: ﴿وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ﴾ [التَّوبَةُ: 60] فإنَّها مِنَ الجِهادِ في سَبيلِ اللهِ، فسَبيلُ اللهِ يَشمَلُ كُلَّ ما كانَ وَسيلَةً لحِفْظِ الدِّينِ، سَواءً كانَ ذَلِكَ بالإعْدادِ لمُقاتَلَةِ المُعتَدِينَ أو كانَ ذَلِكَ لأَجْلِ صِيانَةِ الدِّينِ وحِفْظِهِ وذَبِّ الشُّبَهِ وحِفْظِ هذِهِ الشَّريعَةِ.
فالَّذِينَ قَالُوا بالجَوازِ - وهُمْ طائِفَةٌ مِنْ أهلِ العِلمِ - استَندُوا في قَوْلِهم عَلَى هذِهِ الآيَةِ، وهِيَ قَوْلُهُ تَعالَى: ﴿وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ﴾ [التَّوبَةُ: 60] ، فسَبيلُ اللهِ يَشمَلُ تَعليمَ العِلمِ الشَّرعِيِّ بجَميعِ فُروعِهِ وصُنوفِهِ.
وعَلَيْهِ.. فإنَّهُ يَجوزُ صَرْفُ الأمْوالِ إلى مُدَرِّسِي الحَلَقاتِ وإلَى إقامَةِ الحَلَقاتِ العِلْميَّةِ، وإلى المَشاريعِ العِلْميَّةِ بشَتَّى صُوَرِها وصُنُوفِها، ويَتأكَّدُ هَذَا الاختِيارُ في هَذَا الزَّمَنِ الَّذِي تَوَجَّهَ فِيهِ النَّاسُ إلى أنْواعٍ مِنَ الصَّرْفِ، لا سِيَّما في الصَّدَقاتِ في غَيْرِ المَجالِ العِلْمِيِّ، فالناسُ يَنشَطونَ في إغاثَةِ المَلهوفِينَ كحَفْرِ الآبارِ والأَوْقافِ عَلَى مَجالاتِ الأَيْتامِ والفُقَراءِ وما إلى ذَلِكَ، لكنْ قَلَّ مَنْ يَدْفَعُ فِيْما يَتَعلَّقُ بالجانِبِ العِلْميِّ، فإذا قُلنا للناسِ: إنَّ العِلمَ وطَلَبَ العِلمِ وأهلَ العِلمِ والاشتِغالَ بالعِلمِ مِمَّا يُصرَفُ فِيهِ الزَّكاةُ؛ كانَ في ذَلِكَ تَوسيعٌ، وهُوَ مِمَّا قالَ بِهِ جَماعَةٌ مِنْ أَهلِ العِلمِ.
وأذكُرُ أنَّ لشَيْخِنا عَبدِ العَزيزِ - رَحِمَهُ اللهُ - فَتوَى تُفيدُ هَذَا المَعنَى، وكذَلِكَ الشَيْخُ مُحمَّدُ بنُ عُثَيمِين - رَحِمَهُ اللهُ - لَهُ ما يُشْعِر بجَوازِ صَرْفِ الأَمْوالِ في حِلَقِ العِلمِ، إذا كانَ لم يَتيسَّرْ لَهُم مَصدَرٌ آخَرَ، ولكِنْ عَلَى شَيءٍ مِنَ التَّردُّدِ في فَتوَى الشَّيْخِ مُحمدِ بنِ عُثَيمِين رَحِمَهُ اللهُ، أمَّا الشَّيخُ عَبدُ العَزيزِ - رَحِمَهُ اللهُ - ففتْوَاهُ واضِحَةٌ في الجَوازِ.
الحَمدُ لِلَّهِ، وَصَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ وبارَكَ عَلَى رَسُولِ اللهِ، وَعَلَى آلِهِ وصَحبِهِ.
أمَّا بَعْدُ:
فإجابَةً عَنْ سُؤَالِكَ نَقولُ وباللهِ تَعالَى التَّوفيقُ:
مَصارِفُ الزَّكاةِ ذَكَرَها اللهُ تَعالَى في كِتابِهِ: ﴿إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاِبْنِ السَّبِيلِ﴾+++ [التَّوبَةُ: 60] --- هَؤُلاءِ هُمُ الأَصنافُ الثَّمانِيَةُ الَّذِينَ تُصْرَفُ فِيهِمُ الزَّكاةُ.
وهَلْ طَلَبُ العِلمِ أو ما يَتَعلَّقُ بِهِ مِنْ أبْوَابٍ، سَواءً كانَ في حِفْظِ القُرْآنِ أو حِفْظِ السُّنَّةِ أو تَعليمِ القُرْآنِ أو تَعْليمِ السُّنَّةِ أو سائِرِ العُلومِ الشَّرْعيَّةِ أو ما يَخدُمُها مِنَ العُلومِ كعُلومِ العَربيَّةِ، هَلْ تَدْخُلُ في هذِهِ الآيَةِ؟ تَدخُلُ عِنْدَ جَماعَةٍ مِنَ العُلَماءِ في قَوْلِهِ تَعالَى: ﴿وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ﴾ +++ [التَّوبَةُ: 60] --- فإنَّها مِنَ الجِهادِ في سَبيلِ اللهِ، فسَبيلُ اللهِ يَشمَلُ كُلَّ ما كانَ وَسيلَةً لحِفْظِ الدِّينِ، سَواءً كانَ ذَلِكَ بالإعْدادِ لمُقاتَلَةِ المُعتَدِينَ أو كانَ ذَلِكَ لأَجْلِ صِيانَةِ الدِّينِ وحِفْظِهِ وذَبِّ الشُّبَهِ وحِفْظِ هذِهِ الشَّريعَةِ.
فالَّذِينَ قَالُوا بالجَوازِ - وهُمْ طائِفَةٌ مِنْ أهلِ العِلمِ - استَندُوا في قَوْلِهم عَلَى هذِهِ الآيَةِ، وهِيَ قَوْلُهُ تَعالَى: ﴿وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ﴾ +++ [التَّوبَةُ: 60] --- ، فسَبيلُ اللهِ يَشمَلُ تَعليمَ العِلمِ الشَّرعِيِّ بجَميعِ فُروعِهِ وصُنوفِهِ.
وعَلَيْهِ.. فإنَّهُ يَجوزُ صَرْفُ الأمْوالِ إلى مُدَرِّسِي الحَلَقاتِ وإلَى إقامَةِ الحَلَقاتِ العِلْميَّةِ، وإلى المَشاريعِ العِلْميَّةِ بشَتَّى صُوَرِها وصُنُوفِها، ويَتأكَّدُ هَذَا الاختِيارُ في هَذَا الزَّمَنِ الَّذِي تَوَجَّهَ فِيهِ النَّاسُ إلى أنْواعٍ مِنَ الصَّرْفِ، لا سِيَّما في الصَّدَقاتِ في غَيْرِ المَجالِ العِلْمِيِّ، فالناسُ يَنشَطونَ في إغاثَةِ المَلهوفِينَ كحَفْرِ الآبارِ والأَوْقافِ عَلَى مَجالاتِ الأَيْتامِ والفُقَراءِ وما إلى ذَلِكَ، لكنْ قَلَّ مَنْ يَدْفَعُ فِيْما يَتَعلَّقُ بالجانِبِ العِلْميِّ، فإذا قُلنا للناسِ: إنَّ العِلمَ وطَلَبَ العِلمِ وأهلَ العِلمِ والاشتِغالَ بالعِلمِ مِمَّا يُصرَفُ فِيهِ الزَّكاةُ؛ كانَ في ذَلِكَ تَوسيعٌ، وهُوَ مِمَّا قالَ بِهِ جَماعَةٌ مِنْ أَهلِ العِلمِ.
وأذكُرُ أنَّ لشَيْخِنا عَبدِ العَزيزِ - رَحِمَهُ اللهُ - فَتوَى تُفيدُ هَذَا المَعنَى، وكذَلِكَ الشَيْخُ مُحمَّدُ بنُ عُثَيمِين - رَحِمَهُ اللهُ - لَهُ ما يُشْعِر بجَوازِ صَرْفِ الأَمْوالِ في حِلَقِ العِلمِ، إذا كانَ لم يَتيسَّرْ لَهُم مَصدَرٌ آخَرَ، ولكِنْ عَلَى شَيءٍ مِنَ التَّردُّدِ في فَتوَى الشَّيْخِ مُحمدِ بنِ عُثَيمِين رَحِمَهُ اللهُ، أمَّا الشَّيخُ عَبدُ العَزيزِ - رَحِمَهُ اللهُ - ففتْوَاهُ واضِحَةٌ في الجَوازِ.