×
العربية english francais русский Deutsch فارسى اندونيسي اردو

نموذج طلب الفتوى

لم تنقل الارقام بشكل صحيح

خزانة الأسئلة / زكاة / هل يجوز احتساب الدَّيْن من الزكاة؟

مشاركة هذه الفقرة WhatsApp Messenger LinkedIn Facebook Twitter Pinterest AddThis

هل يجوز احتساب الدَّيْن من الزكاة؟

المشاهدات:6490
- Aa +

السؤال

هل يَجوزُ احتِسابُ الدَّيْنِ مِنَ الزَّكاةِ؟

الجواب

الحَمدُ لِلَّهِ، وَصَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ وبارَكَ عَلَى رَسُولِ اللهِ، وَعَلَى آلِهِ وصَحبِهِ.
أمَّا بَعْدُ:
فإجابةً عَنْ سُؤالِكَ نَقولُ وباللهِ تعالَى التَّوفيقُ:
الدُّيونُ الَّتَي للإنسانِ عَلَى غَيْرِه للعُلَماءِ فِيْها أقْوالٌ، - وعلَى القَوْلِ بأنَّهُ يجِبُ فِيها الزَّكاةُ -كما قالَ ذَلِكَ جَماعةٌ مِنْ أهْلِ العِلْمِ، - وهُوَ قَولُ أكثَرِ العُلَماءِ - هَلْ يَجوزُ أنْ يَحتسِبَ زَكاتَهُ مِنَ الدَّيْنِ الَّذِي يَطلُبُهُ الناسُ إذا كانُوا مُعْسِرِينَ أو كانُوا لا يَستَطيعونَ الوَفاءَ؟

عامَّةُ العُلَماءِ عَلَى أنَّهُ لا يَجوزُ احتِسابُ الدَّيْنِ جُزءًا مِنَ الزكاةِ، قالُوا: لأنَّ اللهَ تَعالَى يَقولُ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الأَرْضِ وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ} [البَقَرةُ: 267] ، والخَبيثُ لَيسَ هُوَ الْمُحَرَّمَ، وإنَّما الدُّونُ مِنَ المالِ، ومَعلومٌ أنَّ الدَّيْنَ في نَظَرِ أصحابِهِ هُوَ في القيمَةِ دُونَ المالِ الَّذِي في أيْدِيهِم، فهُوَ مُندَرِجٌ تَحْتَ كَونِهِ مِنَ الخَبيثِ، لا سِيَّما إذا كانَ لا يَرجُو رُجوعَهُ ولا يَرجُو رَدَّهُ، ففي هذِهِ الحالِ، قِيمةُ هَذَا المالِ عِنْدَ أصحابِهِ لَيسَتْ كقِيمَةِ المالِ الَّذِي في أيدِيِهِم، فلذَلِكَ لا يَجوزُ أنْ يُخْرِجَ الزكاةَ مِنَ الدَّيْنِ الَّذِي لَهُ عَلَى غَيْرِهِ عَنْ مالٍ في يَدِهِ، وَإِلَّا سيَكُونُ مِنْ تَيَمُّمِ الخَبيثِ مِنْ مَالِهِ.
ولهَذَا ذهَبَ عَامَّةُ العُلَماءِ إلَى أنَّهُ لا يَجوزُ احتِسابُ الدَّيْنِ جُزءًا مِنَ الزكاةِ، أو احتِسابِ الدَّيْنِ زكاةً.

وذهَبَ بَعْضُ أهْلِ العِلْمِ -وهَذَا اختِيارُ شَيْخِ الإسلامِ ابنِ تَيميَّةَ - رَحِمهُ اللهُ- إلَى أنَّهُ يَجوزُ أنْ يحتَسبَ الدَّيْنَ في الزكاةِ عَنْ زَكاةِ دَيْنٍ، يَعنِي: إذا كُنتُ أنا أطلُبُ مِنْكَ مَثَلًا مِئَةَ ألفِ رِيَالٍ فزكاتُها ألفانِ وخَمْسُ مِئةٍ، وأنا أطلُبُ فَقيرًا للزكاةِ، أو أنتَ كُنتَ فَقيرًا عَلَى سَبيلِ المِثالِ، ففي هذِهِ الحالِ يَجوزُ أن أحتَسِبَ -وأنا زكاتِي مَثَلًا عَشَرةُ آلافِ رِيالٍ- الألفينِ والخَمْسَ مِئَةِ هِيَ زكاةُ الدَّيْنِ الَّذِي عَلَيْكَ أحتَسِبْها زكاةً سواءٌ في دَيْنٍ عَلَيْكَ أم في دَيْنٍ عَلَى غَيْرِك، هَذَا اختيارُ شَيْخِ الإسلامِ ابنِ تَيميَّةَ - رَحِمَهُ اللهُ -، يَقولُ: لا يوجَدُ هُنا تَيَمُّمٌ للخَبيثِ؛ لأنَّهُ أخرَجَ زكاةً مِنْ جِنْسِ المالِ الَّذِي له، فليسَ هُناكَ تَيَمُّمًا للخَبيثِ، لكنَّ جُمهورَ العُلَماءِ عَلَى أنَّهُ لا يَجوزُ حتَّى في هذِهِ الصُّورةِ.
والأقرَبُ والأسْلَمُ للإنسانِ والأبعَدُ عَنِ الاشتِباهِ أن يُخْرِجَ الزكاةَ مِنْ مالٍ في يدِهِ قادِرٌ عَلَى التَّصرُّفِ فِيهِ، واللهُ تعالَى يَقولُ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الأَرْضِ وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ} [البَقَرةُ: 267] ، فاللهُ غَنِيٌ عنَّا وعَنْ صَدقاتِنا، وإنَّما نَبذُلُ ما نَبذلُ مِنَ الأموالِ لنَفْعِ أنفُسِنا.

فهذِهِ آراءُ العُلَماءِ في هذِهِ المَسألةِ، وبَيانُ ما يَنبغِي.


الاكثر مشاهدة

2. جماع الزوجة في الحمام ( عدد المشاهدات46600 )
6. الزواج من متحول جنسيًّا ( عدد المشاهدات33083 )
7. مداعبة أرداف الزوجة ( عدد المشاهدات32687 )
10. حكم قراءة مواضيع جنسية ( عدد المشاهدات23205 )
11. ما الفرق بين محرَّم ولا يجوز؟ ( عدد المشاهدات23133 )
12. حكم استعمال الفكس للصائم ( عدد المشاهدات22977 )
15. وقت قراءة سورة الكهف ( عدد المشاهدات17295 )

مواد تم زيارتها

التعليقات

×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف